رد: الامتداد الطبيعي لأمة الإسلام.. ولما ظهرت المتكلمة والمعتزلة الذين أخطأوا في حق الله جل جلاله وفي أسمائه وصفاته، وكثر أتباعُهُم ومتكلموهم صار لقب (السني) نسبة إلى السُّنة يطلق في مقابل (المعتزلي) وغيره، وصار المتمسك بمذهب أهل الحديث في مقابلة المتبع لعلماء الكلام، وكانوا (أي أهل الحديث) هم التابعون لتابعي التابعين… يعني أخذوا عنهم منهج التابعين والصحابة، في إثبات الأسماء الحسني والصفات العليا لله تبارك وتعالى، وفي تنزيهه عن كل عيب ونقص سبحانه وتعالى (آخر القرن الثاني وبدايات الثالث) – قيل لأبي بكر بن عياش (ت193ه): "يا أبا بكر من السُّنِّي؟ قال: "الذي إذا ذكرت الأهواء لم يتعصب لشيء منها"(اعتقاد أهل السنة للالكائي والشريعة للآجري) – قال الإمام الشافعي (ت204ه): "حُكمي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجريد، ويُحملوا على الإبل، ويُطاف بهم في العشائر، يُنادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على الكلام" وقال: "مذهبي في أهل الكلام تقنيع رؤوسهم بالسياط، وتشريدهم في البلاد". قلتُ -أي الذهبي-: "لعل هذا متواتر عن الإمام"(سير أعلام النبلاء)
– قال علي بن الميدني (ت234ه) في تعريفه أصحاب الحديث قال: "هم أصحاب الحديث الذين يتعاهدون مذاهب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويذبون عن العلم، لولاهم لم نجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الرأي شيئا من سنن المرسلين"(الكامل لابن عدي، والرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي)
– قيل لأحمد بن حنبل (ت241ه): "رجل نزلت به مسألة فلم يجد من يسأله أيسأل أهل الرأي؟" قال: "لا يُسأل أهلُ الرأي عن شيء البتة"(ذم الكلام وأهله للمقريء) |