عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-19-2009, 08:01 PM
 
الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ،،،

الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم:

قال الله تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما [ سورة الأحزاب / 33، الآية:
قال ابن عباس: معناه: إن الله و ملائكته يباركون على النبي. و قيل: إن الله يترحم على النبي، وملائكته يدعون له. قال المبرد: و أصل الصلاة الترحم، فهي من الله رحمة، و من الملائكة رقة واستدعاء للرحمة من الله. و قد ورد في الحديث: صفة صلاة الملائكة على من جلس ينتظر الصلاة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه فهذا دعاء. و قال أبو بكر القشيري: الصلاة من الله تعالى لمن دون النبي صلى الله عليه و سلم رحمة، و للنبي صلى الله عليه و سلم تشريف و زيادة كرمة. و قال أبو العالية: صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، و صلاة الملائكة الدعاء. قال القاضي أبو الفضل: وقد فرق النبي صلى الله عليه و سلم في حديث تعليم الصلاة بين لفظ الصلاة و لفظ البركة، فدل أنهما بمعنيين.
و
أما التسليم الذي أمر الله تعالى به عباده فقال القاضي أبو بكر بن بكير: نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه و سلم، فأمر الله أصحابه أن يسلموا عليه، و كذلك من بعدهم آمرو أن يسلموا على النبي صلى الله عليه و سلم عند حضورهم قبره، و عند ذكره.

الثاني:

السلام عليه ثلاثة وجوه: أحدهما: السلامة لك و معك، و يكون السلام مصدراً. الثاني : أي السلام على حفظك و رعايتك متول له ، و كفيل به ، و يكون هنا السلام اسم الله . الثالث: أن السلام بمعنى المسالمة له و الانقياد، كما قال: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما [ سورة
النساء / 4، الآية: 6]
-

حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم:

اعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم فرض على الجملة، غير محدد بوقت، لأمر
الله تعالى بالصلاة عليه، و حمل الأئمة و العلماء له على الوجوب، و أجمعوا عليه. و حكى أبو جعفر الطبري أن محمل الآية عنده على الندب، و ادعى فيه الإجماع، و لعله فيما زاد على مرة، و الواجب منه الذي يسقط به الحرج و مأثم ترك الفرض مرة، كالشهادة له بالنبوة، و ما عدا ذلك فمندوب مرغب فيه، من سنن الإسلام و شعار أهله.
قال القاضي أبو الحسن بن القصار: المشهور عن أصحابنا أن ذلك واجب في الجملة على الإنسان، و فرض عليه أن يأتي بها مرةً من دهره مع القدرة على ذلك. و قال القاضي أبو بكر بن بكير: افترض الله على خلقه أن يصلوا على نبيه و يسلموا تسليما، و لم يجعل ذلك لوقت معلوم، فالواجب أن يكثر المرء منها، و لا يغفل عنها. قال القاضي أبو محمد
بن نصر: الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم واجبة في الجملة.


المواطن التي يستحب فيها الصلاة و السلام على النبي

1- من ذلك في تشهد الصلاة، و ذلك بعد التشهد و قبل الدعاء:عن فضالة بن عبيد قال: سمع النبي صلى الله عليه و سلم رجلاً يدعو في صلاته، فلم يصل على النبي صلى الله عليه و سلم، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: عجل هذا. ثم دعاه فقال له و لغيره: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله و الثناء
عليه، ثم ليصل على النبي، ثم ليدع بعد بما شاء. و يروى بتمجيد الله، و هو أصح. و عن عمر بعطاء:أب رضي الله عنه، قال: الدعاء و الصلاة معلق بين السماء و الأرض، فلا يصعد إلى الله منه شيء حتى يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم.
و قال ابن عطاء:
للدعاء أركان و أجنحة و أسباب و أوقات، فإن وافق أركانه قوي، و إن وافق أجنحته طار في السماء، و إن وافق مواقيته فاز، و إن وافق أسبابه أنجح، أركانه حضور القلب، و الرقة، و الاستكانة و الخشوع، و تعلق القلب بالله، و قطعه الأسباب. و أجنحة الصدق، و مواقيته الأسحار، و أسبابه الصلاة على محمد صلى الله عليه و سلم. و في الحديث: الدعاء بين الصلاتين علي لا يرد. و في دعاء ابن عباس الذي رواه عنه حنش، فقال في آخرة: و استجب دعائي، ثم تبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم فتقول: اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد عبدك و نبيك و رسولك أفضل ما صليت على أحد من خلقك أجمعين آمين.

