لقد وصلت متأخرا ياكولومبس..!! بسم الله الرحمن الرحيم
اشتهر علميا أن مكتشف الامريكتين هو كريستوفر كولمبس ، إلاَّ أننا يجب أن نتوقف قليلا ً لنجيب عن سؤال هام؟؟
هل سبق المسلمون كولمبس اكتشاف الامريكتيين؟
أ الشواهد من التراث الاسلامي:
1 ذكر المؤرخ المسعودي كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر" المكتوب عام 956 ميلادية، أن أحد المغامرين من قرطبة اسمه الخشخاش بن سعيد بن الأسود، عبر بحر الظلمات مع جماعة من أصحابه إلى أن وصل إلى الأرض وراء بحر الظلمات، ورجع سنة 889م،وقال الخشخاش لما عاد من رحلته بأنه وجد أناسا في الأرض التي وصلها، ووصفهم، ولذلك لما رسم المسعودي خريطة للعالم، رسم بعد بحر الظلمات أرضا سماها: الأرض المجهولة بينما يسميها الإدريسي بالأرض الكبيرة أي إنه في القرن التاسع الميلادي كان المسلمون يعرفون أن ثمة أرضا وراء بحر الظلمات.
بينما لا يزال الأوروبيون حتى في خرائطهم وكتبهم أمريكا بالهند الغربية "L’Inde Occidental. West India". ، بل كريستوف كولومب، والذي ذهب إلى تلك الأرض وعاد وعاش ومات، مات وهو يظن أنه إنما ذهب إلى الهند، و لم يظن قط أنه اكتشف أرضا جديدة. ولذلك فإلى يومنا هذا بكل جهل يسمي
2 كما سجل المؤرخ عمر بن القوطية رحلة ابن فروخ الأندلسي عام 999م، ومما يظهر من كلامه: أن ابن فروخ لم يصل إلى أمريكا، غير أنه زار جزر كناريا "Canaries"، في المحيط الأطلسي، وقطع منها إلى جزر أخرى في المحيط الأطلسي، ووصف أهالي كناريا ثم عاد إلى الأندلس.
3 وثمة قصة مفصلة أكثر من جميع ما ذكرت، وربما يعرفها جميعنا، وهي قصة الشريف الإدريسي الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي بين 1099-1180م، والذي كان من سبتة، شريفا حمّوديا إدريسيا، وكان هو العالم الجغرافي الذي اصطفاه "روجر"، الملك النورماندي لصقلية، الذي كان يعد من الملوك الصقليين المتفتحين تجاه الإسلام، ولم يضطهد المسلمين عندما احتل النورمانديون صقلية وأخذوها من أيديهم.
ففي كتابه "الممالك والمسالك" جاء بقصة الشباب المغرورين؛ وهم: جماعة خرجوا ببواخر من إشبونة ، وكانت في يد المسلمين وقتها، وقطع هؤلاء المغامرون بحر الظلمات، ورجع بعضهم، وذكروا قصتهم وأنهم وصلوا إلى أرض وصفوها ووصفوا ملوكها. والغريب في الأمر أنهم ذكروا أنهم وجدوا أناسا يتكلمون بالعربية هناك
وإذا كان أناس يتكلمون بالعربية هناك فهذا دليل على أن أناسا كثيرين وصلوا قبلهم إلى هناك، حتى تعلم أهلها العربية ليكونوا ترجمانا بينهم وبين الملوك المحليين، وعلى أنه كان هناك وجود إسلامي في ذلك التاريخ على تلك الأرض. الوصف الذي أعطاه هؤلاء المغامرون يظهر أنه وصف للجزر الكارابية، كوبا أو إسبانيولا، أو غيرهما من جزر البحر.
4 وكذلك فإن ياسين والد عبد الله بن ياسين – مؤسس دولة المرابطين – قطع المحيط الأطلسي وذهب إلى المناطق شمال البرازيل، وغينيا، ونشر فيها الإسلام. ذهب إلى هناك مع جماعات من أتباعه، وأسس منطقة كبيرة كانت تابعة للدولة المرابطية. أي: إن الدولة المرابطية لم تكن في شمال إفريقيا والأندلس والبرتغال فحسب، وإنما كانت أيضا فيما يسمى الآن شمال البرازيل وغينيا، وهذا موثق بالوثائق التي تملكها الدوقة المذكورة.
5 عام 1929م، اكتشفت خريطة للمحيط الأطلسي رسمها بيري محيي الدين رايس، الذي كان رئيس البحرية العثمانية في وقته، وذلك سنة 919 ه/ أي: حوالي: 1510-1515م، الخريطة الموجودة الآن: الغريب فيها أنها تعطي خريطة شواطيء أمريكا بتفصيل متناه غير معروف في ذلك الوقت بالتأكيد، بل ليس الشواطيء فقط، بل أتى بأنهار وأماكن لم يكتشفها الأوروبيون إلا أعوام: 1540-1560م، فهذا يعني – وكما ذكر بيري رايس – بأن هذه الخريطة مبنية على حوالي تسعين خريطة له وللبحارين الأندلسيين والمغاربة الذين قدموا قبله، فسواء هو أو المسلمون قبله سيكونون عرفوا قطعا تلك المناطق، وعرفوا اسمها قبل الأوروبيين.
ومن ضمن المسائل في هذه الخريطة التي تدل على تقدمهم على الأوروبيين بكثير في معرفتهم بالقارة الأمريكية: أنهم أظهروا جزرا في المحيط الأطلسي لم يكن يعرفها الأوروبيون، بما فيها: جزر الرأس الأخضر "Cap Verde"، وماديرا، وجزر الأزور، وبما فيهم جزر كناريا بالتفصيل، التي كنا نسميها "جزر الخالدات". والغريب في الأمر أنه أظهر بالتفصيل جبال الأنتس التي هي جبال تشيلي غرب قارة جنوب أميركا، التي لم يصلها الأوروبيون إلا عام 1527م، وأظهر أنهارا في كولومبيا، ونهر الأمازون بالتفصيل، ومصبه الذيْن لم يكونا معروفين عند الأوروبيين ولا موجودين في خرائطهم. وأظهر نهر الأمازون بالتفصيل، بحيث رسم في مصب النهر المذكور بوضوح جزيرة يسمونها الآن "ماراجو"، وهي الآن موجودة في الخريطة الحالية التي ما وصلها الأوروبيون إلا آخر القرن السادس عشر.
6 من بعد ذلك هناك خريطة للحاج أحمد العثماني عام 1559م، وهي تدل كذلك على معرفة واضحة بالقارة الأميركية متفوقة على معرفة الأوروبيين. والحقيقة أن الرعب الكبير الذي كان للأوروبيين في القرن السادس عشر أن تحتل الدولة العثمانية أمريكا وتطردهم منها كان هاجسهم، ونذكر أنه في القرن السادس عشر كان الوجود الإسلامي ما يزال في إسبانيا، كان الموريسكيون مضطهدين محاربين، بيد أنهم كانوا ما يزالون مقاومين.
7 هناك خريطة للعالم يسميها الغربيون بخريطة الراهب العربي ، و هي التي اعتمد عليها كولومبوس مع غيرها من الخرائط العربية حيث طلب من أخيه بطليموس نسخها و اصطحبها معه في رحلته إلى العالم الجديد، و قد فام المؤرخ المعاصر فؤاد سزكين بدراسة تلك الخريطة في موسوعة علمية عن الخرائط العربية و دورها في الاكتشافات الجغرافية.
كما أن هناك كشف جغرافي آخر مهم جدا في خريطة الراهب العربي التي هي خريطة عربية 100% ، حيث يتمثل فيها الخط الذي كانت تسير عليه السفن العربية من رأس الرجاء الصالح و الذي كان العرب المسلمون يطلقون عليه اسم "رأس الذئاب" في أقصى نقطة في جنوب أفريقيا ، حيث كانت سفنهم تبحر من هناك إلى أمريكا .
