بسم الله الرحمن الرحيم
المختصر / في عام 2006 نشرت في الولايات المتحدة رواية «صلوات من أجل القاتل» (Prayers for the Assassin) من تأليف روبرت فرينو وهي رواية سياسية تأخذ من عام 2040 مسرحاً للأحداث حيث تنقسم الولايات المتحدة إلى عدة دول. أبرزها الأولى جمهورية أمريكية إسلامية في الشمال عاصمتها سياتل والثانية حزام مسيحي في الجنوب عاصمته أتلانتا. في الرواية يتخيل فرينو وقوع هجوم نووي يدمر كلاً من مدينتي واشنطون ونيويورك إضافة لقنبلة قذرة تدمر مدينة مكة المكرمة. تؤدي تلك الأحداث لقيام حرب أهلية وينكشف أن الهجوم كانت تقف خلفه إسرائيل مما يؤدي لقيام العديد من الأمريكيين بإشهار إسلامهم وتتحول الولايات المتحدة إلى دولة إسلامية. ذكر هذه الرواية يأتي في الوقت الذي وقف فيه الرئيس الأمريكي أوباما موجها رسالته للعالم الإسلامي بهدف فتح صفحة جديدة. وإذ يبدو أن الرئيس أوباما شدد على أهمية علاقة المسلمين بالغرب إلا أنه يظل هناك على الصعيد الشعبي تخوف كبير في الغرب من مسألة انتشار الإسلام وشكل العالم مستقبلاً. ويأتي غالب هذا الخوف من أوروبا. فيلم تسجيلي على موقع يوتيوب بعنوان «ديموغرافية المسلمين» () تعرض لهذه المسألة في تقرير بالأرقام وهي جديرة بالعرض. يقول التقرير:
* لكي يحافظ مجتمع ما على نفسه لأكثر من 25 عاماً فإن معدل الخصوبة يجب ألا يقل عن 2.11 طفل للعائلة وإلا يبدأ المجتمع بالتناقص.
* تاريخياً لم يسبب معدل 1.9 طفل للعائلة في عكس تلك النتيجة الحتمية (مما يعني انقراض المجتمع تدريجياً) أما معدل 1.3 فيستحيل معه عكس النتيجة الحتمية. لأن ذلك سيتطلب من 80 إلى 100 عام ليتم تصحيح الوضع في الوقت الذي لا يوجد فيه نظام اقتصادي يمكنه المحافظة على ثقافة ما طوال هذه المدة. عندما يتقلص وينخفض عدد السكان تنكمش الثقافة بالتبعية.
* في عام 2007 كانت معدلات الخصوبة في أوروبا كالتالي: (فرنسا 1.8 – بريطانيا 1.6 – اليونان 1.3 – ألمانيا 1.3 – ايطاليا 1.2 – اسبانيا 1.1) وفي الاتحاد الأوروبي بالإجمال 1.38. وبحسب التقرير فإن الأبحاث التاريخية تقول إن هذه الأرقام يستحيل أن يتم ارتدادها وعكسها.
* يقول التقرير إنه في غضون سنوات فإن أوروبا التي نعرفها ستتوقف عن الوجود.
* ولكن في المقابل فإن التقرير يؤكد أن عدد السكان في أوروبا لا ينقص والسبب هو هجرة المسلمين. 90% من زيادة السكان في أوروبا كانت بسبب هجرات المسلمين.
* في فرنسا على سبيل المثال يصل معدل الخصوبة بين مسلمي فرنسا إلى 8.1 أطفال للعائلة الواحدة. واليوم في جنوب فرنسا يوجد عدد مساجد أكثر من الكنائس. 30% من الأطفال أقل من 20 عاماً مسلمون وسوف يكون هناك مسلم واحد بين كل خمسة فرنسيين بحلول عام 2027. يقول التقرير إنه في 39 عاماً ستصبح فرنسا دولة إسلامية.
* بحسب التقرير فإنه خلال 30 عاماً الماضية ارتفع سكان بريطانيا المسلمين من 82 ألفاً إلى 2.5 مليون أي بمعدل 30ضعفاً.
* في هولندا فإن 50% من الأطفال حديثي الولادة مسلمون وفي خلال 15 عاماً فقط سيصبح نصف سكان هولندا مسلمين. في بلجيكا 25% من السكان و 50% من الأطفال حديثي الولادة مسلمون.
* بحسب التقرير فإن ألمانيا كانت أول من تحدث عن هذا الموضوع صراحة. فبحسب مكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني «فإن تناقص السكان لا يمكن إيقافه. فالحركة اللولبية المتجهة لأسفل لا يمكن عكسها». ألمانيا ستكون دولة مسلمة بحلول عام 2050. يوجد اليوم 52 مليون مسلم في أوروبا، ويقول الألمان إن هذا الرقم سيزيد الضعف في 20 عاماً.
* في الولايات المتحدة معدل الخصوبة 1.6 للعائلة وبتدفق هجرات اللاتينيين يصبح المعدل 2.11. في عام 1970 كان عدد المسلمين في أمريكا 100 ألف وفي 2008 أصبح 9 ملايين. يقول التقرير إن «العالم يتغير وحان وقت أن نستفيق. فالعالم الذي نعيش فيه لن يكون العالم الذي يعيش فيه أبناؤنا وأحفادنا». وخلال 5 إلى 7 سنوات فإنه وبمعدل زيادة المسلمين سيصبح الإسلام هو الدين الأكبر في العالم متخطياً المسيحية الكاثوليكية. قد تكون هناك مبالغات في الأرقام يدفعها التخوف من هذه الزيادة ولكن في النهاية لا يمكن إنكار حقيقة زيادة عدد المسلمين في الغرب. إن مثل هذا التقرير يطرح الكثير من الأسئلة والاستفسارات ويدعو إلى قراءة ومتابعة هذه المسألة لما لها من أهمية كبيرة على واقعنا ومستقبلنا. والأرقام التي تتحدث عن نفسها تطرح الكثير والكثير من الأفكار على الطاولة والتي يجب أن نعي الحقائق الكامنة خلفها ونستفيد منها ونجعلها جزءاً من تخطيطنا الاستراتيجي وسياساتنا المستقبلية ونتساءل عن دورنا في كل هذا التغيير الذي يأخذ مكانه اليوم؟
<FONT size=5>
السعودية هي قلب العالم الإسلامي وعليها دور كبير تفرضه مكانتها كقبلة المسلمين مما يستدعي مراجعة شاملة لسياساتنا وخاصة الدينية منها فنحن لا يجب أن نكون طائفة ضمن الطوائف والأفكار وإنما بيت العائلة الذي يجمع كل أبنائه تحت ظله وسقفه. العالم يتغير من حولنا ويجب أن نتغير نحن كذلك معه إن لم يكن واجباً علينا أن نسبقه في التغيير.<SPAN lang=AR-SA style="FONT-SIZE: 14pt; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'">