2- عند ذكره و سماع اسمه، أو كتابته، أو عند الأذان: و قد قال صلى الله عليه و سلم: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي. قال أصبغ، عن ابن القاسم: موطنان لا يذكر فيهما إلا الله:
الذبيحة، و العطاس، فلا تقل فيهما بعد ذكر الله: محمد رسول الله. و لو قال بعد ذكر الله: صلى الله على محمد لم يكن تسميةً له مع الله. و قاله أشهب، قال: و لا ينبغي أن تجعل الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم فيه استناناً. و روى النسائي، عن أوس بن أوس، عن النبي صلى الله عليه و سلم: الأمر بالإكثار من الصلاة عليه يوم الجمعة.

3- عند دخول المسجد: قال أبو إسحاق بن
شعبان: و ينبغي لمن دخل المسجد أن يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم، و على آله،
و يترحم عليه، و على آله، و يبارك عليه و على آله، و يسلم تسليماً، و يقول: اللهم اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب رحمتك. و إذا خرج فعل مثل ذلك، و جعل موضع رحمتك فضلك. و قال عمرو بن دينار في قوله تعالى: فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم
قال: إن لم يكن في البيت أحد فقل: السلام على النبي و رحمة الله و بركاته، السلام علينا و على عباد الله الصالحين. السلام على أهل البيت و رحمة الله و بركاته. قال ابن عباس: المراد بالبيوت هنا لمساجد. و قال النخعي: إذا لم يكن في المسجد أحد فقل: السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم، و إذا لم يكن في البيت أحد فقل: السلام علينا و على عباد الله الصالحين. و عن علقمة: إذا دخلت المسجد أقول: السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته، صلى الله و ملائكته على محمد. و نحوه عن كعب: إذا دخل، و إذا خرج، و لم يذكر الصلاة. و احتج ابن شعبان لما ذكر بحديث فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يفعله إذا دخل المسجد. و مثله عن أبي بكر بن عمرو بن حزم. و ذكر السلام و الرحمة.

4 - الصلاة على الجنائز: و ذكر عن أبي أمامة أنها من السنة.

5 - ومن مواطن الصلاة التي مضى عليها عمل الأمة، و لم تنكرها: الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم و آله في الرسائل، و ما يكتب بعد
البسملة، و لم يكن هذا في الصدر الأول، و أحدث عند ولاية بني هاشم، فمضى به عمل الناس في أقطار الأرض. و منهم من يختم به أيضاً الكتب.

6- - و من مواطن السلام على النبي صلى الله عليه و سلم تشهد الصلاة: عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه و سلم، قال: إذا صلى
أحدكم فليقل: التحيات لله و الصلاة و الطيبات، السلام عليك أيها النبي و رحمة و بركاته. السلام علينا و على عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد صالح في السماء و الأرض. هذا أحد مواطن التسليم عليه، و سنته أول التشهد. و قد روى مالك عن ابن عمر أنه كان يقول ذلك إذا فرغ من تشهده و أراد أن يسلم.
و استحب مالك في [ المبسوط ] أن يسلم بمثل ذلك قبل السلام. قال محمد بن مسلمة: أراد ما جاء عن عائشة و ابن عمر أنهما كانا يقولان عند سلامهما: السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته. السلام علينا و على عباد الله الصالحين. السلام عليكم. و استحب أهل العلم أن ينوي الإنسان حين سلامه كل عبد صالح في السماء و الأرض من الملائكة و بني آدم و الجن. قال مالك في [ المجموعة ]: و أحب للمأموم إذا سلم إمامه أن يقول: السلام على النبي و رحمة الله و بركاته، السلام علينا و على عباد الله الصالحين.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرآ على الإطلاع
__________________
من عباد الله
رد مع اقتباس