اكمل ما بدات به ..
قصه الشماااالي ....
إنسان يرى بأن الحياة ساحةقتال وتحديات مستمرة، يريد أن يثبت نفسه على الأرض بأمن وسلامة، فيوظف كل طاقاتهوقدراته الذهنية على تحقيق الأمن والسلامة لنفسه ولأفراد أسرته من حوله، والأمنوالسلامة لديه يختلف المفهوم، فالفقير أمنه المال، والطريد أمنه العدل، والمهاجرأمنه الوطن، وهكذا،
يعيش الشمالي حياته بهدفتحقيق ذلك الأمن، ولأجل ذلك الهدف، فإنه يهمل أشياء مهمة في حياته، إنه يهمل صحته،ويهمل التواصل مع عائلته، ويهمل حياته تطوير حياته العاطفية، ويهمل أيضا مظهرهعادة،
ستقولين لكني شماليةأتزين، ........!!!! نعمتتزينين،
1- لأنك امرأة ولديك طابعيختلف قليلا عن الرجل الشمالي، فالمرأة الشمالية تختلف عن الرجل الشمالي في بعضالصفات، أشرحها في الكتاب، لكن بشكل عام هناك تشابه،
2- ورغم أنك تتزينين، إلاأنك لا تتزينين بشكل صحيح، أي قد تهملين العناية بجمال قدميك، وتكتفين بوضع المكياجعلى وجهك بدلا من إصلاح بشرتك إصلاحا جذريا أو علاجها علاجا نهائيا. أي أنك تخفينولا تتزينين،
الشماليالمعلم:
إن الشمالي سريع التعلم، ولايحب أن يقع في الخطأ ليأخذ درسا، يكفي أن يرى غيره يخطأ ليتعلم هو الدرس، أي أنهيتعلم نظريا بشكل سريع، بينما الجنوبي لا يتعلم إلا عمليا، دائما يقع في الخطأ أولاثم يستوعب، وغالبا أيضا يكرر الخطأ ( هذاالجنوبي)
بينما يكتفي الشمالي بالدروسالنظرية عبر الملاحظة والقياس،
ولهذا فهو نوعا ما يبدومتحكما في حياة من يهمه، فهو ينصح أولاده وأقرباءه، وزوجته ( زوجها) أن لا يفعل كذاوكذا، بل ويحاول منعهم بكل الصور الممكنة، ليقينه من أن النتيجة ستكون سلبية،وعندما يفعل ذلك قد يصر، ولهذا يبدو أمام الآخرين كالمتحكم، والمسيطر، بينما لايعلم هو ذلك، إنه يعتقد فقط أن ما يفعله صحيح،
غالبا ما يتوقف الشمالي عنتقديم النصح، حينما لا يجد آذان صاغية، وحينما يعرف أن الشخص أمامه لا يهتم،
لكن الشمالي المضغوط، قد يلجأإلى إجبار الغير على الإمتثال إلى أوامره، لأنه يرى الصالح لهم، وهذا يطلق عليهالمتسلط البسيط، وهو عطوف ورقيق، لكنه شديد في إصدار الأوامر،والتنفيذ.
الشماليالقائد:
إنه حنون غاية في الحساسية،رغم أن الجميع يعتقد أنه قاسي وجلمود لا يكاد يشعر،لماذا...؟؟؟
لأنه حينما يضع قانوناصارما، لا يكاد يتراجع عنه، وغالبا ما يقسو على أحبائه، عبر سن القوانين،لماذا....؟؟؟
لانه يعتقد أن القانونسيحميهم، إن الشمالي نعمةكبيرة،
فلولا القادة ( الشماليين) فيالعالم، لتحولت الدنيا إلىغابة
إنهم يسنون القوانين التي تحميالضعفاء، وتضبطالأقوياء.
الشمالي يؤمن بالحقوقالعامة، ويحب أن يمارس كل إنسان حقه في تحقيق طموحاته، ولهذا فهو أول من سن نظامالنسبة، والعمولة........!!!!
الشمالي يؤدي الأمانات إلىأصحابها، لأنه يرى بأنه لو خان الأمانة، فلعله يتعرض لذلك، وتتحول الدنيا إلىغابة.
الشماليالمضحي:
عندما يتزوج الشمالي، فإنهيختار زوجته وفق عقله، ثم يأمر قلبه بأن يحبها لأنها أصبحت زوجته، ...!!!!
غرييييييييييييييب.......!!!
أليس كذلك،
كل شيء في حياة الشمالي يسيره العقل ويسيطر عليه، حتىالحب.
هو كذلك، وما أن تصبح زوجتهفإنه يحبها مهما كانت عيوبها، ويجعلها أميرته المتوجة، فيقوم سريعا بالتضحية منأجلها،
إنه يسير أمامها في الغابة،محاولا تيسير دربها، فيزيج الأشواك والحجارة القاسية من طريقها، ويقص الأغصانالمعيقة لها، حتى تمر بيسر وسلامة، ثم يبدأ في بناء بيت يقيها المطر وحر الشمس،وعندما تجوع يحاول أن يوفر لها مخزنا كبيرا يكفيها سنوات طويلة،
إنه يعمل ليل نهار ليوفر لهاحياة كريمة، إنه يقدم الحب بهذا الأسلوب، ........
