رد: الامتداد الطبيعي لأمة الإسلام.. …. ، وقد شهد أواخر جيل الصحابة ظهور بعض الآراء الضالة المبتدعة، فكان ظهور القدرية النفاة، الذين تبرأ منهم عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما، وكذلك الخوارج الذين كفروا علياً ابن أبي طالب رضي الله عنه وحاربهم، والشيعة الذين تعصبوا لعلي وغالوا فيه وفي ذريته؛ وذموا باقي الصحابة وأحرقهم عليٌ نفسه رضوان الله على الصحابة أجمعين، وبعد ذلك ظهر النواصب الذين ناصبوا أهل بيت رسول الله العداء؛ وما لبثوا أن تشتتوا وانقرضوا نسبيًا.. – روى أبو المليح الرقي، عن ميمون بن مهران قال: "لا تجالسوا أهل القدر، ولا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ولا تعلَّموا النجوم"(تاريخ دمشق وتهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء) ولكن كان ذلك كله لا يمثل إلا تيارا ضعيفا، لا يُقارَن بجمهور الأمة، فقد كان الناس جماعة واحدة حول الصحابة وامتدادا لما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ومع ذلك؛؛ فقد ظهر وتميز المسلمون أصحاب المعتقد السليم وسط هذا الكم من الفرق المبتدعة باسم (أهل السنة والجماعة) – وقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه (ت68ه) قوله في تفسير قول الله تعالي: "يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ…"(106آل عمران) قال: "فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة والجماعة، وأما الذين اسودت وجوههم فأهل البدع والضلالة"، وفي رواية أخري عنه أيضا: "تبيض وجوه أهل السنة والائتلاف، وتسود وجوه أهل البدعة والاختلاف" (شرح أصول الاعتقاد للالكائي-والإبانة لابن بطة-تاريخ جرجان-فتح القدير للشوكاني) (القرن الأول) … – وقال سعيد بن جبير (ت95ه) رحمه الله في قوله تعالي: "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى"(82طه) قال: "لزم السنة والجماعة"، ورُوي نحوه عن مجاهد والضحاك وغيرهما(أصول الاعتقاد للالكائي-وتفسير البغوي-تفسير ابن كثير) (أواخر القرن الأول) ______________________________________ |