نفحات إيمانية
بسم الله الرحمن الرحيم
جاك كوستو بحار مشهور منذ 1928 مر بتجارب علمية هزت نفسه وحركت وجدانه فأخذ يبحث عن الحقيقة فلاحظ في تجاربه البحرية أن الكائنات الحية من نبات وحيوان والتي تعيش في البحر الأبيض المتوسط تختلف في دقائقها عن شبيهاتها في المحيط الأطلسي المجاور له، لهذا السبب أبحر مع بعثة علمية إلى مضيق جبل طارق حيث هناك البرزخ وهو الفاصل بين البحرين، وهناك سجل أول مشاهداته العلمية وهي جريان سيل مائي يفصل بين مياه البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي فلا يدع أحدهما يطغى على الآخر او يختلط به ويقول كوستو لقد سبقتنا بعثة مائية في علوم البحار إلى ملاحظة مماثلة تنصب على الحد الفاصل بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، وذلك في مضيق باب المندب.
وصل كوستو إلى نتيجة يقينية بان مياه البحار والمحيطات لها تراكيب مختلفة لا يختلط بعضها ببعض أبدا وذلك لوجود حاجز مائي يمنع امتزاجهما، وذكر كوستو أنه تحدث بذلك لصديقه (موريس بوكيل) الذي قال له إذا أردت أن تعرف الحقيقة فعليك أن تراجع الكتاب المقدس عند المسلمين (القرآن) الذي قص علينا هذا النبأ قبل ألف وأربعمائة عام، فقال كوستو فأسرعت إلى القرآن المترجم باللغة الإنجليزية والفرنسية فوجدت ضالتي فيه، في الآيات 19-21 من سورة الرحمن.
(مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان، فبأي آلاء ربكما تكذبان). أي أن الله تعالى أرسل البحر المالح والبحر العذب يتجاوران ويلتقيان ولا يمتزجان وكل منهما يحتفظ بخصائصه ومكوناته الكيماوية لذاته ولا يطغى أحدهما على الآخر حيث أن بينهما برزخ وهو الحاجز الفاصل في مياه المضيق يمنع أن يطغى أحدهما على الآخر أو يختلط به.