عرض مشاركة واحدة
  #139  
قديم 07-14-2009, 10:25 AM
 
رد: موضوع تفاعلى ... (أرجو المشاركة) وتم اختيار الكتاب الخامس من (رحيق الصمت) بعنوان (الظاهرة القرآنية)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد وعدتكم باستكمال البحث في الجزء الذي انتقيته من الكتاب
وها أنا ذا أعود
ولنبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم
4 - أخلاق : -
وتنقسم إلى :-
  • الأخلاق اللادينية : تقيم أعمال الانسان على أساس المنافع الشخصية العاجلة ، المجتمع المدني .
  • الأخلاق الدينية : تحترم المنفعة الشخصية وتمتاز برعاية منافع الآخرين فتدفع بذلك الفرد لانشاد ثواب الله قبل أن يهدف إلى فائدته .
  • ومن أجل الثواب :
في التوراه الميثاق الخلقي الأول الوصايا العشر ، وكان الجزاء على القوم في الحياة .
في الانجيل عظة المسيح على الجبل ، وقد قصر الجزاء على يوم القيامة .
وكلاهما مبدأ أخلاقي سلبي
أما القرآن الكريم : مبدأ ايجابي أساسه " لزوم مقاومة الشر " ، مع تقرير فكرة الجزاء ، و كون العاقبة الدنيوية للجماعة جزائها عاجل تمثلت في عواقب الأمم البائدة ، أما الفرد فعقابه يوم الحساب .
ونقسمها إلى :
لزوم مقاومة الشر : -
بسم الله الرحمن الرحيم : " وّالَّذينَ جَاهَدوا فينَا لَنَهدَيَنَّهُم سُبُلَنَا وَإنَّ اللَهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ " صدق الله العظيم .
ونجد ذلك واضحا جليا في الآيات التي تحث على الخيرات والابتعاد عن الشبهات ، الآية 92 من سورة النحل ، الآية 99 من سورة الحجر ، الآيتان 31 _ 133 من سورة آل عمران ، الآية 21 من سورة الأحزاب ، الآية 112 من سورة هود ، الآية 148 من سورة البقرة .
الجزاء
فنجد في سورة الشعراء الآية 90 وما بعدها بسم الله الرحمن الرحيم : " وَ أُزلِفَت الجَنَّةُ للمُتَّقين * وَبُرِّزَتِ الجَحيمُ للغَاوين " صدق الله العظيم .
وآيات الجزاء مابين الثواب والعقاب ، الجنة والنار ، النعيم والجحيم ،إذا ما قرأنا القرآن سنجد دائما تذكير بها بأسلوب لغوي لا يُقارن بين التهديد والترغيب .
أنباء الأمم البائدة
فقد جاء في سورة القمر وكذلك سورة الحاقة ذكر أنباء ثمود وعاد وصالح ولوط وزادت سورة الحاقة ذكر فرعون .
والقصص القرآني فيه موروث كثير عن الأمم البائدة سورة النحل الآيات 87 : 90 ، سورة المائدة الآيات 12 ، 13 ، 14 . سورة النعام الآيات 42 : 44 . الجاثية من الآية 28 وحتى الآية 37 ، وغيرها من الآيات التي ذكرت أنباء السابقون فجاءت مرة موجزة واستفاضت في مواضع أخرى .
5- اجتماع :-
* الشريعة الموسوية : مجتمع موحد ناشيء على توثيق الصلات بين الأفراد .
* شريعة الحب لدى سيدنا عيسى .
* القرآن الكريم : عنى بالزاوية الانسانية الشاملة ، ولأول مرة في تاريخ الانسانية عنى القرآن الكريم بمشكلة الرق و ايجاد الحل لها ، مبدأ خلقي عام يحمل طابع مميز له صورته الخاصة .
الزاوية الانسانية الشاملة
ونرى ذلك في سورة الحجر الآية 99 ، بسم الله الرحمن الرحيم : " وَاعبُد رَبَكَ حتى يأتيك اليقين "
وفي سورة التوبة الآية 71 ، بسم الله الرحمن الرحيم : " والمُؤمِنونَ والمؤمِناتُ بعضهم أولياء بعض يَأمُرونَ بالمَعروفِ وينهَونَ عن المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصلاةَ ويُؤتونَ الزكاةَ ويُطيعونَ اللهَ ورسولَهُ أولئِك سيرحَمُهُمُ اللهُ إنَّ اللهَ عَزيزٌ حكيمٌ " صدق الله العظيم .
كما جاءت سورة العصر دليلا على الاهتمام بالجانب النفسي والتعاون بين المؤمنين وجزاء الصابرين ، ونرى الاهتمام بالجانب النفسي متمثلا بجلاء في الآيات 114 من سورة النساء ، 5 من سورة فاطر ، المائدة 78 ، 110 من سورة آل عمران ، 199 من سورة الأعراف .
وهذا ليس بكل ما استطعت الحصول عليه ولكن حتى لا أطيل عليكم فتملون من القراءة .
ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال :-
" الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "
" مَن دل على خير فله مثل أجر فاعله "
" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا "
وقال صلى الله عليه وسلم لعلي : " فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرٌ لك من حُمُر النَعَّم "
هذا بخلاف الأبواب القائمة بذاتها في كتاب رياض الصالحين والتي تفردت بحقوق العباد على بعضهم البعض وحسن الخلق وافراد كتاب خاص للسلام وآخر للمنهيات إن ديننا لهو دين الحق رغما عن كل الأقاويل وإن رسولنا الكريم لهو خاتم الأنبياء وسيد المرسلين صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى آله إلى يوم الدين .

