عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-08-2009, 12:43 PM
 
الروعة في كل مكان...عيون مشط البحر (28)

الروعة في كل مكان



-28-




الأستاذ هارون يحيى

عيون مشط البحر (أحد أنواع القشريات البحرية)
يرى في الصّورة الصّغيرة الجانبية حيوان يدعى مشط البحر، وهو أحد أنواع القشريات. تأمّلوا في الصّورة جيداً، هل لاحظتم أن هذا الحيوان القشري قد غلفت القشرة التي تحيط بجسمه بنقاط زرقاء برّاقة؟ وهل تصدقون لو قلنا: إنّ كل نقطة من هذه النقاط الزرقاء البراقة هي عين لديها وظيفة تقوم بها؟
إن هذا محير فعلاً، أن تكون كل نقطة من تلك النقاط المبينة في الصورة عيناً من مجموعة عيون عديدة، وكلّ عين يبلغ حجمها 1 مليمتر مكعب، و على الرغم من هذا الصغر فإنّ هذه العيون تلعب دوراً كبيراً في نجاة مشط البحر من أعدائه.
و لكل عين من هذه العيون عدستها وشبكيتها الخاصة بها. وتقوم العدسة بتجميع الأشعّة الضوئية في نقطة معينة (البؤرة)، إلاّ أنه لا يوجد في مخ هذا الحيوان مركز لحاسّة البصر، أي إنّ الضوء الذي تجمعه العدسات لا يتم استقباله كصورة في مخ الحيوان. ويرى العلماء الذين أجروا أبحاثهم على هذه العيون أنها لا تقوم بتكوين صورة على أكثر احتمال. إذن فما وظيفة هذه العيون المثيرة للدهشة؟
إن مشط البحر يستخدم هذه العيون في تمييز الضّوء من الظلام، و هكذا يستطيع أن ينتقل من المناطق الرّملية إلى المناطق التي تنمو فيها الطحالب. ومن جانب آخر تساعد هذه العيون الصغيرة الحجم في معرفة الأصداف البحرية عند أية حركة تحدث في المكان الذي توجد فيه. وهكذا يستطيع مشط البحر أن يتجنب أعداءه ويفر منهم.
فهذه العيون مصممة كي تلبي احتياجات الحيوان في الوسط الذي يعيش فيه. وهذا التصميم الخارق هو الذي أكسب هذه العيون تلك المزايا الفريدة. و هذه العيون مرتبة بتسلسل على قشرة الحيوان كي يستطيع أن يميز ما يدور من حوله، أي إن هذه العيون قد منحت خصائص بالشكل الذي يحتاجه الحيوان لاستكشاف عالمه.
إن هذا التخطيط البارع و التصميم المدهش الخارق الذي تتسم به كل الكائنات الموجودة في الكون، سواء أكانت أشجاراً أم حيوانات أم كواكب أم نجوماً أم غيرها، لا بد أن يكون لها مصمّم ذا قدرة لا متناهية و قوة لا حد لها. أي إن هناك خالقاً، و هذا الخالق هو الله جل جلاله الذي خلق هذه الكائنات وجعلها آيات بينات تدعو البشر للتفكر و التدبر.
و ما على البشر إلا أن يدركوا آياته الخارقة، سواء أكانت في الأرض أم في السماء والتسبيح بحمده و التقرب إليه بما يرضاه من أعمال.
{ وَ لا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } القصص: 88 .
رد مع اقتباس