الموضوع: جدد حياتك :
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-21-2009, 11:55 PM
 
Wink جدد حياتك :



كثيرا ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته ، و لكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة ، كتحسن في حالته ، أو تحول في مكانته
وقد يقرنها بموسم معين ، أو بمناسبة خاصة كعيد الميلاد أو غرة العام مثلا .
وهو في هذا التسويف يشعر بأن رافدا من روافد القوة المرموقة قد يجيء مع هذا الموعد ، فينشطه بعد خمول و يمنيه بعد إياس .
و هذا وهم . فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيئ من داخل النفس .
و الإنسان المقبل على الدنيا بعزيمة و بصر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت ، و لا تصرفه وفق هواها . إنه هو الذي يستفيد منها ، و يحتفظ بخصائصه أمامها ، إنه يقدر على فعل الكثير دون انتظار أمداد خارجية تساعده على ما يريده .
إنه بقواه الكامنة ، و ملكاته المدفونة فيه ، و الفرص المحدودة ، أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبني حياته من جديد .
لا مكان لتريث ، إن الزمن قد يفد بعون يشد به أعصاب السائرين في طريق الحق .
لا تعلق جياتك على أمنية يلدها الغيب ، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير .
الحاضر القريب الماثل بين يديك ، و نفسك التي بين جنبيك ، و الظروف الباسمة أو الكالحة التي تلتف حواليك ، هي وحدها الدعائم التي يتمخص عنها مستقبلك . فلا مكان لإبطاء أو انتظار ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) .
و الليل و النهار مطيتان فأحسنوا اليسر عليهما إلى الآخرة .
و احذر و التسويف فإن الموت يأتي بغتة .
و لا يغترن أحدكم بحلم الله عز و جل .
ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين و الآخر ، و أن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها و آفاتها ، و أن يرسم السياسات القصيرة المدى و الطوبلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التي تزري به .
ملاحظة : هذه الكلمات من كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي لمن يحب أن يطلع على الكتاب ، راسلوني على :
أرجو أن أحظى باحتراوكم و تقديركم .

4omrimimi@gmail.com
رد مع اقتباس