و في أسفل خريطة الراهب العربي توجد تعاليق كثيرة لذلك الراهب ، حيث يقول أنه في سنة 1420م أبحرت سفينتهم من الأوقيانوس الهندي مروراً برأس الذئاب .
و هناك عالم ألماني زار هذا الرأس في القرن الخامس عشر الميلادي وأثبت أنه هناك ذئاب في تلك الجزبرة ، و لذلك كان العرب يسمونها برأس الذئاب .
8 أما الأفارقة؛ فالذي يظهر أن أول من قطع البحر من مسلمي إفريقيا الغربية كانوا من مملكة مالي، لأن شهاب الدين العمري قال في كتاب "مسالك الأبصار وممالك الأمصار" بأن سلطان مالي من سموسة لما ذهب للحج عام 1327م، ذهب يوزع الذهب في طريقه لحد أن ثمن الذهب رخص في مصر بسبب ما وزعه من الذهب، وأخبر بأن سلفه أنشأ مائتي سفينة وقطع المحيط الأطلسي نحو الضفة الأخرى وأنابه عليه في حكم مالي ولم يعد قط. وبذلك بقي هو في الملك. ب شواهد التاريخ الغربي على الوجود الاسلامي المبكر في أمريكا:
أما شواهد التاريخ الغربي على الوجود الاسلامي المبكر في أمريكا فكثيرة جدا
1 يقول "مييرا موس" في مقال في جريدة اسمها: "ديلي كلاريون"، "Daily Clarion"، في "بيليز"، وهي إحدى الجمهوريات الصغيرة الموجودة في أميريكا الوسطى، بتاريخ عام 1946م: "عندما اكتشف كريستوف كولومب الهند الغربية، أي: البحر الكاريبي، عام 1493م، وجد جنسا من البشر أبيض اللون، خشن الشعر، اسمهم: "الكاريب"، كانوا مزارعين، وصيادين في البحر، وكانوا شعبا موحدا ومسالما، يكرهون التعدي والعنف، وكان دينهم: الإسلام، ولغتهم: العربية!". هكذا قال.
و بالطبع تم القضاء على هذا الشعب المسلم ، و لم يبق منهم غير اسم تلك الجزر و التي لازالت تسمى إلى هذا اليوم جزر بالكاريبي، و كذلك اسم ذلك البحر الذي تقع فيه تلك الجزر "البحر الكاريبي" ليبقى هذان الاسمان دليلي إدانة خالدين للوحشية الغربية الهمجية .
أما الذين بقوا منهم – وذلك لمخالطتهم للهنود الحمر – فهم: شعب "الكاليفونا"، وقد بقوا إلى يومنا هذا في أمريكا الوسطى، ولا شك أن أصولهم إسلامية، لأن الكثير من العادات الإسلامية لا زالت فيهم.
2 و لما رسم الأوروبيون عام 1564م خريطة لأمريكا بعيد اكتشافها، ومنها خريطة لفلوريدا، وذلك ، ذكروا فيها مدنا ذات أسماء توجد في الأندلس والمغرب. ولكي تكون أسماء عربية هناك، فبالضروري كانت هجرة عربية قبل المائة أو المائتي عام على الأقل. مثلا: في الخارطة هناك مدينة ميارقة، وواضح أنها تحريف لميورقة، وهي جزيرة من الجزر الشرقية المسماة الآن بالبليار، ومدينة اسمها كاديكا، وهي تحريف لقادس الواقعة جنوب الأندلس. وأخرى اسمها "مارّاكو" تساوي: مراكش...إلخ.
3 وإلى يومنا هذا؛ هناك مدن وقرى في تلك المناطق اسمها: فاس، مراكش، تلمسان، سلا...و لا يمكن أن تكون قد جاءت مع الرحالة الإسبان، فالخرائط البريطانية المبكرة تظهر وجود تلك الأسماء الأندلسية حتى قبل وصول الأسبان إليها .
4 كما أن ابراهام لينكولن الرئيس الأمريكي أحد زعماء الولايات المتحدة، الذي هو سليل شعب الميلونجونس ، و الذين تبين أن أصولهم إسلامية من أندلسيي البرتغال و لدى تأمل صورته وصورة أفراد الميلونجونز ترى الشبه الكبير بينهم ، ، هاجروا من البرتغال في أوائل القرن السادس عشر؛ هرباً من محاكم التفتيش إلى البرازيل، فلما جاء البرتغاليون واحتلوا البرازيل؛ تابعتهم محاكم التفتيش، فركبوا البواخر وهربوا إلى أمريكا الشمالية، قبل أن يصلها الإنجليز، واختلطوا مع قبائل الهنود الحمر. غير أن الإنجليز لما عادوا عاملوهم معاملة الهنود الحمر، قتلا وإبادة، فهربوا إلى جبال الأبالاش.
واحد منهم اسمه: "بروند كينيدي"، "Brand Kennedy"، أخذ تمويلا من جامعة فرجينيا الغربية "West Virginia"، لدراسة أصول هؤلاء القبائل، ومن أين أتوا، لأنه واحد منهم. وبدءا من دراسة عاداتهم؛ اكتشف بأن أصولهم - كما ذكرت - من المسلمين الأندلسيين
و لا يبعُد أن يكون لنكولن لدى قيامه بتحرير السود أنه كان بذلك ينتصر بشكل ما لشعبه المضطهد من الجنس الأوربي البيض .
5 في عام 2003كتبت لويزا إيزابيل أل فيريس دو توليدو كتابا باللغةالأسبانية أسمته "من إفريقيا إلى أمريكا" ، و المؤلفة سليلة إحدى أكبر العائلات الإسبانية ، إذ هي دوقة مدينة سيدونسا ، ، ولا زالت تعيش في قصرها قريبا من مدينة سان لوقا دو باراميدا قرب نهر الوادي الكبير في الأندلس، لأن أجدادها كانوا حكام إسبانيا وكانوا جنرالات في الجيش الإسباني، وكانوا حكام الأندلس وأميرالات البحرية الإسبانية.. والأهمية في كونها دوقة لمدينة سيدونيا؛ أن عندها مكتبة فاخرة مليئة بالوثائق منذ ثلاثمائة وأربعمائة وخمسمائة عام، من ضمنها وثائق مسلمي أميركا الجنوبية!، والبرهان على الوجود الإسلامي في أميريكا قبل أربعمائة عام من كريستوف كولومبوس ، لذلك فالوثائق التي في ملكها تعتبر هامة جدا، و قد جمعت كثيرا من تلك الوثائق في كتابها المذكور.
6 و لا تزال تُكتشف كتابات عربية بعضها بالخط الكوفي في أمريكا الجنوبية ، فمن أوصلها إلى هناك؟. بل اكتشفوا في عدة أماكن كنوزا تحوي عملات ذهبية رومانية وأخرى إسلامية. وبعض تلك العملات الاسلامية يصل تاريخها إلى القرن الثامن الميلادي، أي أن ثمة باخرة إسلامية وصلت في القرن الثامن الميلادي إلى ذلك المحل وتركت ذهبها هناك.
7 و في لغة الهنود الحمر لا تزال هناك كلمات عربية وأمازيغية بكثرة، ولا يمكن أن تكون موجودة إلا بسبب وجود عربي أو أمازيغي قديم هناك، القرائن التاريخية التي جاءت في الكتب القديمة – العربية وغير العربية – والآثار الموجودة إلى الآن رغم المجهود الكبير الذي عمل عليه الإسبان، بعد كريستوف كولومب لمسح أي أثر للإسلام أو الوجود الإسلامي في القارة الأميريكية، وذلك طبعا لتحريف التاريخ.
