قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ )( 159 ) البقرة صحيح بأنّ الآية نزلت في سبب خاص وهو كتمان اليهود لأمر نبوّة محمد عليه الصلاة والسلام إلّا أنّها تشمل غيرهم وتشمل حالات كتم أيّ علم شرعي له علاقة بهداية النّاس إلى طريق الحقّ --على هذا يحرّم كتم العلم الشرعي على كلّ من يعلمه وطلب منه تبيانه وتوضيحه -- قال عليه الصلاة والسلام : " من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة " وإن لم يسأله أحد وغلب على ظنّه بأنّ العلم الذي عنده ممّا يحتاجه النّاس عليه أن يبلغهم إيّاه بدون انتظار أن يسأله أحد عنه--وخصوصا إن كان في عدم إبلاغهم إيّاه مفسدة واضحة --ومثاله الحكم الشرعي بوجوب إقامة دولة الخلافة روى الترمذي وابن ماجه " عن أبي سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: «إن الناس لكم تبع وإن رجالاً يأتونكم يتفهمون أو يتعلمون فإذا جاءوكم فاستوصوا بهم خيراً» " ويحرم على العالم من جهة أخرى أن يبثّ بين النّاس ما يوقع اللبس في عقولهم في أمور دينهم --قال عليه الصلاة والسلام "" حدثوا الناس بما يفْهمون أتحبُّون أنْ يكذَّب اللَّهُ ورسولهُ " ومثالها بدعة القائلين بحرمة استخدام لفظة المعجزة والإعجاز في حقّ القرآن الكريم -- أمّا فيما يتعلق بالعلوم الأخرى --أي علوم الدنيا فلا يحرّم كتم أي شيء منها إلّا ما فيه عزّة ومنعة المسلمين كعلوم الذرّة والصناعات العسكريّة --فعليه أن يظهرها لأصحاب الإختصاص من المسؤولين ويكتمها عن غيرهم
************************************************** **********
http://www.attaweel.com/vb
__________________