فالصداقة أمرها كبير وعظيم ... الصديق الوفي ..
واكرر الوفي ... إذا اشتدت بك الدنيا وعصفت بك تجده معك .
. يترك الدنيا ليجلس بالقرب منك في هذا الوقت العصيب يخفف عنك بكلمات أو ابتسامات ...
فبعض هذه الكلمات تشعر عند سماعها كأنها البرد ...
، وإذا كنت في فرح شاركك وسعد بسعدك وهنأك وكان معك في السراء والضراء ..
وأنت أيضاً يجب أن تفعل مثل ذلك له ...
لأنكم أصدقاء. الصداقة الصادقة هي التي قال الله عز و جل عنها في الآية الكريمة ((
الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ )) [الزخرف : 67] .
نعم الصداقة المبنية على محبة الله عزوجل ...
الصداقة الصادقة التي لها ثمرة في الدنيا والآخرة صداقة رابطها حب الله ،
فما أمتنها من صداقة وما أقواها ...
صداقة من نوع قد أصبح وللأسف قليل بل قد يجوز لي أن أقول أنه نادر ...
فقد أصبحت الصداقة الآن مبنيه على المصالح والغايات ...
فمتى ما انتهت الحاجة انتهت الصداقة فهذه والعياذ بالله هي الصداقة المنتنه. فهل أحببنا بعضنا يا صديقي في الله ...
وجعلناها لله وفي الله ..
حتى تكبر وتكون قوية ،
ولنذكر قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما انتهى من صلاة الفجر وسأل عن معاذ بن جبل رضي الله عنه فقال : أين معاذ .. فقال : ها أنا ذا يا أمير المؤمنين فأقبل عليه عمر رضي الله عنه وعانقه : وقال له لقد بت ليلتي اتحرق شوقاً لرؤياك ... فبكوا ... الله أكبر ، ما أعظمها من محبة في الله ...
يتشوق لرؤية أخيه .. يتشوق ويبكي ... لذلك .. أين نحن من هذه الصداقة الصادقة ... هؤلاء هم المتقون .. هؤلاء هم الأخلاء الحق .. بنيت محبتهم في الله .. فما بالنا بأمر أساسه محبة الله.
لتكن حياتنا كذلك ...
وصداقتنا كذلك ... وليكن أمرنا كله كذلك .....
رحم الله سلفنا الصالح ...
ورضي عنهم ، وأدخلهم الفردوس الأعلى بفضله وكرمه
، فلقد كانوا خير مثال لنا في هذه الحياة ...
وأسأله أن يجزي نبينا صلى الله عليه وسلم خير ما جزى نبياً عن أمته ، فقد كان لنا المعلم والقدوة ،
وربى وعلم فأحسن التربية والتعليم كيف لا وهو الذي قال الله عزوجل فيه
((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [القلم : 4].