لمسة قلبٍ حلمت بها منذ مدة - وبخشية شديدة حوَّلتُها اليوم إلى حقيقة ، اكتشفت معك منها ان اللغة الأهم التي يجب ان يتقنها جميع البشركما أتْقَنتها أنت هي... لغة الحُب
عرفت انك اكبر من ا ن أصفك أنا,أو أن أُرَصِّع بذِكرك السُطور ,
فلست بحاجة إلى أن يحدد ملامحك احد
اكتمال شخصيتك كاكتمال القمر , كلما تناقص شكله وانحسر .أحس الساهرون بأن السواد يلفهم , ويشدهم ليتمسكوا بضياءه من جديد
ينتظرون عودة ذاك السحر المُعَشَّقِ بضيائك ليحرك الشعراء والعشاق , ويشد معه أول العاشقين , ذلك العاشق الذي لمس حقيقة قلب القمر وتحرك إليه مدا وجزرا , حبا وشوقا
ذلك القمر تكور في الشفاه اللطيفة الرقيقة ، ذلك القمر ذو الرماح السُّمر الصَّلبة ، التي استمدت عودها من أشجار كثيفة الظل عذبة الحياة..
كيف يكون لموج البحر أن لا يعشق القمر ويحتفظ بصورة وجهه داخل صفحات قلبه التي أضاءت من جديد
لمسة قلبٍ حلمت بها منذ مدة اكتشفت منها أن الموج والقمر وجهان مترافقان في كل صور العشق ،رغم بعد مسافتيهما ، فكلاهما يتمنى ان يلامس قلب الآخر
*** إن دققت النظر : ستجد أن موج البحر يعكس صورة القمر ويحتفظ بملامحها كلما ظهر – ويتحرق شوقا ليبوح له بالفرح العارم لظهوره ,والقمر يحاول كل يوم عند بزوغ الشمس ,أن ينام في حضن البحر -ولكن دون جدوى ,فالقدر أبعدهما رغم طاولة العشق التي تحلقا حولها
لكن – يا ترى – من عشق الآخر أكثر – البحر ام القمر – ومن الذي أثر في الآخر وجعله يعشقه –؟؟؟
تأثيرات القمر امتدت الى كل كائن في هذا العالم – امتدت الى الطيور وامتدت الى الصخور – فالكل تأثر بجماله وبهاء سحره –
لكن من عشق القمر هو موج البحر وحده فقط – بل كان الأكثر عشقا لإشعاعاته الخفية – لأنه تمنى – بل جعل من نفسه عبدا وتابعا لأنغامه -
-عزفا مع بعضهما لحنا من التآلف والمودة ليس له مثيل –
عندما غنى القمر ، امتد البحر في تأوهات غرام ليلية تنفيذا لأوامر المحبوب – كان ينتظرها كل ليلة ليُرقِصَ مده وجزره على ضوء ساحر بريء ابيض – ليتحول رقصه إلى تناغم بين الطرفين
– سبحان الله فهما عاشقان يحملان فرح الحب وملامح النور – عاشقان يشتركان بأحلام بعيدة المنال - لم يكتب لهما التوحد يوما –
كانا يشكلان إلهاما لحب يفتقدانه - لن يكتب له أن يرى النور يوما –
رغم هذا -- قرر البحر منذ اللحظة الأولى أن يرسل لحبيبه همساتٍ تحمل الخير والمطر
– فكانت رسائله غيمة نمت وتشكلت من عرق الولَه الذي طواه داخل أعماقه منذ ولادته
– غيمة أرسلها لتصعد إلى مستوى لا يستطيع هو بلوغه – فحبيبه– قريب الصدى – لكنه بعيد المدى –
أرسلها لتصعد للقمر لعله يفتخر يوما بأن رسالته قُدِّرَ لَها أن تلامس أحجار جسد قمره المتألقة – بلمسةٍ يعبر فيها عن رضاه
بأن يبقى سعيدا بهذه اللمسة –
رضاه بأن يبقى بعيدا يمارس دوره كتابع للحبيب – ينتظر بزوغ وجهه الأسمر المشرق بالنور –
يبقى طوال العمر يعبر عن تبعيته وولائه له من بعيد – تارة بمد وأخرى بجزر – وتراه حريصا كل الحرص أن لا يؤذي صورة القمر
فبالله – أمثل هذا العشق عشق – سبحان الله الذي جعل الحب في كل شيء وزين به الوجود