رد: من خيالنا بسم الله الرحمن الرحيم تأوهت كارين ورفعت يدها تتحسس رأسها التي آلمتها إثر اصطدامها بالأرض ، ثم أدارت عينيها بالمكان تتفحصه .. أين أنا ؟؟!!! كان هذا هو السؤال الذي دار بفكرها ، والمكان كان عبارة عن أرض فضاء مسورة وهناك على البعد منزل غريب الشكل ، حاولت النهوض حتى استقامت وسارت باتجاه المنزل في خطوات مرتعدة بعض الشيء رغم قوة شخصيتها طرقت الباب وانتظرت طويلا حتى فُتِحَ الباب ، وخلف الباب شاب وسيم خالته كارين من الأمراء ، فقالت بأسلوب مهذب غير معتاد منها : عذرا لتطفلي ولكن لا أعلم كيف جئت إلى هنا ؟!! أو أين أنا ؟؟!! ولم أجد سوى بابك أطرقه . أشار إليها الشاب بالدخول و اتباعه ، تبعته كارين متعجبة من أسلوبه في التعامل معها .. لماذا يتجاهلها ويعاملها باستعلاء ؟؟!!! تساءلت بينها وبين ذاتها أشار إليها بالجلوس وشرع في الانصراف . فقالت له : مهلا ، لماذا ؟؟!! قال : لماذا ؟؟!!! قالت : لماذا تعاملني هكذا ولا تعيرني اهتماما ألم تلاحظ مع مَن تتحدث ؟؟؟!!! أها .. ها هي تعود لأسلوبها في التعامل مع الغير . أجابها الشاب : أعتقد أنك أيضا تتعاملين بهذا الأسلوب ، أردت أن تعلمي أين أنت ؟ أنت بعالمك ، أما أنا فأنا مرآتك ، تعاملين الناس دوما من منظور الدونية وأنهم أقل منك ، لا أحد مثلك لا جمالا أو مركزا اجتماعيا ونسيت أو تناسيت أن البشر كلهم سواسية وأن ما يفرق بين عربي وأعجمي عند الله هي التقوى ، فأين أنت من التقوى ؟؟ إذا علمت حقيقة الحياة لكنت من المتواضعات ولأحبك جميع من حولك وقدّروك واحترموك ، ولكن أنت صنعت حاجزا بينك وبين الجميع ولذلك أنت هنا وحدك ..العُجب يودي بصاحبه إلى التهلكة .... انهمرت دموعها وتمتمت بصوت خفيض : صدقت ، وسقطت مغشيا عليها وحين أفاقت كان أصدقائها يلتفون حولها ، فحمدت الله أن أصدقائها قد غفروا لها ذلتها ، وعندما قصت لهم ما حدث أجاب الجميع : لقد كان العيب الوحيد فيك فجميع خصالك كانت تشفع لك عندما تتحدثين بتلك النبرة المتعجرفة ولذلك بقينا على صداقتك . صرخ كارل : لماذا أنا ؟؟!!! لا لا تقترب لقد وعدتني إذا أتيت لك بثمار البطاطا أن تطلق سراحي وتدعني أذهب ، لقد وعدت فكيف لك أن تخلف وعدك ؟؟؟!!! أجابه المسخ الذي كان وجهه وجه انسان لكنه مشوه تماما بارزة أنيابه من فمه المثير للاشمئزاز وجسده كان جسد دبا ضخما : وماذا فعلت عندما وعدت والديك أن تجتهد وتبذل قصارى جهدك في استذكار دروسك ؟؟!!! وماذا فعلت حينما وعدت صديقك أن تساعده فيما طلبه منك ؟؟؟!!! وماذا فعلت حينما وعدت أخاك ألا تخفي أشياءه التي دائما ما يقضي يومه كاملا يبحث عنها ؟؟!!!! أنت أيضا وعدت ولكنك لم تفي ، فلماذا تطلب مني الوفاء ؟؟؟!!! وضحك ضحكة هستيرية زلزلت كيان كارل وخلعت قلبه من بين أضلعه .. صرخ كارل : أصدقائي أين أنتم ؟؟!! أعدكم أن أفي بوعودي وعهودي لكن رجاءا خلصوني ، أعدكم أن أكن ونعم الأخ والصديق سأكون وفيا ، وعدوني أنتم ايضا بالوفاء . تذكر الأصدقاء أنه أوفى في بعض الوعود كما أصابه الذلل في بعضها وسامحوه عليها هنا وهنا فقط تلاشت صورة المسخ الشيطاني وتبدلت الصورة ليجد نفسه بين أصدقائه يهزونه بشدة ويقولون : أفق ، أفق كارل مابك ؟؟!!! فقال لهم : أصدقائي أحبكم وأعدكم أن أكون أكثر جدية و أن أكون صديقا صادق الوعد وفيا .. يسير دنكن الآن على حافة تشتعل تحتها النيران ، لابد من اجتياز ذلك الامتحان حتى يفوز بالجائزة ، هذه هي قواعد المسابقة ، وبينما هو كذلك استنجدت به سالي فقد كانت مشاركة بالمسابقة : رجاءا أنقذني . إذا هو قدم لها