الموضوع: كف العفريت !!
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-24-2009, 07:05 PM
 
Post كف العفريت !!



جالساً مع صديقى على قهوتنا المفضلة التى تطل على النيل ، وجدته يمصمص شفتاه متحسراً : آة .
أجبته : ألف آة منى ومن غير إستفهام .
نظر متألماً : والله ياأخى حال البلد أصبح مش معقول .
تلفت حولى وخفضت الصوت : ماتشوف موضوع تانى ياصديق !
هز رأسه : حتى أنت تخاف ؟
أثارتنى الكلمة فنفضت رأسى : أخاف .. لأ أنا مش عايز فضايح خاصة إن أحنا على قهوة عيون العرب والموضوع هايبقى مشاع !
أردف : الموضوع أكبر من كدة يابو آدم ، أنت مش شايف حال البلد بقى عامل إزاى سيبك من السياسة والإقتصاد والإجتماع وكل البلاوى المكلكعة . أنا بتكلم على الناس اللى اتغيرت !
تنهدت : فسر أكثر وبدون مواراة.
تعصب فجأة : أفسر إيه بس ؟؟ أنت عايز تفسير أنت مش شايف أنواع الجرائم بقت عندنا إزاى ؟؟ أنت مش شاف الفساد المجتمعى وصل لحد فين ؟؟
أول مرة فى التاريخ فى منطقتنا يابو آدم نسمع عن حالات تحرش جنسى جماعى وفى عز النهار !
أجبته : الأمر كارثى فعلاً ياصديقى وأنا لاأصدق مايحدث هذا أن يسير شارع بأكمله من الشباب ، العشرات يتحرشون بلا رقيب ولا حسيب وبدون تدخل من أحد كبير أو صغير.
نفض رأسه بقوة : كان زمان إن فعلها واحد نهض البقية عليه ينهوه ويأدبوه ، كان الشاب لديه النخوه إن فعلها حتى أحد أصدقاؤه مجرد المعاكسة باللفظ وليس الفعل نهض يتقاتل من أجل بنت حتته أما الآن يتولى هو معاكسة بنت حتته .
مططت شفتاى معقباً : ثم أن مايحدث غير معقول مجموعة يبدأون التحرش فتقوم مجدموعة أخرى بدلاً من نهيهم بتكملة مابدأوه ، الأمر جداً خطير وغير مفهوم !!
صرخ فى عصبية : غير مفهوم إزاى .. ألا ترى كل الإباحية المنتشرة فى القنوات الفضائية وعالم الإنترنت بلا رقيب ولاحسيب ! ألا تفهم أن هذا هو ماأخرج هذه الإباحية والفسق إلى الشوارع والأرصفة .
أجبته مهدئاً : أخى الكريم ، إن كان هذا فى اعتقادك مافعل هذا فهل سمعت عن أحداث مثل هذه فى الدول المجاورة وهى تسير على مماثلة نهجنا وعندهم ماعندنا من الفضائيات والمواقع الملعونة ولا يحدث عندهم مثل هذه الأشياء .
أجاب : ربما يحدث ولايعلنون.
أجبته : ياأخى هذه أشياء لايستطيع أحد حجبها
رد فى سخرية : إذن ماالسبب فى رأيك أيها العبقرى
هززت رأسى مسروراً بكلمة العبقرى وتعاميت عن السخرية : انظر صديقى العزيز فى رأيى أن المصريين هم الشعب الوحيد الذى يقع تحت ضغط غير مسبوق من وسط كل شعوب العالم فمع الضغط السياسى والإجتماعى والإقتصادى والبيتوى والخارجى وكل الجهات فالشعب هنا لايجد ماينفث به عن أحاسيسه أنا فى نظرى أن الشعب الفلسطينى والعراقى فى ظروف أحسن منَّا.
قاطعنى فى حدة : ياراجل إتقِ الله.
أشرت بيدى ليصمت : وأكملت هناك ومع مايحدث لهم أعانهم الله عليه فهم مجتمعون على هدف أكبر من ضوائقهم مجتمعون على دينهم وتحرير وطنهم وهذا يدفعهم إلى الترفع عن الدنايا بل ويدفعهم للتقرب من بعضهم والشعور ببعض أكثر مننا الآن .. صدقنى نحن كنا أكثر فيما مضى ،
عقد حاجبيه مشيحاً بكفه : وماتأثير هذا على مانحن فيه .
أشرت له ثانيه ليصمت : ثم يجىء المر الأهم أن الشباب كله لم يعد يشعر أنه ينتمى لهذا الوطن ، هذا الوطن لم يعد يلبى إحتياجات الكثيرين ومع ذلك يضغط على الجميع مع أن أمورك كلها تسير بالكوسة وبالمحسوبية ومع أنك تؤدى ماعليك إلا إنك لاتحصل على حقوقك ، وهذا سيؤدى إلى ثورة شاملة فى هذا البلد عن قريب إن إستمرت الأسباب فى التزايد أو حتى الإستمرار.
نظر إلى النيل مُعقباً : وماالحل فى رأيك ؟
أجبته وأنا أهز كتفى : لاحل الآن .. فهى دائرة معقدة تبدأ من الكبار وتنتهى بالصغار أصبح الكل يشارك فى الخطأ ، كل من له مقدرة على الخطأ يسارع بأن يفعله على قدر مايستطيع .
إعتدل فى مجلسه وقطب جبينه فى حدة وأهمية وتحدث بكل جدية : هذه البلد أصبحت على كف عفريت !
إعتدلت أنا أيضاً وتحدثت بنفس الجدية بل وأكثر : ومادامت البلد على كف العفريت فماذا يوجد على الكف الآخر للعفريت أو ماذا يفعل العفريت بكفه الآخر إذاً ؟؟!
رد مع اقتباس