رد: قصة روبنسن كروزو......قصة حقيقية وجميلة جدا * الرحلة الثانية: صرت الآن رجلا ثريا وصاحب مزرعة للسكر في البرازيل, لم أكتف بهذا بل تعلمت اللغة هناك جيدا وأقمت لي صدقات مع أصحاب مزارع السكر الآخرين, وكنت أثناء حديثي معهم أصف لهم أحيانا مغامراتي السابقة إلى شواطئ غينيا ونوع التجارة مع الزنوج هناك وكم كانت سهلة مقايضة بضاعتهم وهم على الشاطئ مقابل أشياء تافهة كالقلائد’والدمى’والسكاكين’ والمقصات’ والفؤوس’ وقطع الزجاج, ولم تكن بضاعتهم غبار الذهب والعاج فقط, بل الرجال الزنوج أيضا ليعملوا في مزارع السكر في البرازيل. كانوا دائما ينصتون إلى أحاديثي بانتباه كبير كلما تحدثت عن هذه الموضوعات وبوجه خاص عندما كنت أتحدث عن شراء الزنوج. لم تكن تجارة الرقيق سائدة في ذلك الحين بشكل واسع, ولكنها موجودة على كل حال, ولما كانت مثل هذه التجارة إنما تتم بموافقة ملوك اسبانيا والبرتغال, فقد كانت جميع أرباحها تعود إلى خزينة الدولتين. وذات يوم كنت برفقة بعض التجار وأصحاب المزارع الذين أعرفهم جيدا,فتحدثنا عن هذه الأشياء كثيرا,وفي صباح اليوم التالي حضر ثلاثة منهم إلى منزلي وأخبروني أنهم يفكرون بجد في ما ذكرته لهم مساء البارحة وأنهم الآن هنا ليتقدموا بعرض سري. وبعد أن جعلوني أعدهم بأن لا أفشي سرهم لأحد أخبروني أنهم على استعداد لتجهيز إحدى السفن للذهاب إلى شواطئ غينيا, لقد كانوا يملكون مزارع سكر مثلي وكانوا يجدون صعوبات جمة في العثور على العمال, كانوا أوروبيين, والأوروبيون عمليون, فلا يهمهم إلا مصالحهم. لم تكن المتاجرة بالرقيق ممكنة بشكل مكشوف فإذا أحضروهم فلن يتمكنوا من بيعهم علنا لذا فقد أرادوا القيام برحلة واحدة, على أن ينزلوا الزنوج بطريقة سرية عند عودتهم, ومن ثم يقتسمونهم للعمل في مزارعهم. وكان سؤالهم: هل أنا مستعد لمرافقتهم في هذه الرحلة إلى شاطئ غينيا؟ وأن أكون مسؤولا عن أعمال المقايضة مع الزنوج؟ وقد قدموا لي عرضا مغريا أنال به حصتي من الزنوج دون أن أدفع به شيئا من نفقات الرحلة. كان العرض عادلا ويجب أن أعترف هنا أنه لو كان قد قدم إلى أي شخص آخر لا يملك مزرعة يحب الاهتمام بها.بعد أن أصبحت كبيرة ومزدهرة لكان الأمر يختلف, أما أن أفكر أنا. صاحب المزرعة التي تدر علي ربحا كبيرا فإن ذلك أكبر عمل جنوني يرتكبه إنسان. ولكني مع ذلك انجرفت مع نزعتي للسفر بدلا من تحكيم عقلي, وهكذا فقد استعجلوا سفري وتم تجهيز السفينة لهذه الرحلة وتحميل البضاعة وقد جرى كل شيء حسب الاتفاقية التي أبرمت مع شركائي في الرحلة ومن ثم صعدت إلى السفينة في ساعة مشئومة في اليوم الأول من سبتمبر1659. كانت حمولة سفينتنا تقارب المائة وعشرين طنا, وكان على ظهرها ستة مدافع وأربع وعشرين رجلا إلى جانب الربان وخادمه وأنا, لم نكن نحمل بضاعة كثيرة غير حاجات كانت مناسبة لمقايضتها مع الزنوج كالقلائد وقطع الزجاج والصدف وأشياء أخرى مختلفة كالمرايا والسكاكين والمقصات والفؤوس وغيرها. بدأنا الرحلة في نفس اليوم الذي صعدت فيه إلى السفينة, واتجهت السفينة شمالا بمحاذاة الشاطئ على أمل الاتجاه شرقا نحو الشاطئ الأفريقي عندما عشر عقد أو اثنتي عشر عقدة إلى الشمال من خط الاستواء كان حار جدا على طول الطريق المحاذية للساحل البرازيلي إلى أن وصلنا رأس أوغسطينو ومن هذه النقطة أبحرنا نحو عرض البحر ولم نعد نرى الأرض وأخذنا نسير وكأننا متوجهين إلى جزيرة فرناند دي نورونا. وبعد حوالي اثني عشر يوما كنا قد اجتزنا خط الاستواء وأصبحنا حسب تقديراتنا على سبع درجات إلى شماله عندما هبت علينا عاصفة شديدة حملتنا إلى حيث لا أدري |