كيف تصل إلى الله
نلتقي واياكم في سلسلة
للشيخ عبد الحكيم حاج عثمان
مدرس القرآن الكريم بمعهد الفتح الاسلامي بدمشق أطال الله عمره
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين يامن بابه مفتوح للطالبين وجنابه مبذول للراغبين وفضله ينادي يا غافلين وإحسانه ينادي الجاهلين فاخرجوا من دائرة المذنبين وبادروا مبادرة التائبين وتعرضوا لنسمات الرحمة وتخلصوا من كربكم وسارعوا إلى مغفرة من ربكم
أما بعد :
قال تعالى {واسجد واقترب}
وقال النبي محمدا صلى الله عليه وسلم:[أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء]
هناك كنز عظيم وخير عميم منحنا الله إياه من أجل أن نحقق به سعادتنا في الدنيا والآخرة ولكني رأيت كثيرا من الناس حتى الملتزمين منهم في غفلة عن هذا الكنز المبارك هو السجود بين يدي الله فهو مفتاح قضاء الحوائج ونيل الرغائب والباب الذي يوصلك إلى الله ولكنك ترى للأسف كثيرا من الناس لا يعرفون السجود أصلا وبعضهم يسجد لله تعالى لكن دون اتقان
وقليل ممن يسجد لله حقا ويعلم أهمية هذه الشعيرة ويعطيها حقها وأدبها الذي يرتقي بها ويقربه من ربه تعالى
أهمية السجود:
إن الله تعالى ذكر في القرآن الكريم عدد من الايات التي تحض على السجود وبأساليب متنوعة وأن كثرة ذكرها تدلك على أن الله يريدك أن تسجد له في كل حالاتك وهيئاتك فإذا كنت مسرورا فاسجد شكرا وإذا كنت حزينا فاسجد شاكيا واذا كنت في حاجة فاسجد طالبا وإذا جاءك خير أو منصب أو جاه فاسجد متذللا واسجد متواضعا واسجد محبا واسجد متقربا واسجد في كل أحايينك وأحوالك بحسب ما يفتح الله عليك من المعاني التي تشعربها وأنت تسير إلى ربك مترقيا فإنك
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم[عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئه]
وقال أيضا والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الحرب ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها ]
والملاحظ في هذا الحديث أنه أكد على الصلاة دون العبادات جميعا ليثبت أهمية هذه الشعيرة المباركة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وإلى لقاء جديد لنتابع به هذه السلسلة
نبين فيها من يسجد لله ومن لا يسجد