عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-09-2009, 08:30 PM
 
الروعة في كل مكان....31

الروعة في كل مكان


-31-

الأستاذ هارون يحيى

اللآلئ: المجوهرات البحرية ذوات المناظر الأخّاذة
أينما وجّه الإنسان نظره فثمة آية من آيات الله تنطق بقدرته و عظمته. و الأمثلة التي نذكرها في هذا الكتاب ليست سوى جزء ضئيل من بحر آيات الله الباهرة في خلقه. و قد خلق الله للإنسان كائنات نباتية و حيوانية كثيرة تتميز بالمنظر الرائع والشكل الجميل الأخاذ. وكل شيء في الطبيعة مخلوق بالشكل الذي يتلذذ بطعمه الإنسان وترتاح له عينه، إلى جانب ذلك هناك العديد من الأشياء المخلوقة في الطبيعة كي تستخدم للزينة. ويُعَدُّ اللؤلؤ أحد هذه الأشياء التي يتزيّن بها الإنسان. فإلى جانب منظره الرائع فإنّ له خصائص عجيبة أخرى.
إنّ المراحل التي يتم خلالها تشكل اللؤلؤ تُعَدُّ بدورها مثيرة للحيرة و الإعجاب. ويتشكل اللؤلؤ بصورة عامة داخل أجسام المحار الذي يُعَدُّ نوعاً من أنواع الصدفيات (الأصداف البحرية). وتمتاز قشور هذه الصدفيات بالمقاومة العالية، ومن الصعب أن تفتح هذه القشور لصلابتها لكونها تحتوي على كربونات الكالسيوم بنسبة عالية. ولهذه الصّلابة الفضل في ابتعاد الأعداء عن المحار. وتلعب مادة كربونات الكالسيوم دوراً كبيراً في تشكل اللؤلؤ داخل أجسام الصدفيات.


عندما تدخل قطع من الحصباء أو الرمل أو حتى الكائنات الحية الطفيلية داخل أجسام الصدفيات تشعر بالانزعاج الشديد، وكوسيلة لمقاومة هذه الجسيمات الغريبة تقوم بعزلها عن طريق إفراز مادة الصّدف عليها. وهذه الخطوة تُعَدُّ الأولى في طريق تشكل اللؤلؤ. إن الجسيمات الغريبة الداخلة إلى جسم الصدفيات تُعَدُّ نواة لتشكل اللؤلؤ. وتستمرّ طبقات من كربونات الكالسيوم في التراكم فوق هذه النواة الأولية لسنوات عديدة.
ولكن كيف تتكون مادة الصدف داخل أجسام هذه الصدفيات؟ تتكون في الطبقات الداخلية لجلد المحار. فهناك مادتان أساسيتان تفرزان في تلك الطبقات وتُعَدَّان المواد الخام لللؤلؤ. المادة الأولى: تدعى “أراكونايت” وهي المادة الأساسية في تركيب اللؤلؤ، وتفرز من إحدى تلك الطبقات الجلدية. و تُعَدُّ هذه المادة غنية جداً بكربونات الكالسيوم. والمادة الثانية تدعى “كونشيولاين”: وهي مادة لزجة تقوم بمسك طبقات الأراكونايت بعضها مع بعض، وتفرز في طبقة أخرى من الطبقات الجلدية.
إن الأراكونايت مادة شفافة تكسب اللؤلؤ بريقاً ولمعاناً. والمحير هنا كيفية قيام حيوان عديم المخ مثل المحار بإنتاج هاتين المادتين، ومن ثم جمعهما مع بعضهما لإنتاج اللؤلؤ كوسيلة لعزل ذرة الغبار؟ هذا أمر محير طبعاً.
إن وسيلة الدفاع لدى المحار- أو بمعنى آخر لدى اللؤلؤ- هي في الوقت نفسه وسيلة من وسائل الزينة والتجميل بالنسبة إلى الإنسان.
و يقول الحق سبحانه و تعالى في كتابه الكريم:{ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجَانُ}الرحمن: .22
إنها تذكرة للإنسان كي يتمعّن في هذه الآيات البينات. إنّ اللّؤلؤ قد ذكر في القرآن أيضاً باعتباره أداة من أدوات الزينة المستخدمة في جنة الخلد.
رد مع اقتباس