يموج الشارع العربي بحالة من الغضب والغليان المتجاوب مع الأحداث الجارية في فلسطين، وبقدر إيجابية تلك الموجة بقدر ما يسهل إدراك أن تلك الموجة غير كافية بمفردها لدعم نضال الشعب الفلسطيني؛ فكما تحتاج من جاءها المخاض إلى أن تنظم زفرات الألم لديها في سبيل الدفع بالجنين إلى الولادة، فإن جماهيرنا تحتاج إلى أن تصب جمرات الغضب المشتعلة في صدورهم في مجموعة الأفعال التي تساهم بشكل عملي في الدعم الحقيقي لنضال الشعب الفلسطيني في سبيل مولد جنين التحرير.
ولعل نقطة البداية تأتي من ثقة الجماهير في قدرتها على الفعل والتأثير الإيجابي، ولعله من المفيد هنا أن نسلط الضوء على بعض ما تحقق:
تلاحم جماهير الشعب الفلسطيني والعربي وتقارب وجهات نظر نخبه المثقفة بكافة اتجاهاتها وهو الأمر الذي لم يكن ليتحقق لولا النيران التي تصهر الجميع الآن في بوتقة واحدة.
استعادة الجماهير العربية لوعيها بالقضية الفلسطينية وبخطورة المشروع الصهيوني الاستيطاني.
إدراك الجميع في الشارع والسلطة العربية لتعدد أساليب النضال، فإذا كانت الحكومات العربية قد اختارت السلام كخيار إستراتيجي فإن الجماهير أعادت للوجود شرعية أساليب النضال المسلح في وجه الآلة العسكرية الصهيونية.
اتساع مساحة الحرية أمام تحرك الجماهير التي باتت مهددة بأن تزداد ضيقًا بعد أحداث 11 سبتمبر والحملة الأمريكية ضد ما سمي بالإرهاب.
أما الأدوار وأوجه الدعم التي يمكن أن يقوم بها الأفراد فهي