عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-15-2006, 03:52 PM
 
قوى الشر في مواجهة مفتوحة مع المسلمين



أمريكا، الغرب وإسرائيل يحشدون الدعم لحرب صليبية مدمرة

الحروب الصليبية التي شنها الغرب ضد المسلمين في العصور الوسطى، وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر عندما تم احتلال كل بلاد العالم العربي والإسلامي، سيما من طرف فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، ما تزال اليوم مستمرة في أسوإ وأبشع صورها، ولكن هذه المرة تحت غطاء نشر الديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق الإنسان، ومحاربة الإرهاب والحفاظ على الأمن والسلم العالميين ·
هذه الحرب التي أكد عليها الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001، أضحت اليوم العقيدة الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية والغرب بصفة عامة، وقبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر كان الرئيس الأمريكي بوش الأب قد صرح، في مدريد بعد اتفاقيات أوسلو مباشرة، أن العدو المستقبلي للولايات المتحدة الأمريكية والغرب، بعد انهيار الإتحاد السوفياتي وحلف وارسو، هو الإسلام، وأن هذا الخطر مصدره الشرق ·
ومنذ ذلك الحين شرعت الولايات المتحدة الأمريكية في الإستعداد لهذا العدو الخارجي الذي لا تستطيع القوى الغربية أن تحيا من دونه، مستغلين في ذلك جهل الشعوب الغربية بالإسلام وبالمسلمين، وكذا ضعف العالم الإسلامي الخارج لتوه من الإستعمار الغربي البغيض الذي استنزف لعدة قرون ثروات العالمين العربي والإسلامي ·
لقد توحدت اليوم أوروبا مع الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة مفتوحة مع دول وشعوب العالمين العربي والإسلامي، كما انضمت إلى هذه الحرب المفتوحة وسائل الإعلام الغربية من قنوات إعلامية تلفزيونية وإذاعية، وكذا الصحافة المكتوبة التي اختارت هذه المرة مهاجمة الإسلام بشكل عنيف ودنيء ومنحط وسافل، حيث تم تصوير خاتم الأنبياء والمرسلين على أنه رمز للإرهاب، القتل والخراب، بينما الرسول في حقيقة الأمر كما يدركه أحبار الكنيسة والرهبان أنه رحمة للعالمين، وأنه نبي من الله ورسول بحق، وأن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله، ومع هذا فقد جحدته أنفسهم وبالتالي فهم مستمرون على ضلالتهم ·
إن أوروبا اليوم، وأمريكا تتحدثان بصوت واحد في مواجهتهما مع دول وشعوب العالمين العربي والإسلامي، فلقد رفضت الحكومات الغربية تقديم مجرد اعتذار للمسلمين عما لحق بهم من إهانة، وراحوا يتحدثون عن حرية التعبير وحرية الصحافة والرأي، هذه الحرية التي يسمح بها في الغرب فقط عندما يتعلق الأمر بمعاداة ومحاربة الإسلام والمسلمين ورموزهم الدينية والتاريخية، بينما نجد هذا الغرب المنافق والولايات المتحدة الأمريكية من ورائه يسنون القوانين لمتابعة وإدانة وتجريم كل باحث في التاريخ أو سياسي أو شاهد عاصر أو شاهد فصولا من الحرب العالمية الثانية، إذا ما أقدم على نفي أو شكك في ما بات يعرف بالمحرقة التي يزعم اليهود أن هتلر قد أقامها لحرق ستة ملايين من اليهود في أفران الغاز، هذه الأفران التي لم يعثر لها على أي أثر في ألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وإلى اليوم، ومع هذا فإن كل من يشكك أو ينفي هذه الإدعاءات الكاذبة والتي اعترف بها باحثون كبار في التاريخ يهود ذكر العديد من أسمائهم الباحث الفيلسوف المسلم روجي غارودي، اليهودي الأصل، والذي تمت محاكمته بسبب ما كتبه عن الأكاذيب الإسرائيلية في كتابه "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية "·
إذن فقد رفضت الحكومة الدانماركية تقديم مجرد اعتذار لتهدئة نفوس المسلمين، بينما ذهب الإتحاد الأوروبي إلى تهديد الدول العربية والإسلامية إذا ما هي قاطعت المنتوجات الدانماركية، وقال ممثلو الإتحاد إن مقاطعة الدانمارك تعتبر مقاطعة لأوروبا، وإن أوروبا سوف لن تسمح بذلك وستتحرك ككتلة واحدة في مواجهة المسلمين المجروحين في كرامتهم ومقدساتهم ورمز عقيدتهم وحضارتهم ·
وتزامنا مع هذه الحرب على الإسلام والمسلمين والتي سبق وأن قدم لها الغرب بمنع البنات المسلمات من ارتداء الحجاب، فقد توحدت القوى الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وأعلنوا حصارا دوليا وعقوبات في حق الشعب الفلسطيني لمجرد أنه انتخب وبطريقة ديمقراطية، ووفق المعايير الغربية والأوروبية والأمريكية نفسها، قوى سياسية لا تشاطر الغرب في توجهاته وتعتمد المقاومة كأحد الخيارات لاستعادة الحقوق المغتصبة من طرف الإحتلال الإسرائيلي الصهيوني الذي أقامته بريطانيا والغرب على أراضي الشعب الفلسطيني بعد أن تم تهجير ملايين الفلسطينيين من أراضيهم نحو الخارج سنة 1948 ·
ومن جهة ثانية، وكاستمرار لهذه الحرب فقد وجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك تهديدا للعالم الإسلامي باستعمال السلاح النووي ضد أي دولة يمكن لها أن تتجرأ على مهاجمة فرنسا، وقبل هذا كانت فرنسا والإتحاد الأوروبي قد وجهوا تهديدا وتحذيرات للدول العربية والإسلامية إذا ما هي تضامنت أو وقفت إلى جانب النظام العراقي السابق عندما حشدت الولايات المتحدة الأمريكية 35 دولة غربية لشن حرب من أجل احتلال العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل لدى هذا البلد، وأن النظام القائم يومها حسب الدعاية الأمريكية يهدد أمنها، ولكن في الحقيقة فإن النظام العراقي يومها كان يهدد إسرائيل فحسب ولم يكن يملك أية وسائل أو أسلحة تمكنه من تهديد المصالح الأمريكية والغربية، خصوصا وأن الغرب والولايات المتحدة الأ مريكية كانوا قد جردوا هذا النظام تحت غطاء الوكالة الدولية للطاقة من كل أسلحته النووية والكيماوية وكذا من صواريخه الباليستية وطائراته الحربية ·
إن تلك التهديدات التي أطلقتها فرنسا يومها في وجه أي دولة عربية أو إسلامية تقف إلى جانب النظام العراقي في مواجهة التحالف الأمريكي الغربي الذي كان يفتقد إلى غطاء ما يزعم أنه شرعية دولية، كانت تعني صراحة أن ليس ثمة خلافات جوهرية بين الغرب وأمريكا، وأن كل ما هو موجود هو مجرد صراع على المصالح وتبادل الأدوار ·
وبعد أن سقط العراق عادت فرنسا لتتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذهب الجميع إلى ما يسمونه مجلس الأمن الدولي واستصدروا قرارا دوليا يطالب سوريا بسحب قواتها من لبنان ويفرض في نفس الوقت على لبنان التخلي عن المقاومة وتجريد حزب الله من سلاحه، هذا السلاح الذي لم يوجه يوما ومنذ وجوده سنة 1982 ضد أي من الأطراف اللبنانية حيث كان موجها دائما، وما يزال صوب العدو المشترك للعرب والمسلمين والمتمثل في الكيان الإسرائيلي، كما أقرت هذه الدول لجنة تحقيق برئاسة قاض ألماني متصهين للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني اأسبق، وقد وجهت هذه اللجنة كل تحقيقاتها ومنذ اللحظة الأولى لتنصيبها، باتجاه سوريا في محاولة لإدانة هذا البلد وتحميله وزر هذه الجريمة في محاولة لفصل المسارين السوري واللبناني وخلق قطيعة بين الجارتين والشعبين اللبناني والسوري، وقد وجدوا في الفصائل اللبنانية المتصارعة سيما ذات الولاءات الإسرائيلية والفرنسية والأمريكية غطاء كافيا لتبرير الإستمرار في تنفيذ هذه السياسة الهادفة إلى حماية اسرائيل وإضعاف العالمين العربي والإسلامي ·
الحرب هذه تستمر أيضا تحت غطاء محاربة الإرهاب في أفغانستان وفي العراق، وفي الكثير من بلاد العالم العربي والإسلامي، أما في الغرب فحدث ولا حرج، فقد فتحت أوروبا أراضيها للمخابرات الأمريكية لإقامة سجون سرية لاعتقال وتعذيب من يسمون بالناشطين الإسلاميين، وكل من يشك في أنه يتعاطف مع القضايا العادلة للعرب والمسلمين، كما أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية والغرب في حربهم الصليبية الجديدة على تجميد نشاطات معظم الجمعيات الخيرية الإسلامية التي تقدم مساعدات ومعونات إنسانية لضحايا المسلمين في فلسطين وأفغانستان وفي كل بلاد العالم ·
وأخيرا وليس آخرا فقد توحدت قوى الشر مجددا في بريطانيا، وأقرت بإجماع على مطلب واحد ألا وهو إحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي الذي تحول إلى أداة لإعلان الحروب وشرعنة الجرائم الأمريكية والغربية المرتكبة في حق الشعوب والدول العربية والإسلامية، وهذا من أجل استصدار قرارات إرهابية تحت غطاء الشرعية الدولية لإعلان الحرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي باتت تهدد أمن الكيان الصهيوني، بعد أن تمكنت من صناعة صواريخ باليستية عابرة للقارات بإمكانها أن تدرك العمق الإسرائيلي وتحول إسرائيل إلى خراب، ويزعم الغرب والولايات المتحدة الأمريكية الذين ينفذون المخططات الاسرائيلية ومطالبها أن إحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي إنما الهدف منه هو منع انتشار أسلحة الدمار الشامل وحماية الأمن والسلم العالميين، غير أن الحقيقة التي لا تخفى على أي عاقل في العالم هي أن الغرب ومن ورائه الولايات المتحدة الأمريكية وما يسمى بالوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يتخذوا أية إجراءات ضد إسرائيل، ولم يتجرأ أيا كان على مطالبتها بتفكيك أسلحتها النووية أو حتى مطالبتها بالتوقف عن الإستمرار في تطويرها، علما أن إسرائيل دولة خارجة عن القانون الدولي ولا تعترف بأي من القرارات الدولية، ولا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يسبق لهذا الكيان اللقيط أن نفذ في أي يوم من الأيام ومنذ زرعه في الجسم العربي الإسلامي أيا من قرارات ما يعرف بمجلس الأمن والشرعية الدولية، بل على العكس من ذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب يوفرون دائما وأبدا الغطاء القانوني والدعم المالي لإسرائيل في مواجهة المسلمين ·
إن نقل ملف إيران الى مجلس الأمن الهدف منه استفراد الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وبدعم من الغرب الصليبي، بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي توفير الغطاء القانوني لضربها واحتلالها وتجريدها من أسلحتها على غرار ما حصل مع العراق ·
لكن الشيء المؤسف حقا اليوم هو أنه وفي مقابل توحد الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل في مواجهة إيران ودول وشعوب العالمين العربي والإسلامي اللذين يصعب الفصل بينهما، نجد أن بعض قادة وحكومات هذه الدول يتعاملون مع الأمر وكأنه لا يعنيهم، فيما يذهب بعضهم إلى دعم هذه الحرب الصليبية للحفاظ على مصالحهم وكراسيهم، بينما تلوذ معظم الأطراف العربية والإسلامية بالصمت، إلا أن الأغرب في الأمر هو أن بعض قادة هذه الدول يتخوفون من السلاح الإيراني ولايتخوفون من إسرائيل · ر