رد: قصة روبنسن كروزو......قصة حقيقية وجميلة جدا الآن صرت أعتبر نفسي تاجرا مع ساحل غينيا. وكان من سوء حظي العاثر أن توفي صديقي القبطان بعد وصولنا إلى بلدنا, فقررت أن أقوم بنفس الرحلة مرة أخرى وهكذا ركبت السفينة نفسها وكان يتولى قيادتها الآن بحار عمل وكيلا للربان في الرحلة الأولى, وقد واجهت السفينة في هذه الرحلة متاعب مخيفة , فبينما كانت في طريقها إلى جزر الكناري فوجئنا في صباح يوم باكر بسفينة قراصنة تركية تعترضنا في البحر لقد شاهدنا قرصانا, فنشروا قلوعهم جميعا وبدأت المطاردة. كذلك رفعنا جميع الأشرعة بدورنا علّنا نتمكن من الهرب , غير أننا عندما وجدنا أن سفينة القراصنة تفوق سفينتنا في القوة , حتى لقد أخذت تقترب منا بسرعة حينها أعددنا أنفسنا للقتال . كانت سفينتنا تحمل اثني عشر مدفعا, أما سفينة القراصنة فكان على ظهرها ثمانية عشر مدفعا أكبر. وحوالي الساعة الثالثة بعد الظهر لحقت بنا سفينة القراصنة ولكنها بدلا من أن تمر من جهة السفينة وضعت نفسها تحت رحمة ثمانية مدافع من مدافعنا, فاستخدمناها عندئذ بشكل جيد وفعالية كبيرة وكان هذا ما اضطر سفينة القرصان إلى الابتعاد, وهي ترد على نار مدافعنا بمثلها.ثم إن المائتي رجل الذين كانوا فيها أخذوا في إطلاق بنادقهم علينا ولكن أحدا من رجالنا لم يجرح لأنهم كانوا بعيدين عن مدى نارهم. عندئذ استعد القراصنة لمهاجمتنا, وكان يجب علينا الآن أن ندافع عن أنفسنا وفي هذه المرة تقدمت سفينة القراصنة على محاذاة سفينتنا حتى باتتا تسيران جنبا إلى جنب, وعندها قفز حوالي ستين قرصانا إلى ظهر سفينتنا وباشروا على الفور في تدمير الصواري وقطع حبال الأشرعة حتى تصبح السفينة عاجزة تماما. وقد قاومناهم بجميع الأسلحة المتوفرة بين أيدينا ونجحنا في إخلاء سفينتنا منهم مرتين وحتى لا أطيل الشرح عن هذا الجزء المحزن من القصة , دعوني أقول:"لقد أصبحت سفينتنا عاجزة عن العمل" وقتل ثلاثة من رجالنا كما جرح ثمانية آخرون, أما نحن فقد أجبرنا على الاستسلام وقد اقتادونا جميعا إلى السجن. وهناك أبقاني قبطان سفينة القراصنة خادما في منزله كعبد رقيق, أما باقي رفاقي فقد أخذوهم إلى قصر الإمبراطور في داخل البلاد.لم تكن معاملة سيدي الجديد قاسية كما توقعت من قبل حيث كانت مهارتي في صيد السمك سببا جعله ينظر إلي بعطف , لقد جهز قاربا من قوارب السفينة الانكليزية ببوصلة وغرفة صغيرة ولم يكن يذهب للصيد أبدا...دون أن يأخذ معه مؤونة تكفيه عدة أيام, وحدث أن تمكنت من الهرب في هذا القارب بعد سنتين من الأسر وبعد كثير من المغامرات قمت بها على شاطئ جنوب إفريقيا, التقطتني سفينة برتغالية كانت متجهة إلى البرازيل وكنت محظوظا من ناحيتين: الأولى عندما أنقذتني السفينة ,والثانية عندما عقدت صداقة مع الربان البرتغالي والواقع أنه لا يمكنني أن أعبر عن شكري العظيم لذلك الرجل على المعاملة الكريمة التي غمرني بها, لقد كان عطفه ومساعدته لي ها اللذين مكناني من امتلاك مزرعة لقصب السكر في البرازيل حتى لم يمضي بضع سنوات إلى وقد كوفئت بنجاحي هذا على متاعبي السابقة. |