إنه الحبار العملاق ( The Giant Squid ) أو ( The Colossal Squid )
دعوني أعرفكم على الحبار العملاق
كان هذا المخلوق أسطورة لا توجد الا في الروايات الكلاسيكية والقصص الغريبة التي يرويها البحارة عن مخلوقات عملاقة يشاهدونها في المحيطات .
كانت القصص تتحدث دائما عن مخلوق ضخم , يعيش في أعماق المحيطات ويطفو على السطح لالتقاط البحارة بأذرعته وتقطيعهم إربا في ثوان معدودة ثم الهبوط بهم الى القاع لالتهامهم.
الاساطير ليست كلها خيال , هذا ما أؤمن به وكما يقول المثل فكل دخان تحته نار خامدة.
في المائة سنة الماضية , بدأت أسطورة الحبار العملاق تظهر الى السطح كحقيقة واقعية وموجودة. وبدا العلماء يشاهدون ذلك المخلوق وقد قذفت به الأمواج على الشواطئ البعيدة .
وشيئا فشيئا بدات تحقق الاسطورة , وظهرت للعلماء الكثير من الحقائق الغريبة والمخيفة ربما بخصوص هذا المخلوق
دعوني أعرفكم أكثر على هذا المخلوق
الطول : حوالي 18 مترا لنوع الحبار العملاق , وأكثر من 20 مترا لنوع ال colossal من نفس الفصيلة
الوزن : المتوسط 500 كلغ وقد يصل وزنه الى طن .
وهنا بعض الصور التي تصور الطول والحجم مقارنة بباص مدرسي وحوت ازرق عملاق.
يعيش هذا المخلوق في المياة الباردة في أعماق المحيطات بالقرب من القطب الشمالي والبحار المتاخمة له وقد وجد في بطنه بقايا لمعظم المخلوقات الكبيرة في البحر , ووجدت بقاياه في معدة الحوت الأزرق ويعتقد أن الحوت الأزرق يخوض مع هذا المخلوق معارك شرسة في الأعماق فقد وجد العلماء آثارا عديدة لفم هذا المخلوق على اجساد الحيتان. ويعتقد العلماء أن الحيتان تلتهم صغار هذا المخلوق بينما يقوم هذا المخلوق بقتل والتهام بعض الحيتان !!
وربما يقوم هذا المخلوق بمهاجمة القرش او اي مخلوق آخر يوجد بقربه .
التشريح :
لنقم سويا بتشريح هذا المخلوق لتعرفوا لماذا قلت أنه ( وحش )
يظهر في الرسم أعلاه زعنفة الحبار وهي تظهر على شكل ورقة شجرة , ويستخدمها للسباحة بسرعة في أعماق المحيط وللتوجيه .
يعقبها الخوذة , وهي ذلك الجزء الذي يقوم الانسان بأكله في الحبار ( الصغير ) الموجود في السوق حيث يتم تقطيعها على شكل حلقات وإضافتها للشوربة البحرية في معظم المطاعم.
خوذة هذا الحبار العملاق ( مختلفة قليلا ) وذلك لأنه لو تم تقطيعها على شكل حلقات فستكون الحلقة الواحة بحجم ( كفر حراثة ضخمة أو تراكتور عملاق ) !!
بعد ذلك يوجد الراس , وهو جزء صغير من جسد هذا الحبار العملاق ولكن المثير في الموضوع هما العينان الموجودتان في هذا الرأس , حيث يبلغ نصف قطر العين الواحدة 25 سنتيمتر ( ربع متر ) وهي بذلك أكبر عين موجودة على وجه الأرض !
في مقدمة الرأس , يوجد فم المخلوق وهو منقار على شكل منقار ببغاء ولكنه كبير الحجم وعلى درجة عالية من الصلابة بحيث يمكنه قص كيبل من الحديد الى عدة أجزاء , ويستخدم الحبار العملاق هذا الفم لتقطيع ضحاياه الى قطع ضغيرة سهلة الهضم !
ننتقل بعدها الى الجزء الخطر من المخلوق وهي الأذرعة , حيث يوجد لدى هذا المخلوق أكثر من 8 أذرعة مزودة بشفاطات ضخمة لتلتف حول الفريسة وتقوم بتثبيتها .
هذا الشفاطات يمكنها أن تلتف حول حوت أزرق , يعني يمكنها أن ( تثبت مخلوق بحجم باص مدرسي ) بإحكام دون اي أمل في الفرار من بين تلك الأيدي.
ليس ذلك فقط بل كل ذراع مزودة بجانب الشفاطات بمئات من المخالب المنحنية باتجاهات متعاكسة كالمسامير , تتحرك فراغيا ب 360 لتقوم بفرم لحم الضحية بين الأذرع ومن ثم تمريره الى الفم ليقوم بتقطيعه ومن ثم ابتلاعه.
صورة مكبرة لجزء صغير من الأذرعة
في الأسبوع الماضي قام صياد نيوزلندي بالصدفة باصطياد إحدى هذه المخلوقات العجيبة , ورغم أن الصور تظهر أن الصياد قد اصطاد المخلوق عبر عرز الرماح في جسده الا أن الحقيقة أن هذا المخلوق كان يحتضر عندما أمسكه الصياد حيث أنه حين يطفو الى سطع البحر لا يعود قادرا على العودة للأسفل في بعض الأحيان .
الجدير بالذكر أن البحر الأحمر والخليج العربي ربما تكون خالية من هذا المخلوق لأنها بحار دافئة ولكن يوجد الحبار الصغير الذي نأكله جميعا أو نقوم باستخدامه كطعم ويسمى في البحر الأحمر بالحبار أو ( ابو حبره ) في جنوب البحر الأحمر , كما يسميه أهل الخليج ( خثّاق ) .
أتمنى ان تكونوا قد استمتعتم برحلتكم في عالم الحبار العملاق ( وحش الأعماق )
تقبلوا خالص تحياتي