أم المؤمنين الأولى خديجة الكبرى زوجة النبي صلى الله عليه وسلم
هي سيدة نساء العالمين ، خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشية الأسدية الملقبة ب( الطاهرة ) وسيدة قريش .
وأمها فاطمة بنت زيد بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي ..
وأمها هالة بنت عبد مناف بن الحارث بن عبد بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي ..
سيدة قريش ولدت في بيت مجد وسؤدد قبل عام الفيل بخمسة عشر عاماً تقريباً ونشأت في بيت طاهر طيب الأعراق على أكمل السير المحمودة وأحسن الأخلاق ، من البيوتات الشريفة في مكة فغدت امرأة عاقلة جليلة ، اشتهرت بالحزم والعقل والأدب الجم ، لذلك كانت محط أنظار كبار الرجال من قومها . أغناها الله تعالى بسعة النعم وكثرة الخدم والحشم ومن عليها ذو الجلال بكثرة الأموال فكانت تستأجر الرجال ليتاجروا في ذلك بالحلال فتضاربهم عليه بشيء معلوم ويستفيد بذلك الجميع على العموم ، وظهرت أسرار تلك الأخلاق المرضية والأوصاف الحسنة الزكية فيما بلغنه بين قومها في الجاهلية من مكانة علية ورتبة سنية وشهرة قوية فهي الدرة الثمينة ..
تزوجت من أبي هالة بن زرارة التميمي فانجبت هالة وهنداً وعن الزهري قال : تزوجت خديجة بنت خويلد بن أسد قبل رسول الله رجلين الأول منهما عتيق بن عايذ بن عبدالله بن عمر بن مخزوم فولدت له جارية وهي أم محمد بن صيفي المخزومي ثم خلف على خديجة بعد عتيق بن عايذ أبو هالة التميمي وهو من بني أسيد بن عمر فولدت له هند بن هند. منزلتها عند رسول الله
كانت السيدة خديجة امرأة عاقلة، جليلة، دينة، مصونة، كريمة، من أهل الجنة، فقد أمر الله – تعالى – رسوله أن يبشرها في الجنة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضلها على سائر زوجاته، وكان يكثر من ذكرها بحيث أن عائشة كانت تقول : ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه و سلم يكثر من ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة، فيقول إنها كانت وكان لي منها ولد.
وقالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكر خديجة يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت هل كانت إلا عجوزاً فأبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمن بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني النساء، قالت عائشة: فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبدا.
وفاتها:
توفيت السيدة خديجة ساعد رسول الله الأيمن في بث دعوة الإسلام قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاثة سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله بنفسه في حفرتها وأدخلها القبر بيده، وكانت وفاتها مصيبة كبيرة بالنسبة للرسول - صلى الله عليه وسلم- تحملها بصبر وجأش راضياً بحكم الله [/i]