اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fares alsunna
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال:- هل الدعوة إلى الله فرض عين أم فرض كفاية ؟ الجواب:- الدعوة إلى الله فرض كفاية إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين ولها في ميزان الشرع شأن عظيم ولأهلها شرف كبير لأنهم ورثة الرسل الكرام والأنبياء العظام والصالحين من الأنام قاموا بها امتثالا لقول الله سبحانه وتعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) ولقوله تعالى ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن) وقد ورد الترغيب فيها في نصوص من الكتاب والسنة منها قول الله تعالى ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) وقال تعالى ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن ) والدعوة إلى الله من خير الحسنات وخير الفرائض والقربات لما فيها من النّفع المتعدي والإحسان إلى الغير لقول النبي صلى الله عليه وسلم \" لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه \" فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحداًخير لك من حمر النعم \" ولبعثه الدعاة إلى الله ليعلموا عباد الله دين الله الحق فيظفروا بالأجر العظيم كما قال صلى الله عليه وسلم \" من دلّ على هدى كان له مثل أجر من عمل به لا ينقص من أجورهم شيئاً \" وغير هذه النصوص في هذا المعنى كثير إذا فهم هذا فإن الدعوة إلى الله لا يستغني عنها فرد من الأفراد ولا مجتمع من المجتمعات ولا أمة من الأمم بل حاجة أولئك جميعا إليها أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس الذي تستقر به حياتهم وإذ كان الأمر كذلك فكن يا طالب العلم داعياً إلى الله على بصيرة ترجو ثواب الله وتلتمس نيل رضاه والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً وهذا السؤال يجرُّنا إلى الإشادة بما تقوم به وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية من عناية بتنظيم الدعوة إلى الله بواسطة الإدارات العامة في جميع المناطق والمكاتب التعاونية التي تُعنى بإرشاد الناس على اختلاف طبقاتهم وجنسياتهم ولغاتهم في المحافظات المشتملة على المدن والقرى بالإضافة إلى معرض أنشأته ليكون كل عام في منطقة من مناطق المملكة العربية السعودية والذي سيقام في هذا العام في منطقة جازان بنشاط دعوي وفرت له الوسائل من قبل الوزارة ليؤتي ثماره يانعة مفيدة بعد أن أقيم في مناطق متعددة في شرق المملكة وشمالها وغربها فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء وعلى رأسهم معالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ / صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وفقنا الله وإياه لنشر الدعوة إلى الله لنظفر بالأجر الوفير والخير الكثير ومع الوزير وكلاؤه في وزارة الشئون الإسلامية ومن جملة الشئون شأن الدعوة إلى الله عز وجلّ هذا ما أحببت التنبيه به إجابة على سؤال السائل وما يتعلق به . وبالله التوفيق المجيب على السؤال / زيد بن محمد بن هادي المدخلي حرر في 18/12/1428ه الدعوة إلى الله فرض كفاية سؤال من: (م. أ) من أمريكا يقول: نود من سماحتكم أن تبينوا لنا حكم الدعوة إلى الله عز وجل وأوجه الفضل فيها؟ أما حكمها: فقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب الدعوة إلى الله عز وجل، وأنها من الفرائض، والأدلة في ذلك كثيرة منها قوله سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[1] ومنها قوله جل وعلا: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[2] ومنها قال عز وجل: وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[3] ومنها قوله سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي[4] فبين سبحانه أن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هم الدعاة إلى الله، وهم أهل البصائر. والواجب - كما هو معلوم - هو اتباعه والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام، كما قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا[5] وصرح العلماء بأن الدعوة إلى الله عز وجل فرض كفاية بالنسبة إلى الأقطار التي يكون فيها الدعاة، فإن كل قطر وكل إقليم يحتاج إلى الدعوة وإلى النشاط فيها، فهي فرض كفاية إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين ذلك الواجب، وصارت الدعوة في حق الباقين سنة مؤكدة وعملاً صالحاً جليلاً. وإذا لم يقم أهل الإقليم أو أهل القطر المعين بالدعوة على التمام صار الإثم عاماً؛ لأنهم تركوا الواجب. أما بالنظر إلى عموم البلاد، فالواجب أن يوجد طائفة منتصبة تقوم بالدعوة إلى الله جل وعلا في أرجاء المعمورة تبلغ رسالات الله، وتبين أمر الله عز وجل بالطرق الممكنة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث الدعاة وأرسل الكتب إلى الناس وإلى الملوك والرؤساء، ودعاهم إلى الله عز وجل. [1] سورة آل عمران الآية 104. [2] سورة النحل الآية 125. [3] سورة القصص الآية 87. [4] سورة يوسف الآية 108. [5] سورة الأحزاب الآية 21. نشرت في مجلة الدعوة في العدد (1469) بتاريخ 28/6/1415 ه - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن. |
جزاكم الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتكم وبارك فيكم