سئِمتُ الإِختباءَ خَلفَ الكَواليس...
وتَعِبتُ مِنَ المشي ِبمُحاذاةِ الجُدران، أستَرِقُ النَظر إلى الأرصِفة والشوارع واضِعاً يَدَيَّ في جيب بِنطالي أُداعِب قَداحَة سجائري بقلقٍ وتَرقُب، مُطأطِئاً رَأسي،خافِياً وجهي.
شَحُب لَوني بِفِعلِ الظِلالِ التي أُلاحِقها في كلِ مَكان
ونَحُلَ جِسمي من تَدَثُري بظلامِ اللّيل...
حتى النجوم مَلَّتْ مني ولم أَعد أحوزُ على اهتمامها وصارت تغيب عن سَمائي
ولا أدري كيفَ للقَمرِ أَن يُريَني وَجهَهُ المُظلِم؟!
والشمسُ لا أعرفُ منها سوى صفعاتٍ قاسِيةٍ قديمة، فَصِرتُ أخشاها أكثَر فأكثر، فهي تجعلني أرى حقيقتي وتَعاسَتي ، وتَجعلُني مَرئِياً لِمَن أَسْتَرِقُ النَظَرَ إِليهم في الظلام.
حتى الورود والأزهار بدأت تُشيح بوجهها عني عندما أَمُر....
مَللتُ الإِختباءَ خَلفَ ذلِكَ الجدار ومَللتُ وفاءَهُ لي، فهو الوحيدُ الذي مازال يُشفِقُ عليّ ، مَللتُ هذه الشَفَقَه، ومَللتُ ازدراءَ الآخرين لي لمجرد أنني أسترق النظر الى بَهجَتهم وأبتسم ببلاهة!!
ولكِنِي سأَبقى وفِياً لِحُزني، فقد صارَ جُزأً مني لا يَتجزأ
وسأُراقِصهُ دوماً كعادتي بعيداً عن دائِرة الضَوءِ بخطوات...
مُلتَحِفاً ظِلالَ مَن أَستَرِقُ النَظَرَ إِليهم.