07-09-2009, 05:00 AM
|
| |
| لن أكون فقاعة !!
 أمس وأنا فى عملى وضعت البراد على النار لأجهز كوب الشاى خاصتى وعلى غير العادة توقفت أما البراد ، فى المعتاد أعود إلى مكتبى أؤدى أى شىء ثم أذهب إلى البراد لأصب الماء مع حبتان من القرنفل لإضافة النكهة المميزة .. أما اليوم توقفت أمام البراد لهيب النيران والسخونة أسفل البراد جعلت الماء يتحول إلى فقاعات منها الصغير ومنها الكبير ، الفقاعات تتدافع إلى السطح .. تهرب إلى أطراف البراد .. تتدافع فوق بعضها ، ثم تنفجر يتناثر بعض رذاذها الساخن على كفى .. الفقاعات تتوتر أكثر ، مضطربة وحائرة وفزعة والفقاعة التى تنفجر تحتل مكانها التالية فى اصرار غريب على المضى قدماً إلى النهاية المحتومة .. أخذنى التخيل حتى تبخر نصف الماء أمامى ..!! مايحدث مع الفقاعات تلك ذكرنى بأحوالنا كبشر .. فى العمل ، فى الرياضة فى الحياة فى كل ماتجرى به المقادير! السخونة بأسفلنا ومن جوانبنا وفوقنا .. سخونة مطالب الحياة وماديتها .. أصبحت تتفوق على أحاسيسنا ومشاعرنا ، تتغلب على الإنسانية الموجودة بداخلنا .. فنفعل مثل تلك الفقاعات نتدافع ونتوتر ونغتاظ فندفع الفقاعة التى أمامنا إلى حتفها إلى خارج البراد أو ربما خارج الدائرة التى نعتقد أنه سيضرنا فيها ولايهمنا انفجاره وفقده كأنه فقاعة فعلاً بلا قيمة .. وهكذا نأخذ دورنا بعده لأنها هذا الحياة بلا قيمة ملعونة وملعون مافيها ولكنى أعلم أننا لن نستطيع أن نكون إلا هكذا ومهما حاولنا فالسألة معقدة .. فالماء لايستطيع إلا الغليان مادامت النار مشتعلة بأسفله ومادامت ظروف حياتنا ستظل هكذا ..... فنحن أيضاً سنظل هكذا مجرد فقاعات ننفجر ونتبخر بلا قيمة تذكر !! أسألكم المقاومة  |