~~
غريبٌ تتقاذفني الأمكنة ..
أثناء رحلتي في قصة يرويها الكابتن سلوكوم عن حشرة مئينية ..
تلك التي لدغته في رأسه وهو بمفرده في المحيط الأطلسي ..!
أذكر وقتها أنني قفزت من مقعدي
حينما صادف أن سقطت ورقة من إحدى الأشجار على وجهي ..!
شيءٌ ما جعلني أقلِّبها .. وإذ بها نقوشٌ أنثوية ..!
مكتوب عليها بحبر عتيق ..:
" كيف أحتضنك بصمت .. وفي عيونك جبال وصحاري ..
وكيف لايخضرُّ سفحي خجلاً ... وفي شعابكَ جرتْ قبائلُ أنهاري ..!
ياواثقَ الشفتين .. امشِ ِ الهوينا على جسدي ..
ونصِّب يداك عرشاً فاضلاًً ..
وضمَّ خاصرتا شغفي حقلاً دافئاً يعرُشُ في وقتِ سهوكَ .. زيتوناً ونخلاً وقضباً ..!
أيها المتمرس على ذاكرتي ..
تنهَّد كفايتك ..
ودعني لأنفاسك مهداً سرمدياً ..
كما تعلقُ النجوم في سماء الأبدية القاهرة ..!
ياقادراً على جعلي غيمةً وحشيةً ..
تلتفُّ حول أوهامي..
وبقدرةِ حوتٍ من الكلام ... تلتقمني في بطن صمتكَ عشرين ألفاً أو يزيد ..!
ودعهم يقولوا ما جرى لهم ..
سيقولون اثنان ثالثهم نبضهم .. ويقولون ثلاثة رابعهم حتفهم ..
رجماً بالغيب ..!
انفضت نزاعتهم ..حافين من أي شك ...
ومابنوا علينا كنسية ولامسجداً ..!
وبدون أي لعنةٍ تحلُّ بنوازعنا .. كنا قد فتحنا بوابة الموج ..
بقبلةٍ شطرت شفاه البحر إلى زبد و ورق خريف ..
وكلاهما أنت ياحبيبي .. وأنا منك إليك .. ! "
~~