8 ووُجدت كتابات في البيرو والبرازيل وجنوب الولايات المتحدة تدل على الوجود الإفريقي من كتابات إما بالحروف الإفريقية بلغة الماندينك؛ وهي لغة لشعب كله مسلم الآن، يسمونهم: "الفلان"، أو بحروف كوفية عربية. وكذلك تركت اللغة الماندينكية آثارا لها في الهنود الحمر إلى يومنا هذا.
أمَّا في ترينداد و توجو حيثُ يعي المسلمون هناك أصولهم الاسلامية التي تعود إلى ماقبل كولومبوس ، فالوجود الإسلامي هنالك له ثقل سياسي واقتصادي كبير، فمنهم الوزراء وأعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء البرلمان.. كما أن السلطات هناك قد وافقت على اعتبار الأعياد والمناسبات الإسلامية إجازات رسمية للمسلمين مدفوعة الأجر.
وقد انتشر المانديك من البحر الكاريبي إلى شمال وجنوب الأمريكتين، وهناك قبائل هندية إلى يومنا هذا مازالت تكتب بحروف لغة الماندينك.
9 و الغريب أنا إذا رجعنا إلى كتابات المكتشفين الأوروبيين الأوائل بمن فيهم كريستوفر كولومبوس ؛ نجد بأنهم ذكروا الوجود الإسلامي في أميريكا.
فمثلا؛ في كتاب كتبه ليون فيرنيل عام 1920م، وكان أستاذا في جامعة هارفرد، اسم الكتاب "إفريقيا واكتشاف أمريكا"، "Africa and the discovery of America"، يقول فيه: "إن كريستوفر كولومبوس كان واعيا الوعي الكامل بالوجود الإسلامي في أمريكا"، وركَّز في براهينه على براهين زراعية ولغوية وثقافية، وقال بأن المانديك بصفة خاصة انتشروا في وسط وشمال أمريكا، وتزاوجوا مع قبيلتين من قبائل الهنود الحمر، وهما: "إيروكوا" و"الكونكير" في شمال أمريكا، وانتشروا - كما ذكر - في البحر الكاريبي جنوب أمريكا، وشمالا حتى وصلوا إلى جهات كندا.
10 بل وذكر كريستوف كولومب نفسه بأنه وجد أفارقة في أمريكا. وكان يظن بأنهم من السكان الأصليين، ولكن إذا تذكرنا أنه لا يوجد سكان أصليون زنوج في أمريكا. فلا بد من أن يكونوا قد قدموا من افريقيا في وقت مبكر .
11 و قد ذكر الكاتب الفرنسي "جيم كوفين" في كتابه "بربر أمريكا"، "Les Berberes d’Amerique"، بأنه كانت تسكن في أمريكا قبيلة اسمها "المامي"، "Almami"، وهي كلمة معروفة في إفريقيا الغربية معناها: "الإمام"، وهي تقال عن زعماء المسلمين، وذكر بأن أكثريتهم كانت في الهندوراس في أمريكا الوسطى، وذلك قبل كريستوف كولومب.
12 كذلك في كتاب "التاريخ القديم لاحتلال المكسيك"، "Historia Antigua de la conquesta de Mexico"، لمانويل إيروسكو إيبيرا، قال: "كانت أمريكا الوسطى والبرازيل بصفة خاصة، مستعمرات لشعوب سود جاؤوا من إفريقيا وانتشروا في أمريكا الوسطى والجنوبية والشمالية".
كما اكتشف الراهب فرانسسكو كارسيس، عام 1775م قبيلة من السود مختلطة مع الهنود الحمر في نيوميكسيكو في الولايات المتحدة الأمريكية "المكسيك الجديدة"، واكتشف تماثيل تظهر في الخريطة المرفقة تدل دلالة كاملة بأنها للسود
13 وزيادة على كل ما ذكر، هناك آثار للوجود الإفريقي الإسلامي في أمريكا، في شيئين هامين: تجارة الذهب الإفريقي، وتجارة القطن، قبل كولومبوس. ومعروف أن التجارة مع المغرب وإفريقيا كانت تعتمد على تجارة الذهب بشكل خاص ، و من السهل معرفة الذهب الإفريقي في أي مكان كان، لأنه يرتكز على التحليل التالي: لكل 32قسمة من الذهب يوجد 18 من الذهب، من الفضة، أقسام نحاس، وهذه التركيبة من الذهب تدل على أن أصله إفريقي، وخاصة منذ القرن الثالث عشر، و قد وجد هذا الذهب عند الهنود الحمر بأمريكا.
