مثلما ينبلج الفجر من أشد ساعات الليل حلكاً ,, مثلما الشمس تشرق كل صباح يرافقها الأمل بيوم جديد ,, كثيرة هي عوامل استنهاض الهمم ...
وأهمها لقاء الشباب والحوار معهم , إنه المحرك لعوامل نفسي التواقة لتقديم ما أملك لخدمة المجتمع , وتجديد الحياة .. إنها المولدة لشحنة كهرومغناطيسية ,, تستفز خلايا جسمي المختصة بالعقل والفؤاد , نتج عنه إحساس بالنشاط بعد مرحلةٍ من الخمول كادت تقضي على مخزونها الفكري وتبدد قواها الحية ..
اعتقادي جازم وثقتي كبيرة في إمكانيات الشباب وكفاءتها على إنجاز المستحيل وتحويل النظريات إلى واقع محسوس تتمثل في سعيها الدؤوب والمتواصل لتحسين الحياة ورفع مستوياتها وبلوغ حياة راقية تليق بهم ويليقون بها ...
إن الرد على أزمة الجفاف وقلة الموارد بالانتقال إلى بيئات جديدة أغلبها صحراوي حار هي مختلفة كلياً عن طبيعة بيَئهم الجبلية الباردة , حيث استطاعوا التكيف مع الحر الشديد والتأقلم مع عقليات مختلفة فكانوا أهلا للاستجابة وتحمل المسؤوليات وشق دروب الحياة الوعرة والشاقة ...
بعد هذه المقدمة أنتقل إلى جانب حيوي أساسي في الحياة واستمرارها على أجمل صورة خلقها الله وأرادها للذين يعملون بالمواهب التي منحهم الله إياها ,, ألا وهو الاقتصاد وشرطه الأساسي الإنتاج ..
فإذا كان الاقتصاد ومهما اختلفت نظرياته ومشاربه يبقى عصب الحياة ومحرك القوى ومفجر الطاقات,,, وكل فرد يريد أن يكون شريكاً فعلياً بالإنتاج عليه أن يكون منتجاً بطريقة من الطرق ,, والمسؤولية الأكبر على الذين يسعون لتحسين الحياة ورفع مستوياتها وتحويل كثير من كمالياتها إلى حاجات ,,! وهم المنتجون الحقيقيون العاملون على زيادة الإنتاج ,, وهم كثر في محيطنا الاجتماعي ,,,
فشبابنا طموح مغامر وأغلبه يسعى بجد لزيادة الإنتاج وعدالة وتوزيع الغنى ... وإن كان هناك رغبة لدى الغالبية أن يكون هو الأفضل فهذا حافز إيجابي إن لم يرافقه مساعٍ لتحطيم الآخر وتعطيل أعماله بقصد الإضرار به .. يجب أن يكون التنافس شريفاً ومشروعاً وغير مؤذي ...
فحب الظهور والتفوق مرافق لحياة الأفراد وهو محفز للأفراد وهو كالحرية تتوقف حرية الفرد عندما تبدأ حرية الآخرين ,,,
والسؤال المطروح كيف تستطيع الارتقاء بحياتنا وخلق القدوة الحسنة للأجيال القادمة ...؟
الجواب : نحن بحاجة ماسة لإيجاد الروابط المجمِّعة والموحدة لقوانا المبعثرة , وهذه لا تنضج إلا بالحوار وإبداء الرأي الحر , وشرطها حب الخير للجميع ,, وأعلاه الأثرة ( يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) ,, وبعض عناصر نجاحه الثقة المبنية على الوضوح والجلاء الموثقة بالعهود والعقود والشهود .
ولكي نحول جهودنا إلى مقاصدها وأهدافها لا بد من وضع الخطط القابلة للتنفيذ مع احترام الوقت المطلوب لإنجازها دون تركه نافذة مفتوحة لهبوب العواصف ,, مع الإيمان والإصرار على نجاحه .. فكل تجمع شبابي اقتصادي يرمي لتطبيق تجميع طاقاته وفق الأنظمة المرعية للبلد الذي يعمل به يتحول إلى قدوة ومحرض للآخرين على تقليده ويصبح أنموذجاً حياً يُسهم بتطوير الأساليب والوسائل المحققة لطموحاتهم وأغراضهم وغاياتهم الخيِّرة ...