06-28-2009, 04:27 PM
|
|
عصر الخوف بسم الله الرحمن الرحيم في العام الماضي دعى بعض الشباب ( و ربما غيرهم ) إلى إضراب عام في البلاد , إضراب إعتراضا على أشياء كثيرة و لكن لتحديد تاريخه لجأ منظموه لربطه بإضراب آخر أعلن عنه و كان ذلك الإضراب لعمال المحلة الذين كانوا يطالبون بما يعتقدون أنه حق لهم . و جاء اليوم و أضرب من أضرب و عمل من عمل و لكن كان في ذلك اليوم مفاجأتين , الأولى أن هناك من أضرب فعليا و هناك من تظاهر (بدون تفصيل لأنه ليس الموضوع ) فكانت مفاجأة لمن تشككوا في قدرات الجماعات البسيطة اللتي لا تحمل أي أجندة معدة مسبقا و و المفاجأة الثانية كانت بأن هناك من أعترض على الإضراب أساسا ووصفه بالمضر , ولم يكن هؤلاء من السلطات بل كانوا من عامة الشعب الذي هدف الإضراب بالمطالبة بحقوقهم , لم يناقشوا أو ينقضوا التنظيم أو واقعية المطالب و ما إلى ذلك بل مجرد أبدوا إعتراضهم و إسيائهم من الإضراب .
في العام الماضي أيضا , و سبقه بأعوام أخرى قامت مظاهرات , منها السلمي و منها ماتطور لأي سبب من الأسباب لغير ذلك , و أيضا كلما قامت مظاهرة نرى نفس المفاجأتين , جماعة بدافع شخصي أو مهني أو حتى تفريغ شحنة من الكبت شاركوا بها , و بعض آخر إعترض عليها و هاجمها .
و أحداث كثيرة صارت متكرة منذ فترة ليست بطويلة , و لكن جميعها أشتركت في نفس الأمرين ...المشاركة و الإعتراض. بالأمس دعى الصيادلة لإضراب يستمر لأكثر من يوم بتنظيم جيد إعتراضا على ضريبة تعسفية ( كما يصفونها و هم أدرى بشؤونهم ) و لكن أيضا ظهر المعترض الرافض , على الرغم من ان قليل من البحث يكشف ان الإضراب هو لساعات محدودة و يليها فتح الصيدليات بصورة طبيعية مع بقاء الصيدليات الحكومية و صيدليت المستشفيات الحكومية عاملة بشكل طبيعي , إذا لماذا الإعتراض على من يطالب بحقة بشكل من الأشكال !
فمنذ أشهر سبقهم لذلك ( أو حاولوا ) الأطباء و أيضا ظهر نفي الإعتراض فماذا نفعل دون أطباء , ظهر التساؤل أيضا على الرغم من ان الامر أيضا كان منظما .
بعيدا عن كل تلك الديباجة , أعتدنا منذ زمن على نظرية المشي جنب الحيط و يبدو أننا مازلنا كذلك و فكل ما سبق من أحداث و غيرها رفضها البعض بل و رفض بعضها علماء الدين ( و جميعنا يعلم الأسباب ) , و لكن أليس هذا خوفا .
خوف من كل شيء و أي شيء , حتى البسيط من الأمور السلمية , سمعت أحد الأطباء المحترمين في أحداث غزة يقول " المظاهرات قد تنجخ في أوسلو و لندن و لكن ليس هنا " أعجبني كلامه لأنني أدرك أن هناك مناطق التأثير الفعلي و لأن هناك لمثل هذه الأمور قيمة, و لكن عدت و فكرت و رفضت ما قال .
فنحن من تسبب في إنعدامية دورنا كمجموع , نفضل الحديث على العمل فيكثر الحديث و يضيع العمل , نؤثر السلامة على الملامة , و الأدهى أننا أطلقنا على خوفنا مصطلح " الصالح العام " .
أن أرفض إضراب من يطالب بحقه هو مصلحة عامة , أن أعترض على التظاهر هو مصلحة عامة , أن أظل خائفا لا مباليا هو مصلحة عامة, إذا كان كل ذلك مصلحة عامة فما تعريفنا إذا للمصلحة الخاصة !
ليست هذه دعوة للتظاهر أو التضامن أو الإضراب و لا حتى أهدف لذلك من قريب أو بعيد , هو تساؤل عن سلبيتنا المفرطة .
فليس من هذه الأعمال ما يهدف في طبيعته أو حتى في أهدافه للتخريب أو التدمير لانه و ببساطة موجه لمن هو بطبيعة الحال من بني جلدتنا , مجرد محالات لإظهار الإعتراض .
فلسنا مطالبين بالمشاركة و لكن على الأقل من واجبنا ألا نهدم ما يبنيه غيرنا . كتبت هذا الوضوع لأنني قرأت آخر أشار لما معناه أن بلدنا أصبحت أسيرة لتلك الأحداث , و لكن للأسف كلام غير صحيح...فهي أسيرة للخوف
هذا الخوف التراكمي الرافض هو سبب طبيعي و منطقي لأن يكون رد الفعل النهائي التراكمي للفرد عنيف و مدمر و مأساوي ...و غير مبرر إلا بأننا كنا خائفين .
" هناك أشياء كثيرة جميلة في العالم و لكن لن تعرفها إلا إذا خفتها " نقلا عن فيلم كرتون و الله المستعان
منقوووووول |