عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-09-2009, 05:57 PM
 
رد: قصة رائعة (حدود الحب )

.














.
تذكير :

أمل: وداعا.. لا تنسي أن تحضري
جنازتي
..
ضحكت مها و أنا ألوح لها مودعة بسرعة والحق بالدكتور عادل في غرفةالتشخيص..!

الجزء الثاني..
--------------
ابتسم الدكتور عادل لتلك المريضة العجوز مودعا..
كنت أنا اجلس صامتة في كرسي بقرب مكتبه..
حالما انغلق الباب خلف تلك المريضة.. حتى التفت إلي الدكتور عادل غاضبا..
الدكتور عادل: لزمك كل هذا الوقت لتجدي غرفة التشخيص.!
التقطت أنفاسي خائفة و متفاجئه من هذا الهجوم المباغت..!
أمل: كنت..كنت أظنك لا تحتاجني..
قاطعني..
الدكتور عادل: لست من يحتاج إليك بل أنتِ من يحتاج إلي..!
هربت عيني من عيناه خجلة من غلطتي الغير مقصودة..
أمل: نعم..نعم طبعا..كنت اقصد..بأنك لم تستدعني..
الدكتور عادل: لن اكرر قولي مرة أخرى.. إذا كنت تريدين أن تتدربي جيدا..عليك أن تلحقي بي كظلي ولا تفارقيني.. !
طأطأت رأسي خجلة..
في أول يوم لي أتعرض للتوبيخ..!
وكررت ما قلته مرارا اليوم... ليست بالبداية الجيدة..!
أمل: حسنا.. آسفة دكتور عادل.. لن يتكرر ذلك..
الدكتور عادل: آمل ذلك..
نهضت من الكرسي..توجهت إلى الباب..واشعر بنظراته تخترق ظهري..
حسنا ليفعل ما يشاء..وليقل ما يشاء... و لكن الباب لن يبقى مقفلا علينا هكذا..
فتحته...
نظر إلي هو باستغراب...
الدكتور عادل: دعيه مقفلا..
أمل: لا يجوز ذلك..
الدكتور عادل: لماذا؟
أمل: ذلك مدعاة للشبهات والكلام دكتور عادل.. و أنا فتاة..!
نظر إلي هو باستهزاء بآرائي المتشددة..
الدكتور عادل: أرى انك فتاة.. ولكن بربك نحن في مكان عمل هنا..
أمل: لا فرق عندي.. الباب لن يبقى مقفلا.. واعذرني دكتور عادل.. ولكن إن كنت منزعجا من إشرافك على تدريبي بإمكانك إحالتي إلى طبيب آخر..
طال صمته..ينظر إلي متحديا... و أنظر إليه أنا بهدوء..
قد يكون افضل لو أشرف علي طبيبٌ آخر..
الدكتور عادل: لن أمنحك تلك السعادة.. أنا موقن من أن هذا ما تريدينه..لكنه لن يحصل..لذا عودي للجلوس لنراجع معلوماتك قبل المريضة التالية..!
كان هذا اليوم مثالا بسيطا مصغرا جدا عن الأيام التي تلت ذلك اليوم..
فكل ساعة تمر مع الدكتور عادل زاخرة بالمعلومات..
كان هو.. حيوي..كثير الحركة... سريع البديهة.. وذكي جدا..
في نطاق العمل... علمت انه الأفضل.. والأطباء يحترمونه ويثقون به..
والجميع يرى أن توفقي في دراستي هو الذي شفع لي بالحصول على إشراف الدكتور عادل..
وأن حظّي... يفلق الصخر..!
ولكنني كنت أعود إلى المنزل مرهقة ومتعبة.. لا أريد سوى النوم..
وقد خسرت بعض الوزن وبات هذا ملحوظا..
من الناحية الأخرى.. فقد كنت في غاية الرضى .. فكنت اشعر بالاستفادة في كل دقيقة تمر علي معه..
كنت انفذ كل أوامره.. أحرك عقلي بسرعة كبيرة كي لا يخيب امله بي..
لا اخفي عليكم.. بأنه وبخني عدة مرات.. وكنت أنا قد تصرفت بغباء عدة مرات أيضا..
ولكن ماذا يتوقع..! من المفترض أن أخطئ كي أتعلم من تلك الأخطاء..
أما هو..فيرى الخطأ البسيط من الكبائر التي لا تغتفر..
بصراحة أراه متغطرسا..متسلطا... سريع الغضب..
فقد رآني في إحدى الممرات اسلم على زميل دراسة لي..
فاتهمني بالتلكؤ وتضييع الوقت..!!!
أغضبني ذلك..فتشاجرت معه.. لدرجة إنني شتمته بشكل غير مباشر..قلت له بأنني إنسان ولي أخطائي.. ولست كمبيوتر لا يخطئ..!
أغضبه ذلك.. وقام بصرفي ..
نعم قام بصرفي .. طلب مني أن أغيب عن وجهه بقية اليوم فهو لن يتحمل رؤيتي..
هكذا عدت إلى المنزل أجرجر أذيال الخيبة..
أوقفت سيارتي في موقف المنزل.. ودخلت المنزل بكسل وأنا اخلع حجاب رأسي ..
رأيت أمي في غرفة المعيشة... فسلمت عليها..
أم أمل: يوم مرهق آخر؟
أمل: لا بأس به..
أم أمل: أراك عدت مبكرا على غير العادة..
نظرت إليها.. تلك الحنونة.. لم أشأ أن أخيب أملها بي واخبرها بأنني تشاجرت مع المشرف علي بعد ثلاثة أسابيع من التدريب..
أمل: نعم أمي.. فقد اضطر الدكتور عادل للمغادرة لظرف طارئ .. فلم يعد لدي شيء أفعله..
أم أمل: هل تناولت الغداء؟
أمل: لا.. فلم أجد الوقت لذلك..
أم أمل: سأقول للخادمة بأن تضع لك بعض الطعام..
أمل: لا أمي.. لا رغبة لي بتناول الطعام الآن.. سأنتظر العشاء .. سأذهب للاستحمام.. عن إذنك..
تركت أمي لوحدها وذهبت إلى غرفة شقيقتي الصغرى سعاد التي ما تزال في المرحة الثانوية..
طرقت بابها ..
سعاد: تفضل..
فتحت الباب ودخلت إليها كعادتي عندما أعود من المستشفى..
أمل: مرحبا حبيبتي...أتذاكرين دروسك؟
سعاد: مرحبا أمل.. نعم إنني أراجع بعض الدروس..عدت مبكرا..
جلست إلى جوارها فأحطت كتفيها بيدي..
أمل: أخبرك سرا؟
أومأت شقيقتي التي تحب أن تسمع مغامراتي الطبية بشدة ..فرحة ومرحبة بقدوم سر جديد لا يعلم عنه والديّ شيئا..!
أمل: لقد تشاجرت مع الدكتور عادل..!
قالت سعاد متفاجئة..
سعاد: لماذا أيتها الغبية..!!
أمل: أغضبني..
سعاد: لا بد انك فهمت دورك بالعكس يا عزيزتي..فأنت هي الطالبة وهو المسؤول عنك..
أمل: اعرف ذلك..لكن لا يحق له أن يتهمني بالتلكؤ والتسكع وتضييع الوقت.. فأنا أكاد ألهث من فرط التعب لألحق به من مكان لآخر.. أنني ابذل كل جهدي لمسايرته فعلا..!
سعاد: ياله من غبي..ألم تسحره عيناك بعد؟
ضحكت على سخافة الفكرة..ضحكت عاليا.. وبعدها..
أمل: ليس بعد صغيرتي..ليس بعد..
سعاد: بحق الله ماذا كنتِ تفعلين ليغضب منك هكذا..!
كانت شقيقتي تحب سماع قصصه..فقد كنت يوميا اخبرها بما يفعل الدكتاتور.. اقصد الدكتور..
أمل: صادفت زميل دراسة لي.. استوقفني ليسال عن الأحوال وسير الأمور.. لم يدم وقوفي معه ثلاث دقائق.. ولكنه انفجر بي صائحا وموبخا..وحين رددت عليه صرفني إلى منزلي قائلا انه لا يريد أن يراني بقية اليوم!!
قلت هذا مدافعة عن موقفي أمام شقيقتي الصغرى..
كنت أتوقع أن توبخني هي الأخرى..ولكنها ابتسمت بخبث وقالت بنعومة..
سعاد: لعله يغار..!!..
فاجئني ما قالته... فأبقيت عيناي مفتوحتين ...
كررت مؤكدة..
سعاد: نعم..انه يغار..نحن نحرز تقدما يا حبيبتي..
بعدها ضحكت.. وعدت للتنفس مجددا..
أمل: كم أنتِ غبية وذات تفكير مراهق.. فقد قلت لك مرارا وتكرارا إنني لا أسعى للإيقاع به... ولا أستطيع تخيل نفسي معه.. فكفي عن هذا بربك..!
سعاد: سترين...
أمل: لا..لن أرى ذلك... لا تجعلي من مسالة تدريبي تلك مسالة قصة عاطفية.. فهي جحيم لا يطاق تحت إشراف ذاك الدكتاتور.. ليتك تعلمين..فأنا ارزح تحت ضغط دائم معه..انه يختبرني على الدوام.. وينتقدني عند اقل خطأ أقع فيه..
هبت شقيقتي مدافعة عن بطل قصتها..
سعاد: بالطبع سينتقدك...انه يريدك أن تكوني الأفضل..لم أنتِ عمياء لهذه الدرجة كي لا تري ذلك..!
تأففت وأنا أسمع تلك الكلمات مجددا من شقيقتي.. فهي لا تنفك تدخل في رأسي مسالة الارتباط بذلك الدكتور..
فجأة.. اخذ هاتفي النقال بالرنين.. نظرت إلى شاشته.. فكان هو من يتصل بي..
ماذا يريد الآن.!!
كان الدكتور قد احتفظ برقمي ليستدعيني كلما غبت عن نظره.. ولكنه أبدا، أبدا لا يتصل بي في وقت خارج وقت العمل..!!
أمل: أنه هو..
قفزت سعاد من ذلك الكرسي بسعادة غامرة..
سعاد: دعيني أسمع صوته أرجوكِ...أرجوكِ..
أمل: أنتِ مجنونة...
سعاد: أرجوكِ أمل..
أمل: حسنا..التزمي الصمت التام...
رددت على المكالمة تحت نظام الصوت الخارجي كي تسمع شقيقتي.. صوت ذلك المتكبر.
أمل: السلام عليكم...
الدكتور عادل: أين أنتِ..!!!
قالها بصوت عالٍ... لدرجه أن سعاد ابتعدت قليلا خوفا.. أما أنا....فقد اعتدت على ذلك..
أمل: ماذا تقصد بسؤالك؟
الدكتور عادل: ماذا تعنين أنتِ بسؤالك..!..أين أنتِ بحق الله لا املك الوقت كله.!
أمل: في المنزل..
الدكتور عادل: ماذا....!!..في المن.... ماذا تفعلين في المنزل فلم ننهي عملنا بعد..!
أمل: ولكنك صرفتني، دكتور ..أتذكر؟
الدكتور عادل: وبعد؟ أتهرعين إلى المنزل حالما يقع شجار ما..لقد صرفتك من مكتبي وليس من المستشفى!!
وضعت شقيقتي يدها على شفتيها، خائفة من نتيجة هذا النقاش..!!
هي محقة..فأنا في مأزق...
لقد صرفني من المكتب..وليس من المستشفى..
كيف لي أن اعرف بربكم..!!!
أمل: حسنا..أنت لم تقل لي ذلك سابقا..!!
الدكتور عادل: أيفترض بي أن أثرثر على الدوام لتفهمي..آنسه أمل أنتِ معي الآن منذ ثلاثة أسابيع ومازلت لا تفهمين شيئا مما اعني..
آلمني ما قاله..!!
كيف يفترض بي أن افهم انه يقصد المكتب لا المستشفى.!!!
أمل: هل تحتاج إلى شيء دكتور؟
الدكتور عادل: احتاج لان تكوني هنا...الآن..وفورا..
أمل: ماذا هناك؟
الدكتور عادل: لدي عملية قيصرية بعد قليل وهناك نقص في الممرضات.. عليك أن تكوني هنا الآن..فالحالة مستعجلة..
أمل: أتعنى ..الآن.!
الدكتور عادل: وهل تظنينني امزح؟..لديك عشر دقائق للوصول..
أنهى المكالمة..
سعاد: أنتِ في مأزقٍ كبير...
أمل: أنا دائما في مأزق مع هذا الكمبيوتر..!!
عقدت شقيقتي أصابع يديها مع بعضهما وقالت بحركة مسرحية سخيفة..
سعاد: أوه ياله من صوت جذاب..!!.
نظرت اليها وقلت ساخرة..
أمل: وياله من ولاءٍ كبير لي يا حبيبتي.. علي أن انصرف..وداعا..
لملمت أغراضي.. ووضعت حجابي مره أخرى على رأسي.وانصرفت...
قلت لأمي بأن الدكتور عادل قد عاد وبحاجة إلي في عملية قيصرية مستعجلة..وعلي أن انصرف..
فما كان لها إلا أن دعت لي بالتوفيق الدائم..
عليها هي وأبى أن يتحملا جدول دراستي وعملي كطبيبة..فهما من أرادا ذلك المستقبل لي..
كما خططا لسعاد مستقبل المهندسة اللامعة..
وكلانا.. أنا وسعاد.. نسير على تلك الخطى المرسومة مسبقاً..
وصلت إلى المستشفى متأخرة دقيقتين...
فواجهني الدكتور عادل غاضبا ومهددا...
الدكتور عادل: إياكِ أن تغادري المستشفى قبل أن تخبريني مرة أخرى...إياكِ..
التزمت الصمت التام..

__________________
|| أنــــــــــــآ كــدآ !! لــآ ضـــآقــت بي "الدنـــــــــــــيآآآ "
تجــــــيني حــــآألــة إستهـــبأأل ! ||
:lolz:

التعديل الأخير تم بواسطة أخت أم خالد ; 06-03-2015 الساعة 02:56 AM