و بالنسبة لتجارة القطن ؛ فمن المعلوم أنه لم يكن هناك أي نوع من زراعة القطن في أمريكا، ، وتعجب كولومب نفسه في كتاباته حيث قال: "إن الهنود الحمر يلبسون لباسا قطنيا شبيها باللباس الذي تلبسه النساء الغرناطيات المسلمات". و لذلك فلا بد أن يكون قد جاء من إفريقيا الغربية.
14 في عام 1994م، كتب ا لباحث اللبناني الدكتور علي مروة الذي يدرِّس في احدى جامعات نيويورك بحثا بمناسبة مرور خمسمائة عام على اكتشاف أمريكا المزعوم ، ، وهو في عشر صفحات بالإنجليزية. ومضمونه: أن كريستوف كولومب لم يكن أول من اكتشف أمريكا، إنما كان المسلمون قبله منذ القرن الثامن الميلادي، ومن ضمن هذه الإضافات التي ذكرها: نقول عن كتاب "مروج الذهب" للمسعودي، والتي تنص على علاقات بين المممالك الإسلامية في وسط إفريقيا وبين المسلمين في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.
وكذلك نقل من رحلة كريستوف كولومب التي كتبها بعد رحلته، بعض الآثار الإسلامية، وبعض المعالم الإسلامية التي شاهدها، ومن ذلك: أنه عندما اقترب إلى كوبا وجد مسجدا مبنيا على تل من تلالها، ووصف ذلك المسجد. وهذا يدل على أنه حتى في كتبهم – الغربيين – أنفسهم كانت هذه المسألة عندهم معروفة.
ومن المفيد في هذا البحث: أنه نقل عن حوالي ثلاثين مرجعا، وتلك المراجع أغلبها كتبت في أمريكا وفي أوروبا، أغلبها وهو حوالي تسعين في المائة منها، أحدها مقال في بعض الجرائد الغربية يقول: "لست أنت أول من اكتشف أمريكا يا كولومبوس". كما نص المقال على وجود جامعات إسلامية في أمريكا الشمالية قبل كولومب، وهذه المعلومة تجعلنا نتساءل: ما هو التراث العلمي والفقهي والتاريخي والمذهبي الذي أنتجته تلك الجامعات، وأين هو؟
و هناك بحث للدكتور علي الكتاني رحمه الله باسم : "الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب" مفيد جدا ، و قد استفدت كثيرا من بحثه رحمه الله ، ماذا تبقَّى من الوجود الاسلامي في أمريكا :
لا شك أن الشعوب المتغطرسة لا تزال على محو وجود الشعوب المستضعفة الأخرى، في محاولات متواصلة لطمس و تحريف تاريخ تلك الشعوب .
ولا شك أن العلاقات بين الشطر الغربي من العالم الاسلامي و بالذات المغرب والأندلس كانت متواصلة مع ما يسمى اليوم بأمريكا ، وحسب ما يقرره معظم العلماء الآن – سواء من الطرف الإسباني أو من الطرف الأميركي – فإنهم يعتقدون أن قبل كريستوف كولومبوس كان الإسلام منتشرا في شمال أمريكا وفي جنوبها، وأن أول عمل قام به الكونكيسادور "Conquistador" – الإسبان النصارى – هو متابعة هجومهم على الإسلام الذي كان في الأندلس، بالقضاء على الإسلام والقضاء على الوثائق التي تبرهن أي وجود إسلامي في تلك القارة.
بالطبع هذا المقال منقول حرفيا وبحذافيره إخواني في الله لإطلاعكم وفائدتكم
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |