عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-08-2009, 08:49 AM
 
(الموتاب) يستعيد ديانة الانباط وشعائرهم

بسم الله الرحمن الرحيم

(الموتاب) يستعيد ديانة الانباط وشعائرهم



غازي العمريين - يزخر الاردن بالكثير من الاثار ، التي تستعيد التاريخ في عصوره كافة كما في خربة الذريح ، الى الشمال من مدينة الطفيلة ، بعد الكشف عن المذبح الرئيس في المعبد وحمامات بخارية ضخمة ، وتماثيل لالهة الأنباط وفخاريات .
ففي الخربة التي تقع على الطريق بين محافظتي الطفيلة والكرك ، قريبا من مثلث الحمامات المعدنية في عفرا ، تم الكشف عن '' الموتاب '' الذي يدعى قدس الأقداس ، في المعبد النبطي ، اضافة إلى اكتشاف استيطان في العصور البرونزية المتأخرة ، والعصر الحديدي ، و مجموعة ممرات وحجرات ، كانت تستخدم للعبادة0 ويقول المدير المشارك في الحفريات ، الأستاذ في جامعة اليرموك ، د0 زيدون المحيسن ،أن المواسم المختلفة السابقة في الموقع ، كشفت عن هذه الاثار البارزة ، بعد ان كان متعارفا عليه ندرة المواقع التي تعود للعصر الحديدي ، في مناطق جنوب الأردن ، لتأتي المكتشفات الجديدة بمعلومات هامة عن علاقته بالعاصمة الادومية في بصيرا، فيما الكشف عن الموتاب يمثل جلاء للديانة والعادات عند الانباط0 ويلفت إلى أن المكتشفات ، اظهرت أهمية الموقع ، واتصالاته بالعصور المختلفة ، وخاصة الادومية ، كموقع عسكري استراتيجي ، وتجاري ، وعلاقاته مع البتراء ، والاتصال التجاري مع مدينة تدمر في سوريا0 ويبين أن المواسم السابقة كشفت عن المذبح الرئيس ، في الجهة الشرقية من المعبد ، وحمامات بخارية ، كانت تستخدم للاستحمام قبل الدخول إلى المعبد ، وتماثيل لالهة الأنباط ، والاتصال بالحضارة الغربية ، الهلنستية والرومانية ، إلى جانب مضافات دينية ، إلى الجهة الجنوبية خارج المعبد، ومجموعة آثار تعود للعصور البرونزية المختلفة ، وأخرى للعصر الحديدي الأول .
والموتاب يعني ما يتعلق بالأضاحي وكيفية تقديمها للآلهة ''الأنصاب'' ، على موقع حجري محدد في المعبد ، اذ عثر في هذا الجزء من المعبد على كل ما من شأنه إبراز هذا الجانب ، الذي احتل مكانة مهمة في ديانة الساميين عموماً ، والعرب خصوصاً خلال فترة ما قبل الإسلام .
واعتبر عدد من المسؤولين الغربيين ، أن للموقع اهمية خاصة ، لما يحتويه من آثار كشفت عن الحضارات التي تعاقبت ، وما حملته من روائع في مجالات الفن المعماري والزخرفة ، والنحت ، تمثل متحفا ، استحق التجوال في العالم ، لنقل صورة الأردن التاريخية ، إلى أرجاء العالم.
وقال د, زيدون المحيسن ، أن المواسم السابقة كشفت عن آثار تعود للفترة النبطية العربية ، التي يطوف بعضها الآن في أرجاء من الولايات المتحدة الأمريكية ، لعرضها على الجمهور الأمريكي ، لتنتقل بعدها إلى كندا ، ثم إلى مناطق أوروبا الغربية .
ويكمل أن الفريق المشترك ، من جامعات اليرموك ، والسوربون في فرنسا ، والعديد من طلبة الماجستير ، والدكتوراه ، شرعوا في إجراء دراسة شاملة لوادي اللعبان - الرافد الرئيس لوادي الحسا ، الذي يمتاز بطبيعة جيولوجية فريدة ، تتضمن دراسة نظم الماء القديمة ، إلى جانب إجراء حفريات تجريبية ، واختبارية ، لمعرفة التسلسل الطبيعي في الوادي ، وللتعرف على الحضارات المختلفة ، التي يعود بعضها للعصور الحجرية الحديثة.
ويوضح أن حفريات وتنقيبات أثرية منظمة في موقع خربة الذريح ، ضمن الموسم الماضي ، تمركز جزء كبير منها ، في منطقة المعبد النبطي ، فيما تمكنت مجموعة من المختصين في الصيانة والترميم ،من إعادة بناء أجزاء من المعبد ، تمهيدا لوضع الموقع على الخريطة السياحية للإقليم .
وبحسب المحيسن ، فعمليات التنقيب طالت الموقع السكني ، الذي كشفت أعمال سابقة ، عن منازل فريدة فيه ، تمثل الحياة الريفية في الأردن في العصر النبطي ، موضحا أن الفريق الأثري في المواسم المتعاقبة فتح مجالات لتشغيل العديد من العاطلين عن العمل ، من أبناء المحافظة ، وخاصة طلبة الجامعات ، من اثرييين وفنيين.
وعزا الاكتشافات والانجاز الى التعاون الوثيق مع وزارة السياحة ، وجامعة اليرموك ، ودائرة الآثار العامة ، فضلا عن التعاون الدائم للسفارة الفرنسية بتوثيق التعاون العلمي ، بين المملكة وفرنسا.
رد مع اقتباس