ما أَصعَب سَبرَ غُور الأنَا .. وَ الوُصولَ لِمكَامِن الأنَا .. فَأنَا أَعلمُ مَن أنَا .. وهُم لا يَرونَ مَا أرَاه ..هُناكَ تَكتُلات
وَصِراعات بَيني وَبينَ الأنا .. وَبينَ الأنَا وهُم .. رُغمَ أنني أعلَمُ تَمام َ العِلمِ .. أنها دَوماً على صَواب .. ولَكني أُجَدلُها طَمعاً .. فَي إهتِزَزها .. ولا تهتَز ...!
ما أصعَبَ صِراعِ الأنَا الحَقيقية .. وَ الأنَا الزَائِفَه ...
" نَعم زَائِفه .. فَالكَثيرُ مِنا يُحَاولُ فَاشلاً .. طَمسَ عُري أناهُ الحَقيقي .. لِكي يَظهَر مرتَدَي لِبَاسَ الطُهر .. بِقصدٍ أَو بَدون ..! "
أُغلِقت أَمامي جميعَ الأَبوَاب .. وتَوصَدت بَوابَات الأَنفَاسِ أَمام عَيني .. لَم يَكُن أَمامي سِوى الوُلُوج لِدهَاليزِ الطِب النَفسِي ..
_ لِكي أَرَانِي وَ يَرَانِي كَمَا أَرَى نَفسِي _ لأَذهَب إليه وَ أَطرُقُ بَابِه .. !
هَل يًا تُرى سَيَرَانِي كَما أَرَانِي .. ؟
, وَجدتُ غُرفة مَلِيئة بِكُتُب سِيكُولُوجِيه .. سِيكُوسُومَاتية .. عَن الأنَا , وَ مَقَاطِع تَنتَهي ب نا .. وَ مَكتَبَة مَلِيئة بِالمُجَلدات ..!
_ هَل حَقاً تَستَدعِي الأنَا وَ تفسَيرَهَا .. لِكُلِّ هَذَا .. مابَينَ فروَيد , ادلِر , فُوجِيل وَ امِيل .. ؟
_ لِمَاذا نُحَملُ الأنَا كُل هَذا العَناءِ .. فَي وُجُودِ سَبب مَنطَقَي لَها ..
" رُغمَ أنهَا كَهفٌ مُظلِم .. إلا أَنهَا لَيست مُعقَدة إِلى هَذا
الحَد .. وَلو شَعرت الأنَا بِحجمِها فِي أعيُننا .. لزَادت تعقِيدَاً وإلتِباساً .."
جَلستُ دُون أَن أُلقِي السَلام .. سَوَى إِبتِسامة رُسِمت بصُعوبةٍ .. عَلى شَفَتَي الغَليظَتين .. وَبادَلني بإبتِسامة رَقِيقة إلَى حدٍ ما .. !
لَم أَره كَمجنُونٍ .. كَما يَرسُمهُ أَصحَاب العَاهَات الثميلية ..
لا نَظَارة تَتَساقَط إلى أَسفلَ أنفَه ِ بِمَلل .. وَ لا عَينَينِ مُنتَفخَتين , ولا مَلابِس رَثة ..,
لم أَرَ سِوَى شخصٍ هَادِئ .. !
ولا دَاعِي لِذكرِ بَقية مَا رأيت .. فَهي مُجرِد ثرثَرة لن تَجِدَ شيئَاً .. غَيرَ المَلل .. سِوَى فَقط هذا السُؤال الذي بَاغَته بِه ..
هل الأنَا وظِلُهَا تَستَحقُ هَذَا ذلِكَ العَناء مِنكَ .... وَ مِنهُم ( أَشرتُ لَهُ بِعيني عَلى المُجَلداتِ القَابعة .. بَين أَرفُفُ المَكتَبة .. ) .. ؟
رَدَ بإِقتِضَاب .. وَلِمَاذَا أَنتَ هُنا إذاً .. ؟ !
إبتَسَمتُ إبتِسامة مَاكِرة .. وَ قُلتُ له :
لأثبتَ لَهم ( وَ أشرتُ بِعيني لِما أسفَل قَدمي ... ) أنّي على صَواب .. وَ هُم في الخَطاَ يَتَصارَعُون .. !
