اعزها الله بعد هوان ولكن
لم تكن شيئا مذكورا،
لم تعتبرها أي امة من الأمم المحيطة بها،
فهي مستباحة،
ضعيفة الشأن،
مهانة الجانب،
الكل يطمع فيها.
هي امة لم يقم لها وجود،
ليس لها ماضي،
فماضيها عبارة عن قبائل متناحرة،
قبائل يسطو بعضها على بعض،
تاريخها يسجله فارس من هذه القبيلة أو تلك.
ليس لهم هدف يجمعهم،
إلا قتال بعضهم وسبي نساء بعضهم.
هذه حال امة العرب في جاهليتهم،
فلم يسجل التاريخ قيام دولة عربية ذات شأن في الماضي
وذكر لنا التاريخ إن اكبر إمبراطوريتين
كانتا تجاور العرب قد أنشأتا دويلتين تابعتين لهما،
مهمتهما حماية حدودهم،
وهاتين الدويلتين قامتا إحداهما
في العراق والأخرى في الشام ( المناذرة والغساسنة)،
وبقاءهما مرهون ببقاء إمبراطوريتي الفرس والروم،
ليس لهاتين الدويلتين أي سيادة على اراضيهما،
وليس لهما استقلالية في قراراتهما.
هذا من جانب
وذكر لنا التاريخ أن هناك محاولات
من قبل أفراد من قبائل لتأسيس دويلات
وكانوا ينادون بتوحيد القبائل العربية المتفرقة
تحت لواء واحد
ومن أبرزهم "كليب ربيعة"،
الذي كان يحلم بأن يكون
ملكا على العرب على طريقة حكم القبيلة.
وبقيت حال العرب هكذا
ولم يدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه إلا
بعد بزوغ الإسلام فيهم،
فأصبح لديهم هدف، ولحياتهم معنى وشأن،
فانطلقوا في نشر الإسلام في ربوع الأرض،
وأسسوا إمبراطورية كبيرة،
ولكن تحت لواء الإسلام،
وباسم الإسلام،
وليس بأسم العروبة،
ليس من منطلق القومية.
وحين ضعف الإسلام لديهم،
وأصبحوا يديرون الدولة
على أساس القومية،
سقطت الدولة، وتمزقت أشلاء،
وأصبح كل إقليم دولة منفصلة،
وهو ما نشاهده حديثا.
والادهى إن كل دولة حديثة تتجه إلى أن
تتمزق إلى دويلات،
منها طائفي، ومنها عرقي،
ولكن ليس منها إسلامي.
أعداء الأمة فطنوا إلى مصدر قوتها،
فتمكنوا من فصله عنها،
وزرعوا مكانه العلمانية، والتعصب القومي،
وبدأوا يشجعون، ويدعمون أي مشروع انفصالي،
يجعل من الأمة دويلات على هيئة كانتونات.
ويكفينا أن جامعتنا العربية ليس
في ميثاق تأسيسها وحدة شعوب امتنا.
امتنا اليوم
بحاجة إلى إعادة النظر في مسيرتها،
بحاجة إلى قراءة التاريخ من زاوية جديدة،
بحاجة إلى حزم أمرها، وجعل دينها أساس سيادتها،
بحاجة إلى مواطنين ليسوا عرب فقط،
إنما مسلمين أولا.
فعزة امتنا العربية في إسلامها.
ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه.
والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
إلى هنا نكتفي ونفتح حوارنا ونقاشنا على أساس:
1- ماذا قدم العرب للإنسانية كقومية قبل الإسلام؟
2- ماهو الإرث الحضاري للعرب كقومية قبل الإسلام؟
3- كيف يستطيع العرب إعادة بناء دولتهم بدون الإسلام؟
تساؤلات وأفكار أضعها بين أيديكم علني أجد مشاركة من طرفكم
ولإعطاء الموضوع مساحة فكرية واسعة اطلب من الإخوة المتخصصين والمهتمين بالمجالات التالية (التاريخ والسياسة والقانون الدولي) وما شابه من مجالات ذات علاقة بالموضوع المشاركة
ووضع بصمتهم
:77: :77: :77: