امان الخير والشر وجدا من الازل عندما قتل هابيل اخيه قابيل وان اختلفا السبب في الاجيال التي اتت فيما بعد من هنا بدأ الصراع بين الخير والشر فهل نرهما جيدا ونقدر ان نفرق بينهما في كل الاوقات؟كان رجل يحب الخير دئما يريد ان ينشره بين الناس يريده ان يكون في حياتهم مثل الماء والهواء ولكنه كلن يعرف جيدا ان هذا صعبا وكيف يقدر على تحقيق ذلك والناس اصبح في قلوبهم الحقد اكثر من الحب ترغب في الشر لانها ترى انه خير وهو الوسيلة لتحقيق كل غاية ولكنه عاهد نفسه ان لا يفعل الا الخير كان هذا الرجل احد الاعراب في الجزيرة العربية وهناك يحبون ويعتزون جدا بتربية اللحية لانها من مظاهر المسلمين فكان رجل ذو لحية طويلة بيضاء من اثار الزمان .في يوم من الايام ذهب هذا الرجل الى السوق ليشتري اشياء يريدها وكان هذا السوق بعيدا عن قريته كثيرا وعندما طلب حاجته كلها من التجار بحث عن النقود ولكنه لم يجدها واحتار كيف يرجع منزله بدون هذه الاشياء وهي هامة وضرورية وكيف ياخذها وهو ليس معه المال لاحظ التاجر حيرة الرجل فساله عن السبب فقال له:والله يا اخي لقد نسيت النقود في منزلي وانا اسكن بعيدا عن هنا وهذه الاشياء نحن في حاجة واسعة اليها فهل تعطني هذه الاشياء على ان اعطيك امان تحفظه عندك حتى اعود فقال التاجر:ما امانك يا اخي ؟قطع الرجل احدى شعيرات ذقنه وقال له:هذا ما املك وهو عندي اغلى ما املك فهل تاخذ تلك الشعرة وتعطيني حوائجي نظر التاجر الى كلام الرجل وقال: خذ يا اخي ما تريد وعد بالمال وقتما شئت وانا حافظ لك ما اعطيتني فهو يكفيني .اخذ الرجل ما احتاج اليه وذهب به الى قريته وعندما وصل الى منزله اخذ النقود وعاد من فوره الى التاجر بالرغم من متاعب السفر واعطاه المال وقال له:يا اخي هذا مالك فاعطني الامانة فاعطاه الرجل الشعرة فاخذها الرجل من التاجر قائلا:كم اشكرك لانك حفظتها فهي هندي لها قدرها.ابتسم التاجر وقال:يااخي لست وحدك الذي تعرف قدرها والله لو مرت السنوات ما كنت اضعتها ولو لم تعد انت بالمال ما كنت حزنت لانها تلك الشعر اغلى من كل مال.مرت الايام وشاعت تلك القصة بين الناس منهم الصدق ومنهم الساخر المكذب ولكنها دارت في راس رجل فعجبته وقرر الانتفاع بها.فذهب ذات يوما الى ذلك التاجر وبعد ان طلب مايريد وما يشتهي اخذ يبحث عن نقوده مرة بعد مره ولاحظ التاجر وساله:ما بك يا اخى فقال له:يبدو انني نسيت نقودي ولااعرف كيف اعود بدون هذه الاشياء فهل اعطيك امان حتى اتي لك بالنقود فقال له:لك ذلك فقال له الرجل:اعطني موس فاعطاه الرجل فقام الرجل بحلق لحيته فقال له:هذا امان فقال له التاجر:لا يااخي هذا الامان لايعنيني لانك استغنيت عن شئ غير ذي قيمة عندك فكيف يكون ذو قيمة عندي نظر الرجل في ذهول الى التاجر وقال له:ولما تركتني احلق لحيتي فقال له:لانك ياخي لم تقدره في ذات يوم فكيف اقدرها انا واخاف عليها فذهب واطلب من الله ان يغفر فما جزاء الشر الا الشر.