نشأتها
مقال تفصيلي :
تاريخ الأبجدية العربية
هنالك العديد من الآراء والروايات حول أصل العربية لدى قدامى اللغويين
العرب فيذهب البعض إلى أن يعرب كان أول من أعرب في لسانه وتكلم بهذا اللسان العربي فسميت اللغة باسمه، وورد في الحديث الشريف أن نبي الله
إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من فُتق لسانه بالعربية المبينة، وهو ابن أربع عشرة سنة بينما نَسِي لسان أبيه، أما البعض الآخر فيذهب إلى القول أن العربية كانت لغة آدم في الجنة
2، إلا أنه لا وجود لبراهين علمية أو أحاديث نبوية ثابتة ترجح أي من تلك الادعاءات.
[7]
ولو اعتمدنا المنهج العلمي وعلى ما توصلت إليه علوم اللسانيات والآثار
والتاريخ فإن جل ما نعرفه أن اللغة العربية بجميع لهجاتها انبثقبت من مجموعة من اللهجات التي تسمى بلهجات شمال الجزيرة العربية القديمة. أما
لغات جنوب الجزيرة العربية أو مايسمى الآن باليمن أجزاء من عمان فتختلف عن
اللغة العربية الشمالية التي انبثقت منها اللغة العربية، ولا تشترك معها إلا في كونها من
اللغات السامية، وقد كان علماء المسلمين المتقدمين يدركون ذلك حتى قال أبو عمرو بن العلاء (770م) : "ما لسان
حمير بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا."
شاهد قبر
امرئ القيس بن عمرو ملك
الحيرة 3
وقد قام علماء الآثار بتصنيف النقوش العربية الشمالية القديمة المكتشفة حتى الآن إلى أربع مجموعات هي
الحسائية (نسبة إلى منطقة
الأحساء)
والصفائية والديدانية والثمودية، والأخيرة لا علاقة لها بقبيلة
ثمود وإنما هي تسمية اصطلاحية. وقد كتبت جميع هذه النقوش
بالخط المسند (أي الخط الذي تكتب به لغات جنوب الجزيرة)، وأبرز ما يميز هذه اللهجات عن اللغة العربية استخدامها أداة التعريف "ه" أو "هن" أو "ام" بدلًا من "ال" و مثال ذلك عَنْ كَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ الْأَشْعَرِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ السَّقِيفَةِ - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "
لَيْسَ مِنْ امْبِرِّ امْصِيَامُ فِي امْسَفَرِ"و تعني " "
ليس من البر الصيام في السفر " . "، ويعود تاريخ أقدمها إلى عدة قرون قبل الميلاد. أما أقدم النقوش باللغة العربية بطورها المعروف الآن فهما
نقش عجل بن هفعم الذي عثر عليه في
قرية الفاو (قرب
السليل)في العربيه السعوديه ، وقد كتب
بالخط المسند ويعود إلى القرن الأول قبل الميلاد،
ونقش عين عبدات في
صحراء النقب، ويعود تاريخه إلى القرن الأول أو الثاني بعد الميلاد، وقد كتب
بالحرف النبطي. ومن أشهر النقوش باللغة العربية
نقش النمارة الذي اكتشف في الصحراء
السورية، وهو نص مؤرخ بتاريخ 328 م ومكتوب بنوع من الخط النبطي القريب من الخط العربي الحالي، وهو عبارة عن رسم لضريح ملك
الحيرة امرئ القيس بن عمرو وصف فيه بأنه "ملك العرب".
[8][9][10]
لم يعرف على وجه الدقة متى ظهرت كلمة
العرب؛ وكذلك جميع المفردات المشتقة من الأصل المشتمل على أحرف العين والراء والباء، مثل كلمات: عربية وأعراب وغيرها، وأقدم نص أثري ورد فيه اسم
العرب هو اللوح المسماري المنسوب للملك الآشوري ( شلمانصر الثالث) في القرن التاسع قبل الميلاد، ذكر فيه انتصاره على تحالف ملوك آرام ضده بزعامة ملك
دمشق، وأنه غنم ألف جمل من جنديبو من بلاد
العرب، ويذكر البعض - من علماء اللغات - أن كلمة
عرب وجدت في بعض القصص والأوصاف
اليونانية والفارسية وكان يقصد بها أعراب الجزيرة العربية، ولم يكن هناك لغة عربية معينة، لكن جميع اللغات التي تكلمت بها القبائل والأقوام التي كانت تسكن الجزيرة العربية سميت لغات عربية نسبة إلى الجزيرة العربية.
اللغة العربية من اللغات السامية التي شهدت تطورًا كبيرًا وتغيرًا في مراحلها الداخلية، وللقرآن فضل عظيم على اللغة العربية حيث بسببه أصبحت هذه اللغة الفرع الوحيد من اللغات السامية الذي حافظ على توهجه وعالميته؛ في حين اندثرت معظم اللغات السامية، وما بقي منها غدا لغات محلية ذات نطاق ضيق مثل: ال
عبرية، الامهريه لغه أهل الحبشة أو مايعرف اليوم بإثيوبيا، واللغة العربية يتكلم بها الآن قرابة 422 مليون
إنسان كلغة أم، كما يتحدث بها من
المسلمين غير
العرب قرابة العدد نفسه كلغة ثانية.