لكن الزوجة، تسير خلفه، وهيتتمنى لو أنه يلتفت كل دقيقتين ليقبلها، لكنه لا يتذكر ذلك فهو منشغل جدا بتوفيرالأمن لطريقها والراحة لقدميها، ... ولا يعلم عما يجول في خاطرها لأنها لم تتحدثحتى الآن،
فإن لم تصرح ثم شعرت بالضجر،قد يلتفت ذات يوم، ولا يراها، .... لأنها غادرت خلف رجل آخر، لا يمهد الطريقأمامها، بل أخذها تحت ظل شجرة ما ليقبلها، ولا مانع لديها إن كان المكان الذي أخذهاإليه الثاني ( الجنوبي مثلا) غير مناسب للعيش، ولا يحتوي كل وسائل الرفاهيةوالراحة، فهي ( الجنوبية التي كانت زوجة للشمالي سابقا) ترى أنها لا تمانع من العيشفي صحبة الجنوبي مهما كان المكان، إنها لا تريد سوى الحب،
عندما يتلفت الشمالي المضحي،خلفه ولا يجدها، يصاب بالصدمة، صدمة عنيفة تقتلع كل مشاعره، وتعييه، ويبدأ في الجريبسرعة بحثا عنها بكل كيانه، فهي حبيبة قلبه وقرة عينه، وكل حياته، وبدونها لا يمكنهالعيش،
نعم لم يقل لها ذلك أبدا،
لكنه لا يعرف كيف يعبر شفهياهو لايعبر سوىعمليا،.....!!!!
وعندما يجدها بصحبة الآخر،
يصاب بجرح عميق، ويقف بعيدامتألما،
ولأنه شجاع يقترب منهاويواجهها ويسألها لماذا فعلت ما فعلت،
ولماذا تخلت عنه،
فتقول له الجنوبية: لقد وجدتلديه الحب الذي حرمتنيمنه...!!!
فيقول الشمالي: لكني أحببتكأكثر من نفسي، وحرمت نفسي الراحة لأجلك، وسرت على الحجارة الجارحة ورحمتك منها،وسهرت الليل على حراستك وحمايتك، .......
لكن الجنوبية لا تهتم لكلهذا، فهي بحاجة إلى الحب المتواصل، المادي، أي الظاهر، وليس الحسي،
فتصر على البقاء بصحبةالجنوبي، وتعلن رغبتها في الطلاق،
فيصر الشمالي على الإحتفاظبها،
ويخبرها بأنه يعرف مصلحتهاجيدا، وينصحها بأن الجنوبي لا مستقبلله،
إنه ينام تحت أي شجرة فيالعراء، ولن يعد لها بيتا،
ولن يأمن مستقبل أولادها،
فتقول الجنوبية: لكنه يغذيمشاعري، وسيعرف كيف يقبلأطفالي...
فيقول الشمالي: لكن التقبيلوالرومانسية ليس كل شيء ستأكلكم الوحوش البرية عاجلا أم آجلا، فالحياةللأقوى،
عودي معي إني أحبك وأخاف عليكمعه،
هو لا يستحق، إنه لا يفعل أيشيء لأجلك،
إنه لا يفكر سوى في متعتهفقط،
وكما ترون غالياتي، يستهلكالشمالي كل محاولاته، لاستعادتها،
ولا يترك زوجته أبدا إلاحينما يفقد الأمل تماما،
يعود الشمالي إلى بيتهالكئيب الذي بناه لأجل الجنوبية،
وينظر في جنباته، ويشعربالوحشة،
فقد كان يتمنى لو أنها صبرتعليه قليلا،
فقط لو صبرت حتى ينهيالبيت،
لكان الآن أكثر تركيزاعليها، ولأصبح جاهزا ليتبادل الحب معها،
ويجلس كلما حل الليل وحيدا،ويصرخ كزئير أسد جريح، في جوف الليل، يشكو الوحدة، ويرجو عودتها، إنه يتمنى لو أنهاتغير رأيها، ويتمنى لو أنها تعلم كم يحبها، لما فعلت به ما فعلت،
وتزداد وحشته كلما مر الوقتوبقيت على إصرارها، حتى يعلم أنها لن تعود أبداأبدا،
فيهدأ أخيرا ويستكين،ويداوي جرحه النازف،
ويصبح أقوى من قبل بكثير،فالتجربة علمته الكثير،
وبمجرد أن يقرر طي صفحتهالا يفتحها، ........
حتى لوماتت توسلا ليفتحها، فهو جريح، ......
وجرحه ذاك أصبح وصمة عار في تاريخه معها،
ورغم أنه متسامح، ورغم أنهسامحها سامحها،
لكن سماحه لا يعنيعودتها،
لن يريدها من جديد حتى لوكانت آخر النساء على وجه الأرض،
ثم يبدأ في البحث من حوله عنامرأة تناسبه، يدرسها من بعيد بعقله، فهو خلق شخص عملي قبل كل شيء،
ثم عندما يجدها مناسبة، يقتربمنها بحذر وتهذيب،
ثم يحاولإغواءها بالبيت الذي أعده،
لأن هذه وسيلته للمغازلة،هكذا خلقه الله، هكذا يفكر عقله،
..... لا يد له فيأمره...!!!
فإن أبدت تجاوبا سارع إلىخطبتها،
فهو لا يراوغ، ولا يتسلى، إنهعملي وجدي،
وعلى قولة إخوانا المصريين ( دوغري) ....
انتظرن رجاء ما تبقى من حكاية الشمالي،