عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-08-2009, 02:44 PM
 
فوا عجبي .. ومن لنا بمليكة عربية !!

مليكة ضيف .. فرنسا 2003 !
--------------------------------------------------------------------------------





بسم الله الرحمن الرحيم

في نهاية الصيف الماضي أنعم الله علي بحضور الرحلة السنوية الثانية لمركز الرواد لتدريب الشباب التابع للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وكانت وجهة الرحلة هي فرنسا . وقد يستغرب معظمكم كما استغرب معظم من سمع بهذه الرحلة من سبب اختيارنا لفرنسا دولة الانحلال الأخلاقي ، وسبب استغرابهم يرجع إلى جهلهم بالعمل الدعوي الرائع في فرنسا ، حيث تعتبر فرنسا هي المثال الذي يحتذى به في انتشار الإسلام بين الشعب ، وعلاقة المسلمين بالحكومة .

رحلتنا هذه لم تكن للسياحة أو اللهو أو للراحة ، ولكنها كانت رحلة علمية مكثفة تهدف إلى تلمس مظاهر النهضة الفرنسية قديما وحديثا ، وتهدف كذلك إلى التعرف على العمل المؤسسي الدعوي في فرنسا .

15 يوما ، قضاها الرواد في فرنسا بصحبة الدكتور طارق السويدان والمشرفين التربويين المختصين بالإضافة إلى المرافقين الفرنسيين الذين كانوا مثالا رائعا للمسلمين في فرنسا ، وعلى سبيل المثال لا الحصر كان مرافقنا الدائم في الرحلة د. محمد نذير حكيم ، وهو فرنسي من أصل عربي حاصل على 3 شهادات دكتوراه في العلوم التكنولوجية ، وحاصل كذلك على براءتي اختراع في مجال الشرائح الإلكترونية الدقيقة غير العادية ، بالإضافة إلى خبرته الواسعة في العمل الدعوي والسياسي . كما أن رفقة الرواد بحد ذاتها متعة ! فمرافقة مجموعة في عمرك تختلف اهتماماتهم عمن هم في عمرهم ، ومستوى ذكائهم مرتفع جدا ( 130+ حسب اختبارات الiq ) تعتبر وسيلة رائعة لصقل الفكر وطريقة التفكير .

خلال هذه الرحلة كانت لنا لقاءات وزيارات عديدة ، مع قادة سياسيين ومفكرين ودعاة وعلماء بل حتى مع قساوسة وماسونيين !! ومن لقاءاتنا مع الدعاة ، كان لنا لقاء مع أول داعية فرنسية الأصل وهي امرأة من الطبقة المتوسطة ، كافحت وبذلت من جهدها ما يعجز عنه الرجال لتتعرف على الإسلام .





تقول مليكة ضيف ( وهي عجوز في السادسة والسبعين من عمرها واسمها الأصلي باسكال ) :
"أثناء دراستي ، قرأت كتابا في الهندسة المعمارية الإسلامية ، فأعجبت بمفاهيم الإسلام التي كان يتطرق لها الكاتب في استطراداته ، وفهمت أثناء قراءتي معنى " لا إله إلا الله محمد رسول الله " التي كنت أسمع عنها ولم أجد من يشرحها لي ، فأحببت أن أتعرف أكثر وأكثر على الإسلام ، كان ذلك وعمري لم يتجاوز الثلاثين . فازدادت قراءتي عن الإسلام ولكنني لم أشبع رغبتي بعد ، فتزوجت من رجل مسلم جزائري قدم إلى فرنسا للعمل ، رغبة مني بتعلم الإسلام عن قرب ، ففوجئت أن زوجي لم يكن يملك ما يعلمني إياه لجهله الشديد بالدين .. فتعاهدنا على التعلم معا . وبسبب ما رأيته من جهل المسلمين لدينهم قررت أن أبحث وأكتب وأساهم في نشر الدين وتعليمه .. لم يعلمني أحد أن الدعوة واجب كل مسلم ، لكنني أحسست بالمسؤولية وقتها وأن هذا واجبي" .

