صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام على النبيّ المصطفى
فقد عرفنا ممّا تقدم أن تعدد الزوجات هو مشكلة
طبيعية فعلها عظماء البشر ولم يحرّم في
الدّيانات السّابقة ولا عند العرب قبل الإسلام
وهناك أسباب لتعدد زوجات النبيّ
صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلّم
أقدمها بين يديك أخي الحبيب
يتجلى فيه الجانب الإنساني للرسول الكريم
صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلم
وحرصه على مواساة أرامل الشهداء .............
الذين جادوا بأرواحهم من أجل دعوته وتركوا
أرامل عجائز لا يقدرون على عبء اليتامى
صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلم
السّياسيّة ذلك حيث استطاع أن يصل إلى قلوب
زعماء الشّرك وأن يصاهرهم فيصهر مافي
قلوبهم من حقد على الإسلام
وقد نجح هذا الزّواج نجاحا بعيدا خصوصا مع
الذين حاربوا الإسلام خوفا على مناصبهم
مثل أبي سفيان بن حرب زعيم المشركين في
مكة وقد تزوج النبيّ من ابنته السّيدة أم حبيبة
والحارث بن أبي ضرار سيد بني المصّطلق
قد تزوج النبيّ من ابنته السيدة جويرية رضي
وجماعات اليهود الباقية بالمدينة وقد تزوج النبيّ
من صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله تعالى
تأليفا لقلوب قومها من اليهود
وقد فعل هذا الزواج مالم تفعله
المعارك من تحطيم للحواجز وانتصار للإسلام
صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلّم
من السّيدة زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها
وقد فرض الله تعالى على النبيّ هذه الزوجة
بدون اختيار منه ( أي من النبيّ )
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً . وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ
وكلمة زوجناكها ..........واضح منها أن فاعل
هو الله تعالى فكانت السيدة زينب تفخر على كلّ
نساء النبيّ بهذه الآية وتقول :-
تزوجتن في الأرض .........
لماذا لم يطلق النبيّ الزّوجات الخمس الزائدات ؟؟؟
عرفت مما سبق أن الجانب الإنساني والسّياسي
كانا يفرضان بقاء زوجات النبيّ حتى
أي امرأة تطلق من زوجها لها الحق أن تتزوج
أمّا زوجات النبيّ فلو طلقت
واحدة منهنّ فإنها لا تحل لرجل
وذلك لان نساء النبيّ هنّ أمهات المؤمنين
{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً }
فكيف يتزوج مؤمن من أمّهات المؤمنين ؟
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً . تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً . لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }
هل ميّز القرآن النبيّ بهذا الزواج ؟
لو كان لرجل ولدان في الجامعة فأعطى احدهما
مائة دينار وقال له هذا حقك حتى نهاية
وأعطى الثاني عشرة دنانير وقال له إذا أنفقتها
فأيّ الولدين فاز بالأكثر ؟
في أنّ الذي اخذ المبلغ القليل هو الفائز
لان باب العطاء إمامه مفتوح
بدون تشبيه ولله المثل الأعلى
إذا كان القرآن قد حدد للمسلم أربع زوجات
فقط فانه إن طلق واحدة أو ماتت فله أن يتزوج غيرها
(( و لاحرج على المستطيع إذا كان عادلا ))
أما النبيّ فان الله أعطاه تسع نساء ثم حرّم عليه
{ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }
ميّز النبيّ نفسه بشيء وحرّمه على أمته ؟
وهل تحمل عبء الأرامل يعتبر ميزة ؟
نظرة سريعة هنا لحياته الخاصة تجيبك على
وأقسّم حياته الشّريفة إلى أربع أقسام
الفترة الأولى : - زهرة في الصحراء
لو نبتت وردة في حديقة فهذا أمر مألوف
إما عندما تنبت وردة يانعة في صحراء قاحلة
أنّ البيئة التي شاهدت ميلاد
صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلّم
ونشأته لا تعرف الفضيلة و لا تحكمها الأخلاق
صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلّم
فأن أحدا لن يستطيع أن يقول انه عف احتراما
و لا يقول احد انه عف بتأثير البيئة
صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلّم
على خلقه النبيل المتأصل فيه ؟
الفترة الثانية : - مع الزوجة العجوز
إذا كان اختيار الزوجة يمكن أن يفسر نفسيّة
الزوج العاطفية والجنسية فعلام يدل زواج
صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلّم
الشاب ( وعمر ه خمسة وعشرون عاما )
بالسّيدة خديجة الثيب العجوز.. ؟
ومع ذلك لم يفكر في الزّواج عليها
حيث انشغل بأعباء الدعوة الجديدة
الفترة الثالثة : - جهاد و تعدد زوجات
ليس مصادفة أن فترة تعدد الزوجات في حياة
النبيّ صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلم
حيث كثر عدد الشّهداء واختلت الميزانية العددية
للرجال ولعلّ هذا هو التفسير الزّمني لتعدد
بمعنى أن وجود أرامل عجائز ضعيفات هو
الذي حرّك إنسانية سيدّنا رسول الله محّمد
صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلم
وجعله يعوّض أرامل الشّهداء بهذا الزّواج
ولم تكن حياته في فترة تعدد الزّوجات بحياة
فان الظروف القاسية التي أحاطت بسيدّنا محّمد
العظيم صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلم
لو أحاطت برجل من عبّاد الشّهوة لصرفته
هو القضاء على الدعوة الجديدة
فمن يقوى على جهاد هؤلاء الثلاثة ؟؟؟
{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }
أرأيت من هذا نهاره........... !!
هل يصح أن يوصف بأنّه رجل شهوة ؟؟؟؟
حاشا لك يا سيدّي يا رسول الله
يناديه الوحي في ليله فيقول
{ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ . قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً . نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً . أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً . إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }
{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُودا }
{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً }
وليله للمحراب وتلاوة القرآن
صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلم
{ طه . مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى }
صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلم
ماذا بقي لجسده الشّريف ؟؟؟؟؟
حسب نساء النبيّ شرف الانتساب إليه
الفترة الرابعة: - لا يحل لك النساء من بعد
قلت لكم أن تعدد الزّوجات كان في فترة
إن بشائر النصر للإسلام نزل معها
{ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }
أنّ تعدد الزّوجات عند النبيّ
صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلم
كان نتيجة إنسانية للكفاح المسّلح
من محاضرات الأستاذ الشيخ محمود غريب
فقه السيرة للأستاذ محمد الغزالي
المرأة في القرآن وعبقرية محّمد للأستاذ عباس محمود العقاد
ومحمداه ومحمد في حياته الخاصة للدكتور نظمي لوقا
محمد رسول الله لمولانا محمد علي
محاضرات للأستاذ الدكتور محمد بن فتح الله بدران
أسأله تعالى أن ينفع بها وأن ينفعنا بها يوم نلقاه وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم تعالى.......آمين