يد المساعدة لن يفز وسيسبقه غيره للفوز ، لم يبق إلا القليل فماذا يفعل ؟؟؟!!! هل يؤثر غيره على نفسه أم يمضي قدما ولا يهتم ، أخذ يفكر في عجالة وأخيرا قرر أن ينقذ سالي فأيا ما كانت الخلافات بينهما فلابد من مد يد المساعدة لها ولا يهم إن فاز او خسر وبالفعل مد يده وأنقذها ، توقفت المسابقة ، تغير المشهد ليكون واقفا في حديقة غناء ونهر عذب يسمع خريره بوضوح شديد يصاحبه شدو الطيور ، مشهد بديع ، سبحان الله ، فقال : ماذا حدث ؟؟!!! أجابت سالي : لقد كان اختبار ، لقد آثرتني على نفسك رغم الخلافات التي بيننا ، وكان هذا هو الدرس ، ايثار الغير على الذات ، وهكذا هي تعاليم ديننا الحنيف ، لقد نجحت ولك ما تشتهي من هذه الحديقة الغناء خذ ما شئت لك ولأصدقائنا لقد فزت والمسابقة لم تكن إلا مجرد واجهة للاختبار وها قد نجحت نجاحا مبهرا توجه دنكن إلى الحديقة وقطف بعض الثمار وأعطى سالي بعضها وسألها إن كانت سامحته وأن من الممكن أن يعودا صديقين ورحبت جدا بالفكرة . وما أن بدآ في تناول الثمر حتى عادا إلى المتحف وقصّا على الأصدقاء ما حدث ... سأل نيك ياسمين : ما هذا اترين ما أرى ؟؟؟!!! أجابت : نعم ، ما رأيك ان نخوض التجربة ؟؟؟!! قال نيك : هيا ، لا أحد يرانا ركضا سويا نحو هذا الشيء الذي لفت أنظارهما بريقه من بعيد وما أن اقتربا حتى مدا يداهما ليمسكا به فاحترقت يديهما صرخا بألم ، ثم عاد الشيء للمعانه من جديد فقال نيك : ما هذا الشيء ؟؟!!! أجابته ياسمين : لا أدري ؟؟!!! سأعيد الكرة ومدت يدها ثانية فتوهج الحجر إلى أخضر ثم إلى أحمر ثم تصاعد منه دخان كثيف وتلاشى ، فظهر رجل عجوز ذي وجه ملامحه هادئة ولحية كثة بيضاء يشع من وجهه نور . تساءلت ياسمين : مَن انت ؟؟!! ولماذا احترقت يدانا عندما حاولنا لمس الحجر الذي خرجت منه ؟؟!!! أجاب العجوز : ليس لك ان تسأليني مَن أنا ، ولكن سأجيبك عن سؤالك الأخير ، احترقت يديكما لأنها امتدت لما ليس لكما وأردتما امتلاكها وفي ذات الوقت لم تكونا صريحين مع بعضكما البعض فلقد ضمرتما وأنتما تمدان يديكما أن تكون ملك لواحد فقط ، ربما دفعتكما أنانيتكما لذلك ولكن عدم صراحتكما هو الشيء الذي أثار الحجر فتوهج حد الاحتراق ولذلك احترقتما . تساءلت ياسمين : هل أخفيت عني شيئا آخر ؟؟!! تساءل نيك : وهل أنت أخفيت ؟؟؟!!! أجاب كلاهما في ذات الوقت : بالطبع ابتسم كلاهما في خجل فقالت : نيك اعدك ألا أخفي عنك شيئا بعد الآن وأن اكون صريحة معك ومع الجميع قال نيك وأنا أعدك ان اكون صريحا دائما وأبدا معك قبل الجميع أمسكا يدي بعضهما البعض مؤكدين على وعدهما فاختفت الحروق التي أحدثها الحجر ، وقبل أن يسألا العجوز عن السبب أجاب التساؤل الصارخ في أعينهما قائلا : لقد صدقتما في وعدكما لذلك شُفيت الحروق . أغمضا أعينهما من شدة تألق الحجر وأبصرا على الأصدقاء بالمتحف وقصا لهم ما حدث وتعاهد الجميع على التواضع والوفاء والايثار و الصراحة والأمانة ..... عذرا للاطالة أتمنى أن تحظى اعجابكم تمنياتي للجميع بأسعد الأوقات كانت تجربة جديدة ومميزة سعدت ان كنت بينكم تحية من القلب إليكم الخل الوفي سحر أحمد
__________________ الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى
إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي
قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها وذِكر مصدرها ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة جزاكم الله كل خير المنتدى أمانة في أيديكم فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي |