عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-23-2009, 11:09 PM
 
رواية كتاب بلا عنوان

كتاب بلا عنوان
كتب المؤلف (جون جيسون) كتابه الأخير كتاب بلا عنوان و بعد نزوله بالأسواق و قرأت الجماهير له تعجب الناس لتلك الكتابات فهي عديمة الصلة ببعضها فبالنهاية لم يجدوا لها معني كانت كلها عن بعد المصطلحات و اللحظات الأليمة التي قضاها الكاتب العظيم في حياته فلم يجد لها عنوانا يجعله اسما للكتاب و بقي الكتاب هكذا بلا عنوان و بعد كل هذا اعترض الناس علي هذا الكتاب و طلبوا باسترداد أموالهم التي ضاعت من أجل كتاب عديمة الفائدة حين وقف الصديق الحميم للكاتب العظيم ليدافع عن صديقه
الذي مات بعد يوم من صدور الكتاب بالأسواق.
وقف ينادي بالناس في مهرجان لعرض كل كتب الكاتب الراحل و خصص هذا الرجل لنفسه وقتا يحدث عن كتاب صديقه الأخير و المقسم لعشرة فصول و قال الصديق الحميم افتحوا الفصل الأول لأشرح لكم ما به فيظهر عليكم أنكم لم تفهموا عقل هذا الرجل مع أن معظمكم قرأ له كل ما كتب و لكنه حقا صدق حين قال
لم يفهمني أحد قط حتى قراي فكان أقرب الناس له هو قاري كتبه و هو أنتم يا أيها الجماهير لقد عاش (جون) طفولة قاسية بين أسرة لا تهتم بشيء لقد عاش أيامه الأولي في قتال دام مرير بين عقله و قلبه ، فكره و جسده ، عقله يحاول أن يفكر و يبني و قلبه يهدم و يحطم فما لقي الصغير سوى سخرية الآخرين مما يكتب.
فرحل إلي عالم من كيانه ليس خارج منزله و لكنه بدأ يحقق عالمه و ينسج خيوط فكره التي صارت بلا وجود و آخذ يعمل حتى جمع مالا يكفي لطبع كتابه الأول بالأسواق و هو بسن الثالثة عشر من عمره و لكنه أثناء بيعه لكتبه بنفسه سرقت من يده و بيعت لشخص آخر نشرها باسمه و اشتهر هو علي حساب الصغير و لكن هذا لم يبدد طموحه و بدأ من جديد في قصة جديدة اسماها انفطار قلب فكان عن قلبه الذي انفطر مرارا و تكرارا بأسباب عدة و في أثناء توزيعه للكتاب مرة ثانية اختطف و عندما نزل الكتاب الأسواق باسم الخاطف لم يصمد هذا الولد و وقفت بجواره محامية بلا أي مقابل فقط لأنها تأكدت من صدقه لتقديمه بعض مما كتب
و كسب الصغير القضية و هكذا بدأ رحلته فقد تعجب الناس أن يكتب هذا الصغير هذه الروائع و بدأ الأثرياء في تمويله بالمال لنشر و طباعة مؤلفاته حين اشتهر هذا الصبي الصغير الذي لم يبلغ من العمر 15 عاما .
تجددت أفكار (جون) و توسع فكره لأول مرة حين أحب (جيني) جارته الجديدة و بدأ يبدع أكثر و أكثر حتى وصل فكره للملايين حول العالم و ترجمت مؤلفاته لعدة لغات ازداد الجماهير من ألف إلي أضعاف الأضعاف.
و هكذا بدأ الفصل الثاني في هذا الكتاب الذي لا يروقكم و قد تفاجأ هذا الصبي بأن جارته كان وهم نسجه خياله الكبير لتكون له عونا و أن كل ما تخيله كان مجرد كتاب نزل بالأسواق و تم طبع مليون نسخة منها لأنه كان يحمل اسمي المعاني و أفضلها.
و هكذا بدأ في رحلة حزنه كتابه الحزين (دموع الفراق) وعندما رأي أن (جيني) أثرت فيه و بفكره قرر نسج شخصيات أخري عائلة مثالية بدلا من عائلته التي حتى لا تقرأ ما يكتب.
و بعد يوم من اختراعه الشخصيات الجديدة اشتعل منزله و ماتت أمه وأبيه و أخواته و رأي هذا الشاب نفسه ضائعا فألف المزيد و باع ليحصل علي المال و يجد لنفسه منزل آخر يأوي به و يلجا إليه.
و كان يوميا يذهب للمقابر ليكلم أهله قائلا : آسف يا أبي و أنت يا أمي لم تكن رغبتي أبدا التخلص منكم و الحصول علي غيركم و لكن كان غرضي أن أكتب و كانت تلك الشخصيات التي أنشأتها كانت لقصصي و ليست لواقعي و هكذا عاد لمنزله الذي عاش فيه و كان حطاما لا أكثر لأنه لو خرج من منزله سوف يلتقي بالشر الأعظم و سوف يفقد كل ما ألف و لهذا بقي مع ذكريات لا أكثر كان كثيرا يتخيل أهله وطوال الوقت يسمع أصواتهم لم يكن هذا مخيفا لمؤلف مثله لأن كل مؤلف له عالم قد يكون مرعبا أكثر من أي شيء و بقي صامدا إلي أن باع كتابين لمأساته العظيمة قد فاقت أرباح الكتابين أي كتب أخري فلم تكن من صنع خياله بينما كانت حقائق و مشاعر علي ورق.
انتظروا باقي الفصول إن شاء الله
__________________
اعتَرِف بِشَوقكَ لِي ْ!♥!ْ
أَو لِتَكُف عَن التَفكيِر بِي ..
فَأحلامِي مُرتَبطَة بِخُيوط تَفكيركَ
تَجلبكَ لِي كُلما اشتَد وَطأَة شَوقكَ المَكنون ..