عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 05-31-2009, 11:31 PM
 
رد: الامتداد الطبيعي لأمة الإسلام..

ومنذ ذلك الحين ظل شيخ الإسلام رحمه الله ورضي عنه علما على المعتقد الصحيح لأهل السنة على مر العصور والأزمنة التالية: – قال ابن دقيق العيد رحمه الله (ت702ه): "لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد"(الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي)

– قال العلامة كمال الدين ابن الزملكاني (ت727ه): "كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك
الفن، وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله، والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين"(العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية لابن قدامة المقدسي)


– وحين عاتب الإمامُ الذهبي (ت748ه) الإمامَ السبكي (ت756ه) كتب السبكي معتذراً مبيناً رأيه في شيخ الإسلام ابن تيمية
بقوله: "أما قول سيدي في الشيخ، فالمملوك يتحقق كبر قدره، وزخارة بحره، وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائماً، وقدره في نفسي أعظم من ذلك وأجل، مع ما جمع الله له من الزهادة والورع والديانة، ونصرة الحق والقيام فيه، لا لغرض سواه، وجريه على سنن السلف، وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزمان بل من أزمان"(الرد الوافر)


– وأما ثناء الإمام الذهبي على شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو كثير، ومنها قوله:

"ابن تيمية: الشيخ الإمام العالم، المفسر، الفقيه، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام، نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء
المفرط) (ذيل تاريخ الإسلام للذهبي).وقوله: "… ونظر في الرجال والعلل، وصار من أئمة النقد، ومن علماء الأثر مع التدين والنبالة، والذكر والصيانة.."(السابق)

– وقال أبو البقاء السبكي(ت777ه): "والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به"(الرد الوافر)

– قال ابن رجب الحنبلي (ت795ه) بعد أن أطال في ترجمة شيخ الإسلام والثناء عليه قال في وفاته: "وصلى عليه صلاة الغائبة في غالب بلاد الإسلام القريبة والبعيدة حتى في بلاد اليمن والصين وأخبر المسافرون أنه نودي بأقصى الصين للصلاة عليه يوم الجمعة الصلاة على ترجمان القرآن"(ذيل طبقات الحنابلة)

وما لبث أن انقلب عليه أهل البدع قاطبة، واجتمعوا بما لم يجتمعوا على شيء مثله من قبل؛ على تكفير شيخ الإسلام ابن تيمية،
ولعنه، بل وتكفير من لا يكفره، وتكفير من سماه ب(شيخ الإسلام)!
فكتب الشيخ ابن ناصر الدين الدمشقي الشافعي كتابا وقرظ ابن حجر لذلك الكتاب قائلا..

– تقريظ العلامة ابن حجر العسقلاني (ت852ه) على كتاب: (الرد الوافر على من زعم: بأن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر) للعلامة ابن ناصر الدين، قال ابن حجر رحمه الله: "الشيخ تقي الدين ابن تيمية أشهر من الشمس وتلقيبه بشيخ الإسلام باق إلى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غدا لما كان بالأمس ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره وتجنب الإنصاف فما أكثر غلط من تعاطى ذلك وأكثر غباره فالله تعالى هو المسئول أن يقينا شرور أنفسنا وحصائد ألسنتنا بمنه وفضله ولو لم يكن من فضل هذا الرجل إلا ما نبه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في تاريخه أنه لم يوجد في الإسلام من اجتمع في جنازته لما مات ما اجتمع في جنازة الشيخ تقي الدين لكفى وأشار إلى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جدا شهدها مؤون ألوف ومع حضور هذا الجمع العظيم فلم يكن لذلك باعث إلا اعتقاد إمامته وبركته لا بجمع سلطان ولا غيره وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنتم شهداء الله في الأرض فكيف لا ينكر على من أطلق عليه أنه كافر بل من أطلق على من سماه شيخ الإسلام الكفر وليس في تسميته بذلك ما يقتضي ذلك فإنه شيخ مشايخ الإسلام في عصره بلا ريب والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عنادا فالذي اصاب فيه وهو الأكثر يستفاد منه ويترحم عليه بسببه والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه بل هو معذور لأن علماء الشريعة شهدوا له بأن ادوات الاجتهاد اجتمعت فيه حتى كان أشد المتعصبين عليه العاملين في إيصال الشر إليه وهو الشيخ كمال الدين الزملكاني شهد له بذلك وكذلك الشيخ صدر الدين بن الوكيل ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السارة التي انتفع بها الموافق والمخالف لكان غاية في الدلالة على عظيم منزلته فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم والتمييز في المنطوق والمفهوم ائمة عصره من الشافعية وغيرهم فضلا عن الحنابلة فالذي يطلق عليه مع هذه الأشياء الكفر أو على من سماه شيخ الإسلام لا يلتفت إليه ولا يعول في هذا المقام عليه بل يجب ردعه عن ذلك إلى أن يراجع الحق ويزعن للصواب والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وحسبنا الله ونعم الوكيل"(وأثبته السخاوي في كتابه الجواهر والدرر في ترجمة الحافظ ابن حجر)
وكان ابن حجر يستشهد بأقوال وأحكام شيخ الإسلام ابن تيمية في شرحه للبخاري، وفي بعضها يصفه بالعلامة، ويُسلِّم له قوله، ويشير إلى كتبه..

ويجدر بالذكر أن ابن حجر سمَّى الإمام أبا إسماعيل الهروي بشيخ الإسلام واستشهد بأقواله، وهو ممن اشتد نكيره على الأشاعرة والمتكلمة، حتى قال أن من لم يكن حنبليا (يعني في الاعتقاد) فليس بمسلم(تذكرة الحفاظ وذيل طبقات الحنابلة وسير أعلام النبلاء)

– وكان العلامة تقي الدين المقريزي (ت845ه) يصف ابن تيمية في كتابه (السلوك) وغيره ب"تقي الدين شيخ الإسلام" وكان
يجله ويقدِّره..


– وقال جلال الدين السيوطي (ت911ه): "ابن تيمية الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد الفقيه المجتهد المفسر البارع شيخ الإسلام
علم الزُّهاد نادرة العصر"(طبقات الحفاظ)

– وقال الشوكاني(ت1250ه) في كتابه البدر الطالع في ترجمة ابن تيمية:
"
شيخ الاسلام إمام الأئمة المجتهد المطلق"


وهذا بخلاف تلامذته الذين تتلمذوا على يديه، وبخلاف من تأثر بحركته السلفية التجديدية..
رد مع اقتباس