فرحها بإسلامها تعدى كل الحدود ، فأصبحت تخبر كل من تلقاه بهذا الخبر ، وعندما أخبرت مديرها في العمل غضب غضبا شديدا ، ثم بدأ يحاورها بعد أن خف غضبه ، فسألته بتحد : "سيدي ، هل أنت مقتنع أنك ستقف أمام الإله الذي تعبده نفسه بعد وفاتك ( تقصد الثالوث ) ؟" فقال : "أنت مزعجة .. لأنك محقة" .. ولم يجبها على سؤالها وكف عن مضايقتها .

تقول مليكة : " لم أرزق بأبناء ، وأنا على يقين بأنها حكمة من الله عز وجل جعلتني أتفرغ لطلب العلم وللدعوة إلى دينه " .

وبعد فترة من إسلامها بدأ الناس من حولها يعجبون بأخلاقها وتعاملها ، وأخذوا يقولون لها : " أنت لست كالمسلمين ، أنت مسلمة بدرجة واعية جدا .. يبدو أن إسلامك مبستر !! " .. فكانت تشرح لهم أن هذا هو الإسلام في كل مكان ، لكن الإعلام هو من يشوه صورته ، وربما شوهها كذلك بعض الجاهلين بدينهم ممن هاجر للعمل في أوروبا .

في الثمانينات من القرن الماضي بدأت تشارك في المؤتمرات الإسلامية العالمية ، وشاركت أول مرة في مؤتمر الجزائر فكانت فرصتها عظيمة بأن التقت بمجموعة من المشايخ وأخذت تطلب منهم العلم كالشيخ د. يوسف القرضاوي ، ومحمد الغزالي ومحمد سعيد البوطي وغيرهم من العلماء .

قامت مليكة بتدريس العلوم الشرعية للمسلمات في باريس لمدة عشر سنوات ، وكانت تركز على مفاهيم المرأة في الإسلام ، فكانت هذه المفاهيم تثير استغراب الطالبات من حولها ، فيناقشوها مع أزواجهم فيعجبون كذلك بحقوق المرأة في الإسلام ، حتى كانت بعض الزوجات يطلبن منها أن يحضر أزواجهن لمحاضراتها وكانت توافقهم في ذلك .

واليوم ، وعلى الرغم من كبر سنها ، إلا أنها ما زالت نشيطة .. تسافر لطلب العلم وللدعوة ، وتتنقل بين المدن الفرنسية لإلقاء المحاضرات ، وتذهب إلى القرية لتزور أمها التي تتعجب من ابنتها كثيرا .. فأمها تكره الإسلام بشده ، لكنها تفرح عندما تشاهد ابنتها .. مليكة المسلمة !

ومليكة أوفت بعهدها القديم في نشر الإسلام ، فقامت بتأليف الكتب وركزت على المرأة المسلمة وحقوقها في الإسلام ، وعند انتهائها من أي كتاب تقوم بإهداء نسخ منه لوالدتها التي تقوم بدورها بمباهاة أهل القرية بابنتها الكاتبة المشهورة في فرنسا .. على الرغم من رفضها لما بين دفتي الكتاب الذي تباهي به الناس !!

وكثيرا ما تستغرب أمها من تصرفاتها .. فتستغرب من زيارة زوج مليكة لقبري والد مليكة واختها ، وتسأل مليكة : " ما فائدة زيارة شخص ميت .. فما يدريه أنك تزوره " ، تقول مليكة : " لن تفهم أمي ماذا تعني زيارة المقابر بالنسبة للمسلمين " . وتستغرب كذلك من حرص ابنتها على طلب العلم ، وتسألها مرارا : " إلى متى تظلين طالبة ؟ " ، فتقول : " المسلم يظل طالبا إلى الرمق الأخير في حياته ، وإلا فهو يضيع حياته " .



لقاؤنا مع مليكة ضيف ، الداعية الفرنسية ، كان بمثابة لقاء لشحذ الهمم ، فهذه العجوز ذات ال 76 عاما تسافر من أجل إلقاء محاضرة تعتقد أنه ربما اهتدى إنسان بعد هذه المحاضرة فتشاركه أجره ، ونحن نبخل على أنفسنا بكلمة أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر في بيوتنا .. وتفرغ هي يوما كاملا للقائنا وتقول أنها مستعدة للتحدث والنقاش طيلة اليوم ، ونحن نأنف من تخصيص ربع ساعة للتحدث مع أقراننا ممن ينقصهم العلم الشرعي اللازم لدينهم !!

فوا عجبي .. ومن لنا بمليكة عربية !! منقول من احد المواقع
رد مع اقتباس