عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-09-2009, 02:52 AM
 
Post [you]المهدى المنتظر !


هناك رواية للأديب المتميز "يوسف القعيد" تسمى "يحدث الآن فى مصر" كتبها الكاتب الكبير أثناء زيارة "نيكسون" إلى مصر والتى تلقفتها وسائل الإعلام بتهليل كبير ودفعات قوية جداً للمصريين مما جعل المصريين يشعرون وكأن "نيكسون" جاء مصر وبيده الحل والربط والهدايا والمعونات وأنه سينتشل مصر إلى جنات النعيم فكانت المظاهرات والإحتفاليات الحقيقية من الشعب الطيب ولكن كاتبنا الكبير "القعيد" فى استشراف عميق للأحداث الحالية أيامها والمستقبلية كأيامنا كتب تلك الرواية التى تحولت بعد ذلك إلى فيلم سينمائى بعنوان "زيارة السيد الرئيس" وملخص الأحداث أن القرية الفقيرة إنتشرت بها شائعة أن "نيكسون" فى أثناء زيارته سيمر على قريتهم وستتحسن أحوالهم وظروفهم والأقرع سيعود له شعره والمعوق سترد إليه حاسته المفقودة والعاجز سيتحول إلى قادر ومازاد الأحداث سخونة وذروة أن المعونات المريكية من أطعمة "سمن وزيت وأرز" وخلافه بدأت فى الوصول ولكن بشرط أن لا تأخذها إلا حامل فى طفل وذلك فى إشارة مميزة من الكاتب إلى أن كل من سيولد فى مصر سيولد معتمداً على المعونة وينمو من الخير الأمريكى أى أن الجيل المصرى الجديد سينشىء على المعونات الأمريكية وبذلك نكون أكثر طاعة بعد أن تصبح فورة شبابنا من جراء الكرم الأمريكى !!
المهم أن الفقر يجعل إمرأة تُمثل أنها حامل حتى تأخذ المعونة ليأكل أطفالها الجياع ثم تصل رسالة سرية تفيد الشرطة بهذه اللعبة فتصل الشرطة لتأخذ الطعام من بين أيدى الأطفال فى مشهد شديد القسوة ويسحبون الأب والذى يموت من التعذيب فى قسم الشرطة وأثناء خطاب "نيكسون" وحديثه عن الحضارة والتعاون والثقافة ، يكون الفلاح البسيط قد مات من التعذيب فى قسم الشرطة ولأنه لاتوجد أوراق رسمية فى تلك البلد الفقيرة فلقد أخفوا الجثة وكأن هذا الرجل لم يوجد أصلاً فى الحياة وذلك مع الديموقراطية التى أتى بها نيكسون!!!

وكأن الزمن يعيد نفسه وفى مصر أيضاً مع إتيان "اوباما" وماحدث من تهليل غريب ومريع فى كل وسائل الإعلام الأرضية والفضائية وكأن أوباما سيكون مصدر رزق جديد وأمل جديد لكل المصريين ومن ثم المسلمين ، وللحق فأنا أعجبنى جداً أوباما فهو النتاج الحقيقى والنموذج الواضح على نجاح الفكرة الأمريكية والديموقراطية ونجاح أى فرد من الشعب فى الوصول إلى أعلى المراكز وحتى سُدة الحكم ، عندما أنظر إلى "أوباما" لاأرى أكثر من مجرد مندوب مبيعات بنحافته الشديدة وتألق سماره الجميل وبذلته العادية وابتسامته العريضة التى لاتحمل خبث الشيطان السابق ، وربما هذا ماجعل الشعب الأمريكى يختاره محققاً مايحلمون ويتشدقون به طويلاً من ديموقراطية حقيقية فى بلد من المؤسسات الحقيقية وأنا هنا لايهمنى إلا أن أؤكد على أن تلك البهرجة الحادثة والدعاية المستحيلة التى حدثت له وجعلت الناس ينتظرونه وكأنه المهدى المنتظر الذى أتى حتى يحل المشاكل ويشيع فى الأرض الحياة من أول الأمر ثانية وكأن هذا الأوباما هو المهدى حقيقة ، لم يكن حديث المصريين فى الأيام الفائتة إلا عن أوباما ولطفه وأدبه وتهذيبه وحبه للمسلمين وكأننا قوم من البلهاء أو العجزة العقليين !!!
ونسينا أن هذه الدول لاتعمل حسب المشاعر والعواطف ولا على أفكار الرئيس الجديد أو القديم إنها دول لاتعمل على رأى الفرد مثل ماعندنا ، ولكنهم لديهم مبادىء وأسس يعملون عليها بكل دقة وحيوية لرفعة أوطانهم ومستعدين للتحالف مع الشيطان فى سبيل رفعة أوطانهم بل ومستعدين لدحر مسلمى ومسيحى الشرق بأكملهم فى سبيل ذلك ، هذه الأقوام لايسعنا إلا إحترام إحترامهم الشديد لأنفسهم ومحاربتهم من أجل نجاحهم بغض النظر عن أن من حقهم أن يدهسوننا فى سبيل ذلك مادمنا أصابنا الوهن وابتعدنا عن ديننا ومبادئنا واحترامنا لأنفسنا
أى أننى أصدق أوباما فى ماقاله ولكن ليس لأنه يريد تحسين العلاقات مع المسلمين بل لأنه يريد تحسين صورة أمريكا طلباً فى جمع المزيد من الفوائد لها وتقريبها أكثر من الدول الإسلامية التى ستفيد أكثر من أنها ستضر
وطبعاً شاب مثله فى بدايات الأربعينيات ، كان يجب عليه أن يكون شديد الإحترام عندما اتى هنا كى يتحدث مع جدين من أجداده يبلغان ضعفىِّ عمره . وهناك مقال أتِ إن شاء الله أتحدث فيه عن رؤيتى للخطاب نفسه وزيارة أوباما
ولكن إعذرونى على التأخر لظروف العمل.
رد مع اقتباس