عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 06-04-2009, 09:38 PM
 
رد: قلب أدماه الحب " بقلمي "

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الخامس

تمر الأيام ، نادر وصفاء في قمة سعادتهما ، يتحدثان عن الأحلام ، عن المستقبل السعيد ،عن فجر حبهما الوليد ، عن شروق للأمل لا غروب له ........
تمر الأيام ، ويتعلقان ببعضهما البعض أكثر فأكثر ، حتى أصبحت صفاء هي قلب نادر ، وأصبح نادر روح صفاء ، كلاهما لا يستطيعان العيش بدون الآخر ، وإذا غاب أحدهما ولو لدقيقة واحدة عن ميعاده كان القلق ينهش قلب الآخر حتى يطمئن أن نصفه الآخر بخير .......
نعم لقد وجدا في بعضهما البعض ما كانا يبحثان عنه ، ضالتهما الشاردة وجداها في روحيهما ، في طهرهما ، قلبيهما النابض حبا وخيرا لكل البشر ......
لقد كانا مرآة لبعضهما البعض ذات الصفات ، ذات المباديء ، ذات القلب . ما أروع حياتهما بعدما تعاهدا أن يكونا لبعضهما البعض وألا يفرقهما مفرق أبدا إلا الموت ، يحملا وفاءا لبعضهما البعض حتى ما بعد الموت .....


و في يوم بدا نادر حزينا جدا ، فسألته صفاء : ما بك ؟؟؟!!!
أجاب نادر : لا شيء .
قالت صفاء في قلق : أو لا أعرفك ؟؟؟!!!! ما بك بالله طمئنني عليك ؟؟؟!! هل انت مريض ؟؟!!! أتشعر بالاجهاد ؟؟؟؟!!!
أجاب نادر : لا .
قالت صفاء : ماذا حدث ؟؟؟؟!!!!
أجاب نادر : صفاء . أنا أحبك ، إن ابتعدت عنك فهذا يعني موتي .
قالت صفاء و قد تملكتها الدهشة : و مّن قال أن هناك بُعدا أو غياب ، أنا معك حبيبي ومن قبلي الله معنا يحفظنا ويرعانا ، هوِّن عليك ، لا تخشى شيئا وأنا معك .
كانت تهديء من روعه بينما نشطت الهواجس والقلق وبدأت الحيرة والحزن من جديد ينهشان قلبها ، كانت تطمئنه في حين أنها غير مطمئنة .
قال نادر : أنا لا أخشى شيئا وأنا معك فبمجرد النظر في عيناكي أشعر بالاطمئنان ، وتبث في روحي الأمان ، أنت أماني يا صفاء ، الأمان الذي بحثت عنه دوما ، وما أن حصلت عليه حتى بدأ القدر في نشب براثنه في قلبي ليأخذك مني ويحرمني من الحنان والأمان الذي طالما بحثت عنهما .
قالت صفاء وقد أدماها ما سمعته منه :ماذا تقول يا نادر ؟؟؟!!! بالله عليك أفصح ، أقلقتني ؟ ماذا حدث لكل ذلك ؟؟؟؟؟؟!!!!!
وقد بدأت الدموع تنهمر على وجنتيها .
أجاب نادر : لا تخافي يا صفاء ، فلن أتركك إلا بالموت .


لكن القلق ينهشها بضراوة ، ونار الشك والظنون قتلتها مئات المرات في ليلتها تلك ، ولم تفارق عينيها الدموع ، ولم تهجع الهواجس بمطاردتها.


وفي الصباح الباكر كانت تقف بالشرفة في انتظاره فوصل لسمعها محادثة بين نادر وإحدى أقربائه .....
صوت السيدة : اسمع يا نادر ، لن نتركك تعبث بثروة والديك ، فلن يخرج الميراث عن العائلة ، ولابد لك من الزواج بابنة عمك ، وإلا سنطردك ، ولن تطول شيئا البتة .
صوت نادر : لكن يا عمتي ، أنا أحب ..
قاطعه صوت السيدة : لا حب ، لا كلام فارغ ، الحب يأتي بعد الزواج ، وابنة عمك اولى من الغرباء و حيث أنك تتحدث عن الحب فهي تحبك ، ومَن هذه الفتاة التي تحبها ، وأنت لا تطء الشارع بقدمك ، الفتاة التي تحب قبل الزواج لابد وأن تعلم أن سمعتها سيئة ، وأنها تحب هذا وذاك ، وتمشي مع هذا ، وتحلم مع ذاك ، تضحك لهذا وترسم أحلاما لذاك ....
قاطعها نادر : كفى عمتي كفى .
الكلمة جرحت سمع وقلب صفاء ، ياللهول أهكذا ينظرون للفتاة التي تسلم قلبها رغما عنها لحبيبها !!!!!!!!!!!!!!
وأجهشت بالبكاء وهي تسمع الحديث .
صوت السيدة : اسمع يا نادر . لا مفر . إما ابنة عمك ، وإلا لا زواج ولا ميراث . فهمت .
أنهت كلامها وفتحت الباب لترحل وصفقته بشدة ورائها ، رأتها صفاء وهي تخرج من باب المبنى
سيدة بدينة ذات وجه متجهم قاسِ وقلب لا يعرف الرحمة ، فأدركت أن قصة حبهما انتهت لا محالة ...
دخلت صفاء إلى غرفتها ، وأغلقت عليها بابها ،
عادت لسابق عهدها مع الأحزان ، الآلام ، الدموع
، وفي المساء حاولت ان ترى نادر إلا أنه لم يخرج إلى شرفته هذا اليوم ولا اليوم التالي ....


هو أيضا حالته ساءت جدا بعد هذا الحديث ، ولكن لابد من حل .....
وفي اليوم الثالث خرج لرؤيتها فوجدها ذابلة شاحبة فسألها على الفور : ما بك ؟؟؟؟!!!!
أجابت في صوت يملؤه الانكسار : ذبلت الوردة التي رويتها بحبك ، ستموت ، قطفوها وأرادوا دهسها بالأقدام .....
وأختنق صوتها بالعبرات ثم قالت بصوت يكاد ان يسمع وهي ترتجف : لقد أحببتك يا نادر من كل قلبي ، ولكني أشعر دوما أن الفراق هو مصيري الذي يرافقني مدى الحياة ، أنت ليس بك أي عيب ، وليس ذنبا يوما من الأيام حبك لي ، بل هو الذي أمدني بالحياة ، وأعادني لسابق عهدي حيث النشاط والتورد والحياة .....
قطع حديثها قائلا : ما بالك تقولين هذا الكلام اليوم ؟؟؟؟!!!!!!
أجابت : نادر . لقد سمعت محادثتك مع عمتك ، ولكن أقسم أني سمعتها رغما عني .
قال نادر : صفاء . أنا لن أتركك . سأضحي بكل شيء من أجلك ، من أجل سعادتنا ، أحلامنا ، أيامنا الباقية من عمرينا ، سنمضيها معا ، سويا ، لن نفترق ....
قالت صفاء : بل أشعر بقبضة القدر تسلبني حياتي وأحلامي .
قال نادر : لا تخشي شيئا أنا معك ومن قبلي الله معنا . أليست هذه كلماتك ؟؟؟؟؟!!!!
أجابت : بلى . هي كلماتي ولكن موقفي يختلف عن موقفك .
تساءل نادر مندهشا : كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!
قالت : أنا لن أتخلى عنك مهما كانت الظروف سأتحدى من أجلك أي شيء وكل شيء ، أما أنت ، فقد تمنعك ظروفك القهرية من الوفاء بعهدك .
قال نادر بصوت عال : لااااااااااااا . لا شيء يمنعني عنك إلا الموت ، صدقيني لا شيء .
قالت في صوت ملؤه اليأس والاستسلام : بأمر الله لن يبعدنا شيء .


انتهى الفصل الخامس بحمد الله وفضله

الخل الوفي لن أصدق إلا حدسي
فكل ما حولي تلون بالزيف والخداع

سحر أحمد
__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي