عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-17-2009, 11:42 AM
 
شخصية المرأة في القرآن والسنة

بسم الله الرحمن الرحيم




- حين يتحدث القرآن الكريم عن المرأة في عهود الأنبياء السابقين، فإنه يذكرها بما يحفظ لها قدرها ومكانتها، ولا ينقصها من حقها شيئا. فالمرأة الصالحة قدوة لكل البشر، سواء الرجال منهم أم النساء .
وإن كانت من الضالين فإنه يتعرض إلى ما أقدمت عليه من العصيان من باب الاتعاظ وأخذ العبرة مما قد وقعت فيه من الذنوب، دون الانتقاص من إنسانيتها، أو إلحاق الوزر بنسلها من بعدها .
وقد سجلت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة أنموذجا رائعا في التوكل على الله عزوجل حين تحدثت عن قصة السيدة هاجر مع ابنها إسماعيل عليه السلام، عندما تركهما سيدنا إبراهيم عليه السلام بواد غير ذي زرع؛ استجابة لأمر الله تعالى ،ئربنا إِني أسكَنت من ذريتي بِواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاةَ فَاجعل أَفئدة من الناس تهوي إلَيهِم وارزقهم من الثمرات لَعلهم يشكرون.
وقد جاء في الأحاديث النبوية الشريفة ما يشرح هذا الموقف العظيم.
روى البخاري في صحيحه:ئلما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان، خرج بإسماعيل وأم أسماعيل، ومعهم شنة فيها ماء، فجعلت أم إسماعيل تشرب من الشنة، فيدر لبنها على صبيها، حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة، ثم رجع إبراهيم إلى أهله، فاتبعته أم إسماعيل، حتى لما بلغوا كداءً نادته من ورائه: يا إبراهيم إلى من تتركنا؟ قال: إلى الله، قالت: رضيت بالله . وفي رواية قالت إذا لا يضيعنا .
قال: فرجعت فجعلت تشرب من الشنة ويدر لبنها على صبيها، حتى لما فني الماء، قالت: لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحداً، قال: فذهبت فصعدت الصفا فنظرت، ونظرت هل تحس أحداً، فلم تحس أحداً، فلما بلغت الوادي سعت وأتت المروة، ففعلت ذلك أشواطاً، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل، تعني الصبي، فذهبت فنظرت فإذا هو على حاله كأنه ينشغ للموت، فلم تقرها نفسها، فقالت: لو ذهبت فنظرت، لعلي أحس أحداً، فذهبت فصعدت الصفا، فنظرت ونظرت فلم تحس أحداً، حتى أتمت سبعاً، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل، فإذا هي بصوت، فقالت: أغث إن كان عندك خير، فإذا جبريل قال: فقال بعقبه هكذا، وغمز عقبه على الأرض، قال: فانبثق الماء، فدهشت أم إسماعيل فجعلت تحفر، قال: فقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : (لو تركته كان الماء ظاهراً). قال: فجعلت تشرب من الماء ويدر لبنها على صبيها .
هذا، وإن مما يظهر مدى تقدير الإسلام للمرأة أن خلد موقف السيدة هاجر مع ابنها هذا بطريقة ما سبقها تقدير، وهو جعل السعي بين الصفا والمروة شعيرة من شعائر الحج، وشعار الحجئ أو شعائره هي مناسكه وعلاماته وأعماله، وكل ما جعل علما لطاعة الله تعالى، والذي بفعله يتذكر كل زائر لبيت الله الحرام ما مرت به السيدة هاجر وابنها من انقطاع لأسباب الحياة بالكلية، معئ ما أظهره الله تعالى لهما من الكرامة والآية في إخراج الماء لهما .قال تعالى :إِن الصفا والمروة من شعائر الله فَمن حج البيت أَو اعتمر فَلا جنَاح علَيه أَن يطوف بِهِما ومن تطَوع خيراً فإِن اللهَ شاكر عليم.د . رولا محمود الحيت
رد مع اقتباس