شَعرَ وَقتَها أنّ الوَقتَ والمُحاورة .. مَعي لَن تَتِمَ بِهدوء .. بل سَيطُولُ النِقاشُ بينَنَا .. فأنَا لَستُ مَريضَاً نفسِياً
_ عُذراً هُنا _ ] .. وهل المَرضُ النَفسيُ عاراً .. يُوصَمُ على جَبينِ من تَمَرَضَ به .. وهل النفسُ تمرض ..
وهَل هُناكَ نفوسٌ لا تمرض نفسِياً .. أَم مَريضة بالنفس .. وهل هُناكَ فَارقٌ بَينَ المرضِ النفسِي .. والمَرض بالنفس ؟
تَحَدَثتُ إلَيهِ بإِستِفَاضَةٍ ..
لَستُ حَاقِداً على أَحد .. أَرى الأَعيُن تمتَصنِي .. فأَستَشِف الحَقِيقة مِنها .. فَاُقَبِلوهَا .. بِحقدٍ غَلِيل ..
لا لا .. لَيسَ كالأَحقَادِ السودَاء .. بَل لأَنني أَرى الحَقِقة ..
ولا أَستَطِيعُ أَن أتَحدثَ بِها .. لَيسَ ضعفاً مَني أَو قُوة مِنهُم .
.بَل لأنَهُم حَفَروا التَزييفَ بَينَ الأَجبِنة .. وهَل بَعد الحَفرِ مِن تصحِيح .. !
فلا تَقُل لِي أنهَا بَارَانويا .. أَو مُجردُ هَوس وخَوفٌ مِنَ الأَخر ..
أرَانِي على صَوَابٍ في الكَتيرِ مِنَ المَواقِف .. وَ رُغم قَناعَتي أَني صَائب ..
ألا أَنّ الأَخَرونَ يمقُتونَنَي بِشدة .. فَهَل هذا حِقدٌ مِنهُم لي ..
؟
كَيفَ وَ أنَا لا آتي بجَديدٍ .. ولا أتَميّز بِشئٍ .. يَجعَلُني مَحَطَ حِقد ... ؟
أَليسَ الحِقدُ يَنبُعُ مِن نقصٍ بالأَخر ..؟
لَقد بِدتُ أتَحدثُ إلى ذَاتي بِصوتٍ عالٍ .. وهَذا يجعًلُني أتنَاقَشُ معَهَا ..
بإحتِدَامٍ ويصلُ إلى جِدال .. وقَد يَصِلُ إلى صَفَعَاتٍ ولَكَماتٍ مُتتالية ..!
فَما الذِي يَحدثُ لي .. وَ كَيفَ وأينَ ولِما .. ؟
أنَا لَستُ مَريضَاً .. وَ ليسَت هَذة بِداية شِيزوفِيرِينيا .. وَ هَلوسة ..!
لَقد بِتُ أتَسائَل .. هَل أنَا وَحدِي مَن أَشعُر بِكلِ هَذا وَ ذَاك ..
أَم أَن هُناكَ الكَثِيرُ غَيري يَفعَلُ بِهم وَلهم هذا ..؟!
أَرى الأشخَاصَ من حَولي تَسييرُ إلى حيثُ أبعدُ الأفاق .. وأنَا جَالسٌ على كُرسي أُتابِعُ فَقط ..
تَنتَابُني حَالات .. مِن الثّورة والتَمَرُد .. عَليّ و الأَخرين .., أَشعُر أنني لَستُ أَنا , هُم لَيسُوا أَقوى مِني ..
حَتى يجعَلونَني أُحطِم أَصنامَ فِكري .. ولا أنَا ضَعِيفاً .. حَتى أَكونَ دُمية .. بَينَ الأَيادي .. أَتَرنح ..
تَركتُ كُلَ شَئٍ على منضَدَة فِكرَه .. ورَحلت .. دُومَنا النظَر لَه ..
"أنا لا أَنتَظِر عٍلاجاً .. فأنَا لَستُ مَريض "
" وَجَدتُ أَخيراً أنّه لن يقرَأني أحداً .. كَما سأقرَاُ أنا أَناي .. فَلا طِب نَفسِي ولا نَظَريَات فلسَفية .. قَادرة على سَبرِ غُور أَنَاي ..:: سِوَاي ::..
وَمَهمَا إزدَادَ الصِراع بَينَ الأنَا وَ الأنت .. وَبينَ الأَنت والأَخر فأعلَم أنكَ تَسير .. في الطَريقِ الصَحيح .. الشّائك جِداً !
إِنتهت
!
وبَينَ الأنًا وأنَا .. متاهَات العُمق ..
إلى وعي الا منطِق ..~
{ ..