الذاكرة ممتلئة
المكان مظلم ....
والفكرمشوش...
أأبحر أم أنتظر..
بحثت عن نفسي بين ثنايا الغربة
التي بعثرت كل أجزاء ذاكرتي
أصبحت في فوضى
حتى أمتلات ...
حزن..وألم..ودموع..
والفرح كاد أن يختفي
بين ضغط الليالي الكئيبة
التي أضاعت أجمل أيامي
نعم حزن بكل مكان...
أفكاري مبعثرة بهذا الزمان
سنوات طويلة بعمق لبنان
حتى دفاتري تسلل الألم إليها
إنتظرت ...
ليهطل المطر ويغسل كل حبري الحزين
وليترك بعض أحرفي التي مازالت تنبض بالفرح
والألم أستحل كل الأماكن
لا تفيد عقاقير العالم
ولا أعشاب العطارين
الجسم منهك
والتفكير مشتت
بحثت عن العلاج
وعبثاً احاول
لأن العمر ترك بصماته على جدار الزمن
أحقاً يا مطر تستطيع أن تمسح وتغسل
أوراقي الحزينة
أتعبتني..أنهكتني..
وفاضت الدموع
أكاد أغرق
وحاولت الإبحار كثيراً
لا سفينة تقبل أن تقلني
وتريحني مما أعاني
هناااااك......
بمحطة القطارتركت حباً
ما زال يحرقني
وما زلت أذكر يوم إحترق
لكن رماده بعمقي موجود
حاولت نسيانه
والهروب من تلك الذكريات
كذالك تخونني الذاكرة
أيامي مظلمة..
لا شمعة تظيء المكان
لتريحني...
ويحل النسيان
ليفرغ الذاكرة التي أمتلات كثيراً
أكاد أنفجر
أقترب أكثر
عسى المسافة أمامي تقصر
فالطريق طويلة
قدماي لاتقوى على المسير
تائه ببحر الاحزان
وفاضت الدموع
حتى كاد ينفجر البركان
أأهرب أم أواجه ثورة بعمق الشريان
أكاد أتجمد
أنتفض ......
كعصفور صغير بلل ريشه المطر
ويرتجف من برد الشتاء
الذي أتى مبكراً
يحاول إجتياز العاصفة
لكن......
هكذا أغلب أيامي
ثم يأتي الهدوء بعد العاصفة
لكن للأسف لا يبقى طويلاً
لأن الحياة تأتي وتهاجم كل جسدي المنهك
الذي اضناه البعاد
والشوق والحنين
إلى من تركت هناك
حيث الذكريات الجميلة
وكل شجرة نمت وترعرعت
هناك ما زالت تذكرني
أشعر بندائها
وكل زهرة وفراشة ونحلة
وكل طيور الحقل
مازالت صور بذاكرتي مخزنة
أرفض بإصرار محوها
أو الأستغناء عنها
بها أرتاح واواجه كل التغيرات
التي تواجهني
وتحاول التسلل إلى ذاكرتي الصغيرة
كفى يا قلمي أرجوك .....
تسير على جروحي .....
فذاكرتي متعبة وممتلئة ألم....ودموع....
فهل أجد عندكم بلسم
يخفف معاناتي
ويطفئ شوقي
ويجمع حزني وألمي ودموعي
بصندوق ويرمي به بعمق البحر لأرتاح
ويترك لحظات الفرح تستحل المكان
لأكون أسعد إنسان
ظلمه الزمان
......................................................