عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-27-2009, 01:35 PM
 
رد: لماذا لا نقبل نصح الناصحين ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


لم أقف على الموضوع قبل هذه الساعة .. وقد أثار فعلاً مسألة جديرة بالنقاش .


لماذا الناس تبغض الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ؟!!


سؤال يحتاج إلى مناقشة وبحث ،، يولجنا في التعرف على نفسية الشخص ..


إننا كبشر بطبعنا وفطرتنا التي تطغى علينا نجد أنفسنا لا نحب أن يملى علينا الأوامر ولا التكليف ، إلا أن هناك ثمة أمور مسلمة عند الملتزمين بالأديان السماوية .. وأشدهم التزاماً أهل الإسلام ..


ولكن هذا الاستثناء المذكور أضحى يضعف حيناً فحيناً ،، ولو دققنا النظر لوجدنا الاضمحلال يسري في مسائل معينة من الأمور العامة !!


إنه ما يسمى بالتعبير العصري ::: الحرية .. حرية الرأي .. حرية الفعل والقول ..


ولكننا إذا تدبرنا قليلاً وجلنا ببصرنا حولنا ، إذا سحبنا أنفسنا قليلا لنحلق عبر الزمن الماضي القريب والأقرب منه .. لاقتربنا من الإجابة كثيرا ..


ألسنا نرى أن من عاش قبلنا من آبائنا لم يكن عندهم هذا الشعور بهذه القوة ولا هذا الانتشار ؟!


ألسنا نرى الأوائل حتى وإن كان من أهل الخطأ فإن رده على الآمر أخف وأيسر خطباً من أهل زمننا ؟!


ألسنا نجد أن الظالم – وأعني بالظالم الشرعي الذي ظلم نفسه بالمعاصي – يوقع باللوم من ناحية أو أخرى على نفسه فإن لم يفعل رأى من يخالفه بعكس عصرنا هذا الذي نجد للمخالف مؤازراً ؟!


قد يقول قائل ولكني لا أرى ما تقولون ولم أصل إلى ما تعنون ..
فأقول : سل عنه أباك أو جدك الذين عرفوا سنين الفقر والضعف والانغلاق . تجد هذه الإجابة إن شاء الله تعالى .


إذا سلم ولو جدلاً فلنقل : ما هو الذي تغير فينا عنهم ؟!


إنه بكل تأكيد الانفتاح الدنيوي والتكنولوجي ..
القنوات الفضائية ..
الاتصالات عبر الانترنت ..
بل وتسهيل سبل الانفتاح والخروج والاختلاط بمختلف الثقافات الخارجية عبر وسائل المواصلات السريعة ..


وهنا سيسأل الكل صارخاً بملل :: ما هو وجه الربط بين هذا وذاك ؟!


فأقول لهم :: هذه هي وجهة نظري لمن فهم الرابط بين الأمرين .


إنه السعي الحثيث من قبل أعدائنا لإبادة واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قلوب المسلمين بتعويدهم على المنكرات .


التعويد على المنكرات ..


إنها مفسدة غير مباشرة تدخل على الفرد المسلم من عدة جهات كان أولها الدشات ، القنوات الفضائية .. خلفت آثاراً عظيمة على النفس..


ألا تراهم يعرضون على المشاهد مجالس المنكرات بمختلف أنواعها وألوانها وأصنافها وبصور وأساليب عديدة مختلفة ..


ففي الدفاع عن الحقوق والحق والفضيلة والأخلاق ، وفي كل قضية يثيرونها عامة أو خاصة لابد من انتهاك محرمات كالخمر وستر المرأة والاختلاط بل الزنا والخنا .. وغيرها من الأمور .
ويعرفون المشاهد بماذا ؟
بالحرية والحقوق المهضومة والتي يناضلون عنها ... قضايا في البحث عن الحق المزعوم ليكون النصر حليفاً لهم أو لا يكون ولكن القضية الأساسية وصلت للمشاهد بغرس مبادئهم العصرية ..
تدريب للنفس باعتياد ما لم تعتاده واستشعار حلاوته لقربه من شهواتها.
فتظن النفس هذا من المباحات نتيجة للألفة.


والأخطر هو توجيه النفس إلى أن الحرام مرتبط بالضر والنفع فقط فما لا تراه ضاراً فلماذا يحرم ؟!


والنتيجة :
- إما أن يقع المشاهد أو المخالط باعتياده في المعصية ظناً بإباحتها .
- أو عن غير إرادة وقصد لكون النفس قد ألفتها .


فإن لم يقع فيها ولم يقربها حياء أو بقية وازع فيه .. فالأمر المحقق والأكثر رغبة لهم فيه :


- إماتة واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قلوب بالمسلمين !


وهذا ما عنيته سابقاً .. الاعتياد والتكرار دونما نكير أو بيان ,
بل تكرارها يكون مع بيان ,
بيان كونها من العادات ,
مقتضيات العصر ولوازم التقدم.
بيان كون من لم يفعلها رجعي متخلف متزمت ..
ولا يكون ذلك بالتصريح ، ولكن التلميح يغني , ولا يكون بلسان المقال ولكن لسان الحال يكفي.


وهكذا بمعاونة جنود إبليس يعتاد المشاهد هذه الأمور ويزينها الشيطان في قلبه لا ليقع فيها لأنه أمر قد يكون صعب المنال على البعض .


ولكن ليألفها قلبه حتى يصير المنكر معروفاً في قلبه .
فإذا رأى المنكر في البيت أو في الشارع لا ينكره لأنه أصبح يراه أمراً عادياً لا لأنه لا يريد الإنكار!


وإذا رأى المنكر على غيره أوعليه اعترضت نفسه تلقائياً - بغير دافع سابق للإنكار - على المنكر لماذا ؟
لأنه يراه منتهكاً للحرية الشخصية والله المستعان ..


طبعاً قد يقال أن هذا الكلام فيه مبالغة ، ولكني أراه واقعياً ، ودليله أن أصحاب هذا الفكر هم من محبي التثقف ذوي الاهتمامات بالثقافات الخارجية والمتابعي لسياسات وأخبار الغرب ..


إذا ليست العبرة في الأسلوب مع هؤلاء بل في الفكر الذاتي .


وأما عن العلاج فهو بالرجوع إلى الله ،
ومهمة أهل الخير نشر محاسن الدين والفضيلة التي يدعو إليها والأضرار الناجمة عن حرياتهم المزعومة ...


والله المستعان ..

-----
ولا زال في النفس بقية من كلام فلي عودة لاحقاً بعون الله وإذنه سبحانه.
رد مع اقتباس