اهتزاز الأرض بعد هطول المطر | | | | قال تعالى : ( و ترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت و بت و أنبتت من كل زوج بهيج )
[ سورة الحج : 5، 6 ].
هذه الآية عظيمة الشأن ، عالية القدر من آيات القرآن العظيم ،
ساقها الله سبحانه و تعالى إلى عباده المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم فالإيمان يزيد و ينقص .
الآية تقول إنك ترى الأرض يابسة خاملة ساكنة .. فكل ما فيها ساكن لا يتحرك ،
و كل سكانها و كائناتها محكوم عليها بالموت و الهلاك إذا لم ينزل عليها الماء
البكتريا .. الفطريات ... الطحالب ... البذور ... السيقان الأرضية .. البصلات ... البصيلات
حويصلات الديدان ، بويصلات الحشرات .
كل هذه التراكيب تعيش تحت الأرض في سبات و سكون هاجعة لا تتحرك وتأخذ أقل حجم لها ،
و أقل مساحة كأنه تنخفض العمليات الحيوية إلى أقل معدل في حياة الكائنات الحية الموجودة بها ،
حتى جزيئات التربة ، و تسبح الأرض هامدة ساكنة ،
سكون يشابه سكون القبور .. أنظر إلى هذه الأرض القاحلة المتماسكة الجزيئات
إذا لم ينزل عليها المطر بأنها تظل هكذا إلى أن تأتي اللحظة الحاسمة إشارة الإلهية العجيبة
فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت و ربت ) تبدأ الحركة .
الجراثيم الموجودة تنبت وتتحرك تبدأ الحويصلات الساكنة في الإنبات و الحركة ،
حويصلات الديدان تنشط و تتحرك ، البصلات ، البصيلات ، الديدان ، السيقان الأرضية ،
الحبوب ، البذور ملايين الكائنات تسري فيها الحياة فتتحرك الأرض و تهتز ،
هذا المنظر البديع المعجز يصوره ربنا سبحانه و تعالى بقوله ( اهتزت )
و تبدأ علميات الانقسام و امتصاص الماء ،
و تحليل الغذاء المعقد إلى وحدات أقل ارتباط و أكثر عدداً و اكبر حجماً ،
و تبدأ عملية عجيبة في جزيئات التربة ، و تتجمع الجزيئات في جزيئات التربة ،
و تنشط الديدان الأرضية في شق الأنفاق الأرضية و ابتلاع كميات هائلة
من التربة المتلاصقة و إخراجها بعد ذلك مفككة ، و بهذا تزداد التربة في الحجم
و تربو أي تزداد و تنتفخ و هذا المشهد طالما شاهدنا صوره مصغرة منه
عند وضع الخميرة في العجين ، تبدأ الخميرة في نشاطها الحيوي ،
و يزداد حجم العجين حتى يغيض من الإناء , ولولا نزول الماء لم يتم ذلك .
فسبحان الله الباريء المصور. | | | | | |