الرق جاء في الآية 13 من سورة البلد : بسم الله الرحمن الرحيم " فَكُّ رَقَبَةٍ " وفكها بمعنى خلاصها من الأسر وقيل من الرق والفك هو حل القيد والرق قيد وسمي المرقوق رقبة لأنه بالرق كالأسير المربوط في رقبته .
عن عامر بن الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار " .
6- تاريخ الوحدانية :-
بيَّن لنا جدول التفاصيل القرآنية في قصة سيدنا يوسف أوجه الشبه والاختلاف ونوجزها في النتائج الموازنة للروايتين :-
1- التاريخ واحد في الروايتين .
2- استمرار الانغمار في المناخ الروحاني في رواية القرآن الكريم نستشعره في موقف سيدنا يعقوب فهو نبيا أكثر منه أبا وبرز ذلك في التعبير عن يأسه عندما علم باختفاء سيدنا يوسف وأمله عندما دفع اخوة يوسف ليتحسسوه وأخيه .
3- تحدثت امرأة العزيز بلغة الضمير الانساني ووخزة الندم فتعترف في النهاية بخطئها .
4- حديث سيدنا يوسف في السجن بوصفه نبيا فجاء حديثه روحانيا .
5- الرواية الكتابية بالغت في وصف الشخصيات المصرية .
6- وبخصوص تعبير الرؤيا يرتسم رمز المجاعة في صورة أقل اجادة .
7- الرواية الكتابية تكشف الأخطاء التاريخية والتي تثبت صفة ( الوضع التاريخي ) ويمكن التأكيد أنها من وضع النُسَّاخ الميالين لذكر فترة المحن التي أصابت بني اسرائيل في مصر بعد زمن سينا يوسف اتضح ذلك جليا في الفصل 43 جملة 32 من التوراه .
8- ذكروا في الرواية الكتابية الحمير للانتقال ولا يتسنى لبني اسرائيل الانتقال به إلا بعد استقرارهم بوادي النيل حيث أن الحمار حيوان حضري عاجز عن اجتياز مساحات الصحراء الشاسعة .
9- استخدم القرآن الكريم لفظ العير موضحا أنها وسيلة انتقال بني اسرائيل .
10- حل عقدة الرواية :في الرواية الكتابية حمل طابع السرد التاريخي فاشتملت فصولها الأخيرة على تفاصيل مادية عن استقرار العبرانيين في مصر ، في حين ان القرآن الكريم جعل الحل دائرا حول الطابع الشخصي المميز للشخصية المحورية سيدنا يوسف والذي يختم هذا الختام المنتصر .
تعقيب :-
لقد استفاض القرآن الكريم في وصف القرآن في ختام سورة الشورى وأضفى على القرآن الكريم صفتين من صفتا الله جل وعلى " إنه علي حكيم " وبعد هذه الآيات يبدأ القرآن مباشرة في سورة الزخرف " حم * والكتابِ المُبينِ "
فالقرآن علي على كل ما عداه من قول اذا نظرنا اليه من الناحية اللفظية فهو قمة البلاغة وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر البشر
واذا نظرنا اليه من ناحية المعنى " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " لقد أتى الباطل في كتب الله التي سبقته
ولم يدخل عليه التغيير والتبديل من حيث المباديء فهي هداية للانسانية باقية على الدهر فنجدها في التشريع ترتكز على العدالة المائدة 8 والنحل 90
وفي الأخلاق ترتكز على الرحمة الانبياء 107
وفي العلاقات الاجتماعية ترتكز على الأخوة
وفي العقائد ترتكز على الأساس للعدل والرحمة والأخوة وهو التوحيد ومن أوصاف القرآن أنه مجيد وأنه عزيز وقرآننا دالا على مكارم الأخلاق .
تم بحمد الله وفضله وكرمه الجزء المنتقى للمناقشة حاولت جاهدة توكيد الأفكار وتوضيحها بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة .

أعتذر عن الاطالة ولكن كان لابد من ايفاء الموضوع حقه وأرى أني لازلت مقصرة في اجتهادي .
جعلها الله في ميزان حسناتنا
بارك الله في صاحب الموضوع ومنتقي الكتاب والمتفاعلون مع الفكرة
تحية طيبة تحمل التقدير والاحترام

الخل الوفي .. اللهم تقبل منا صالح الأعمال
واجعله خالصا لوجهك الكريم آمين
سحر أحمد


__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي