قصيدة جواب شكوى
(4)
شاعر الحب والحنان والإيمان محمد اقبال يرحمه الله رحمة واسعة
ترجمة الصاوي شعلان يرحمه الله
غدَوْتُمُ فِيْ الدِّيَارِ بِلا دِيَارٍ *** وَأَنُْتمْ كَالطُّيُوْرِ بِلا وُكُوْرِ
وُكُل صَوَاعِقِ الدُّنْيَا سِهَامٌ *** لِبَيْدِرِكُمُ ، وَأَنْتُمْ فِيْ غُرُوْرِِ
أهَذَا الفَقْرُ فِيْ عِلْمٍ وَمَالٍ *** وَأنْتُمْ فِيْ الْقَطِيْعَةِ وَالنُّفُوْرِ ؟
وَبَيعُ مَقَابِرِ الأجْدَادِ أضْحَى *** لَدَى الأحْفَادِ مَدْعَاةُ الظُّهُوْرِ
سَيُعْجَبُ تَاجِرُو الأصْنَامِ قُدْماً *** إذَا سَمعوا بتُجَّارِ القُُبوْرِ
منِ المُتََقَدِّمُوْنَ إلَى الْمََعالِي *** عَلَى نَهجِ الْهِدَايَةِ وَالصَّوَابِ
وَمِنْ جَبَهَاتِهِمْ أنْوَارُ بَيِتي *** وَفِي أخْلاقِهِمْ يُُتْلَى كِتَابِي
أَمَا كَانَتْ جُدُوْدُكُمْ الأوَالِي *** بُنَاةَ الْمَجْدِ وَالْفَنِّ الْعُجَابِ
وَلَيْسَ لَكُمْ مِنَ الْمَاضِي تُرَاثٌ *** سِوَى شَكْوَى اللَّغوب وَالاكْتِئابِ (5)
وَمَنْ يَكُ يَوْمُهُ فِيْ الْعَيْشِ بَأساً *** فَمَا غَدُهُ سِوَى يَوْمِ الْعَذَابِ أتَشْكُو أنْ تَرَى الأقْوَامَ فَازُوْا *** بِمَجْدٍ لايَرَاهُ النَّائِمُونَا
مَشَوْا بِهُدَى أوَائلِكُمْ وَجَدُّوْا *** وَضَيَّعْتُمْ تُرَاثَ الأوَّلِيْنَا
أيُحْرَمُ عَامِلٌ وَرَدَ الْمَعَالِي *** ويَسْعَدُ بِالرُّقِيِّ الْخَامِلُوْنَا
ألَيْسَ مِنَ الْعَدَالَة ِأنَّ أرْضِي *** يَكُوْنُ حَصَادُهَا للزَّارِعِيْنَا
تََجَلِّى النُّورِ فَوْقَ (الطُّوْرِ) بَاقٍ *** فَهَلْ بَقِيَ الْكَلِيْمُ بِطُوْرِ سِيْنَا ؟ (6)
ألَمْ يُبْعَثْ لأُمَّتِكُمْ نَبِيٌّ *** يُوَحِّدْكُمْ عَلَى نَهْجِ الْوِئَامِ
وَمُصْحَفُكُمْ وَقِبْلَتُكُمْ جَمِيْعاً *** مَنَارٌ لِلأُخُوَّةِ وَالسَّلامِ
وَفَوْقَ الْكُلِّ رَحْمنٌ رَحِيْمٌ *** إلهٌ وَاحِدٌ رَبُّ الأَنَامِ
فَمَا لِنَهارِ أُلْفَتِكُمْ تَوَلّى *** وَأمْسَيْتُم حَيَارَى فِيْ الظَّلامِ
وَحُسْنُ اللؤلُؤ الْمَكْنُوْنِ رَهْنٌ *** بِصَوْغِ الْعِقْدِ فِيْ حُسْنِِ النِّظَامِ