عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-28-2009, 10:00 PM
 
قالها علي بن ابي طالب لرجل سأله ان يعظه

لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل، ويرجيّ

التوبة بطول الامل، يقول في الدنيا بقول

الزاهدين ويعمل فيها بعمل الرّاغبينن ان اعطي

منها لم يشبع، وان منع منها لم يقنع، يعجز عن

شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي ،ينهي

ولا ينتهي ،ويأمر بمالا يأتي، يحب الصالحين ولا

يعمل عملهم ويبغض المذنبين وهو احدهم، ان

سقم ظل نادما، وان صح امن لاهيا، يعجب بنفسه

اذا عوفي، ويقنط اذا ابتلي، ان اصابه بلاء دعا

مضطرا، وان ناله رخاء اعرض مغترا ،تغلبه

نفسه على ما يظن ولا يغلبها على ما يستقين،

يخاف على غيره بادنى من ذنبه، ويرجو لنفسه

باكثر من عمله ان استغنى بطر ،وان افتقر قنط

ووهن، يقّصر اذا عمل ،ويبالغ اذا سأل ،ان

عرضت له شهوة اسلف المعصية وسوّف التوبة،

وان عرته محنة انفرج عن شرائط الملة، يصف

العبرة ولا يعتبر، ويبالغ في الموعظة ولا يتعظ،

فهو بالقول مدل ومن العمل مقل، ينافس فيما

يفنى، يرى الغنم مغرما والغرم مغنما، يخشى

الموت ولا يبادر الفوت، يستعظم من معصية

غيره ما يستقل اكثر منه من نفسه ويستكثر من

طاعته ما يحقره من طاعة غيره، فهو على

الناس طاعن ولنفسه مداهن ،الّلهو مع الاغنياء

احب اليه من الذكر مع الفقراء ،يحكم على غيره

لنفسه ولا يحكم عليها لغيره، يرشد غيره ويغوي

نفسه، فهو يطاع ويعصي ويستوفي ولا يوّفي

ويخشى الخلق في غير ربه ولا يخشى ربه في

خلقه.
__________________
كسّروا الأقلام ، هل تكسيرها ...... يمنع الأيديَ أن تنقشَ صخرا؟
أغمضوا الأعين ، هل إغماضُها ...... يمنع الأنفاسَ أن تخرُجَ حرّى؟