عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-20-2009, 11:26 PM
 
::المجالس بالأمانة ::

بسم الله الرحمن الرحيم





المجالس بالأمانة


من الناس من يحضر المجالس فلا يراعي حرمتها، ولا يحفظ حقوقها، بل تراه يسرد أخبارها، ويفشي أسرارها.

وهذا ضرب من ضروب الخيانة، ومظهر من مظاهر الإخلال بالأمانة، فكم من حبال تقطَّعت، وكم من مصالح تعطَّلت؛ لاستهانة بعض الناس بأمانة المجالس، وذكرهم ما يدور فيها.


فالمجالس لها حرمات يجب أن تُصَان، ما دام الذي يجري فيها مقيدًا ومضبوطًا بقوانين الأدب وشرائع الدين.

أما إذا كانت المجالس مجالس خنًا وزورٍ، تُزَاول فيها المنكرات، وتُشْرَب فيها الخمور، وتُسْفَك فيها الدماء المحرمة، ويُمْكَر فيها بالأبرياء، ويُخَطط فيها للفساد؛فلا حرمة لها، وعلى كل مسلم شهدها أن يسارع للحيلولة دون الفساد جهد طاقته.

قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (المجالس بالأمانة، إلا مجلس سفك دم حرام أو فرج حرام، أو اقتطاع مال حرام

ومن الإخلال بأمانة المجالس أن يُفْشي المرء سر صاحبه إذا جلس إليه، وأفضى إليه بمكنونه، وأشعره بأنه لا يحب اطلاع أحد عليه.

فإفشاء السر من الأخلاق المرذولة، وهو مركب من الخرق والخيانة، فليس بوقور من لم يضبط لسانه، ولم يتسع صدره لحفظ ما يُسْتَسَرُّ به قال-عليه الصلاة والسلام-: (إذا حدث الرجل ثم التفت فهي أمانة).

قال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن كعب القرظي: أي خصال الرجل أوضع؟
قال: "كثرة كلامه، وإفشاؤه سره، والثقة بكل أحد


قال الشيخ ابن السعدي-رحمه الله-: "كن حافظًا للسر، معروفًا عند الناس بحفظه، فإنهم إذا عرفوا منك هذه الحال أفضوا إليك بأسرارهم، وعذروك إذا طويت سر غيرك الذي هم عليه مشفقون، وخصوصًا إذا كان لك اتصال بكل واحد من المتعادين، فإن الوسائل لاستخراج ما عندك تكثر وتتعدد من كل من الطرفين، فإياك إياك أن يظفر أحد منهم بشيء من ذلك تصريحًا أو تعريضًا.
واعلم أن للناس في استخراج ما عند الإنسان طرقًا دقيقة، ومسالك خفية، فاجعل كل احتمال-وإن بعد- على بالك، ولا تؤتَ من جهة من جهاتك، فإن هذا من الحزم.
واجزم بأنك لا تندم على الكتمان، وإنما الضرر، والندم في العجلة، والتسرع، والوثوق بالناس ثقة تحملك على ما يضر
منقول
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس