(أشجان أدبية)
* في بداية علاقتي بالشعر كنت جالساً مع الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي، وسألته: هل صحيح بأن العشماوي لا يفقه شيئا في البحور الشعرية؟!
فكانت إجابته موافقة لكلامي ولكن ليس على الإطلاق طبعاً.
* التعرف على الكسر في القصيدة من جرسها عند القراءة قد لا يظهر العيوب الخفية - في نظري القاصر- وإن كنت ممن يستخدم هذا الأسلوب.
* كانت بدايتي مع الشعر قبل أكثر من (15) عاماً- وإن كنت لا زلت اعتبر نفسي لم أبدأ بعد- كتبت حينها قصيدة (ترانيم) والتي حازت على إعجاب الكثير بفضل الله عز وجل، ولعل هذا ما يجعلني أكرر بأن الشعر موهبة أكثر منه وسيلة أو أداة وصنعة.
* كان الفضل - بعد المولى عز وجل - في تشجيعي على كتابة الشعر هو الأستاذ الشاعر/ محمد فرغل (شاعر قوافل الشهداء)،،،
* الوزن أو البحور الشعرية -في نظري القاصر- أرى أنه للشاعر أن يختار الوزن الذي يجد فيه شعره نفسه، بمعنى أي بحر كان ولكن احذر من السراب.
* جلست مع بعض نقاد الشعر، فتخيلت أنهم من ( الجزارين )، وجلست مع غيرهم فرأيته يعامل أصحاب النصوص التي لا تستحق إلا أن يطلق عليها بأنها كلام مسجوع، وكأنهم فلتات زمانهم في الشعر، فالتوسط والمنهجية في مثل هذه الأمور مطلوب.
* أما من ناحية صناعة الشعر: ( فبيني وبينكم)، قمت بمعارضة بعض النصوص التي وجدت فيها نفسي، ولكن وبالتجربة ما كتبته وكان من أعماق القريحة كان هو صاحب السطوة.
* بخصوص السجن الانفرادي لبعض النصوص الشعرية فهو حاصل ولكن في نطاق ضيق جدا، وخصوصاً ما يطلق عليه شعر الغزل، لماذا؟! - بكل بساطة- (كفانا!!).
* الانتماء للسلك الشعري: أرى أنه إذا وجدت الأداة والموهبة فحاول واقرأ ثم اقرأ وبعدها حاول وبينهما اقرأ... وبإذن الله ستصل إلى مرتبة سفير في السلك الشعري، أما إذا وجدت الأداة دون الموهبة: فقدم على وظيفة ناقد، وإذا كانت الموهبة دون الأداة فهنا يكون العلم بالتعلم.
=======================
وهذا الحوار الافتراضي نشرته قبل فترة - ورأيت برأيي القاصر- إعادة نشره:
(( ما وراء النص !!! ))
في مجلة عربية مشهورة ، يحرص على مطالعتها العوام قبل الخواص ، وجدت هذه الأسطر المسماة ( قصيدة ) تحت عنوان : (( بيارق الفضيلة))
فقلت في نفسي : ما أروعه من عنوان ، وبدأت أقرأ :
لا تثقبي رئتي يا نفسي الحزينة ....
اشمخي بعنفوانك عالياً .....
دعيه يرتقى ترقوة العنقاء .....
ولا تتشبهي بنؤنؤة النملة ....
تجاوزي حدود الانفصالية .....
وترقبي دهدهات الفرح
قطعت القراءة ، وقررت أن أقابل صاحب هذا النص ، والذي وقّع تحت هذه الأسطر بعبارة : ( الشاعر : ......... ) !!!
وتيسر لي اللقاء بعد عدة أشهر ، وبعد حجز موعد مسبق ، عن طريق منسق مواعيد سعادة الأستاذ الشاعر !!
- بادرته بالكلام :
لقد قرأت لسعادتكم بعض الأسطر ، وأظن أن المحرر قد أخطأ ونشرها تحت مسمى
( قصيدة ) ، ولا ...
- قاطعني قائلاً : أتهزأ بشعري ؟!!
- قلت : أبداً _ وأخرجت ورقة من جيبي _ أنا أقصد هذه الأسطر ، وقرأتها عليه .
- فضحك بسخرية ثم أردف : وهل تسمي هذه اللآلئ الشعرية أسطرا ؟!! نعم هي شعر ، بل أعذب الشعر .
- تلعثمت وارتسمت على وجهي معالم الحيرة .
- ثم قال لي : يا بُني ، تعلّم ، فنحن نرنو ونسعى إلى ما وراء النص .
- قلت : ما وراء النص ؟! - وأخذت أقلب الورقة وأنظر خلفها
- ففهم ما أقصد وقال : الجاهل عدو نفسه .
- فقلت له : عذراً يا أستاذ ، فإن كان هذا الذي بين يدي علماً ، فالجهل به أسلم .
- قال : ماذا تقصد ؟
- قلت : أقصد أن هذه المجلة يطالعها عدد لا بأس به من شرائح المجتمع ، فلما لا نخاطب الناس بما يناسب عقولهم وفهمهم ، بدلاً من هذه ال ...
- فقاطعني – بغضب - : بدلاً من ماذا ؟!! وعليك أن تفهم بأن العروض ليست حكراً على أحد .
- فقلت له : هذه دندنة معروفة ، وعموماً ، أشكرك على بِراكك دحابير النوى!
- فقال : وما هذه أيضاً ؟!! استهزاء أم شتم ؟!!
- قلت : أبداً ، أبداً ، فأنا أشكرك ولكن بلغة ( ما وراء النص ) !!!
=======================
(قصص قصيرة جداً)
°آلمتني قصة قصيرةجداً، يقول صاحبها:
صرخ في وجهه أمام التلاميذ وقال : يا غبي ألا تعرف ماذايعمل والدك..؟! رفع الطفل رأسه وقال : بلى إنه نائم في قبره .
°بين الشغاف والسويداء... نبتت زهرة... سقاها من الوريد.. كبرت وكبرت.. ثم اخترقت صدره...فمات!!
=======================
(أقِلوا عليَّ...!!)
يلومني الكثير حينأستخدم ألفاظاً دارجة وسهلة في الشعر!! وأنا وهم في أخذ ورد، هل يلزم لجودة الشعرالتشدق والتقعر بوحشي الكلام؟!! لا أدري...! ربما..، ولعلك سمعت "بأعقد بيت قالتهالعرب":
قال المتنبي في قصيدته الرائعة والتي مطلعها:
مغاني الشعب طيباً فيالمغاني... بمنزلة الربيع من الزمان
-وإلى هنا ما أعذب وأسهل هذه الألفاظ،ولكن اقرأ التالي، قال:
فما يُسمى كفّنا خسر مسمٍ...
ولا يُكنى كفنّا خسركانِ
وشتان بين البيتين..!!
=======================
حامد كابلي