07-26-2009, 08:36 AM
|
|
.. كوب من ماء زمزم كوب من ماء زمزم بسم الله الرحمن الرحيم - مشهد أصبح الاردنيون يألفون رؤيته في مواسم عودة المعتمرين و الحجاج من بيت الله الحرام، (جلان) وعبوات من مياه زمزم يحملها المعتمر او الحاج الى جانب حقائبه حين عودته لارض الوطن يسقى منه زواره واقاربه ومرضاه باعتبار المكانة الدينية والروحانية وحتى الصحية المثبتة علميا لهذا الماء الأنقى والأطهر عالميا .
وتظل مياه زمزم بالنسبة للاردنين هي أحد رموز العمرة و الحج، وإحدى معجزات الله، وفيها الشفاء للكثير من الأمراض المستعصية، هي الهدف الأسمى والمياه الفضلى التي شرب منها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يتوانون عن توصية من يذهب للحج بالعودة ب جلن من مياه زمزم أيا كان ثمنه.
لكن المعتمرين والحجاج حين يعودون لا يبيعون هذه المياه بل يهدونها لأحبائهم وأقربائهم وأصدقائهم كأغلى هدية، وأفضل شيء من الممكن إحضاره من الأماكن المقدسة.
ورغم أن العائدين من الحج يحضرون معهم أنواعا مختلفة من الهدايا مثل المسابح أو المصليات، أو المصاحف الفخمة المطبوعة في مطابع الملك فهد، أو الدشاديش البيضاء أو الطاقيات المزركشة، إلا أن أفضل الهدايا وأغلاها زجاجة مياه من زمزم . ويتداول الكثير من الناس القصص عن فضل مياه زمزم .
يقول عماد الغول أن والدته كانت مصابة بالبهاق الجلدي في يديها ووجها ولم يجد لها الأطباء علاجا، ولكنها لما شربت من ماء زمزم ، حتى ارتوت، تحسنت صحتها وشفي جلدها من هذه البقع .
ويعد أجمل ما في المياه أنها معجزة سيدنا إسماعيل عليه السلام الذي ضرب الأرض بقدميه وهو طفل رضيع فأخرجت ماء زمزم لترويه وتروي أمه هاجر بعدما تركهما سيدنا ابراهيم عليه السلام وحدهما ونفذ ما معهما من طعام وماء في وادي مكة القفر الخالي من أي ماء او شجر وجهدت هاجر واتعبها البحث ساعية بين الصفا و المروة ناظرة في الافق البعيد علها تجد مغيثا يغيثها ورضيعها فلما يئست من الخلق اغاثها الله برحمته وبفضله . فخرج الماء واخذت تزمه بيديها فسمي لذلك بماء زمزم .
وتختلف المياه المهداة من شخص لآخر، فهي تبدأ من زجاجة، ثم كوب، وحتى رشفة لمن يرغب فقط أن يتذوق طعم المياه، أما المرضى المزمنين فإنهم يوصون المسافرين إلى الحج بإحضار جلن مياه كبير كي يشربوا منه حتى يرتووا تماما، أو قد يغتسلوا في بعض الأحيان داعين الله أن يمن عليهم بالشفاء. علاء الجيوسي أحد المعتمرين الذين زاروا بيت الله الحرام مؤخرا وعادوا بأكثر من زجاجة لأقربائه يؤكد تخاطف معارفه واصدقاءه لمياه زمزم منه بعد عودته.
حيث كان أول شيء يسألون عنه، هل عندك مياه من زمزم ؟حتى أنه اضطر بعد فترة أن يخبئ المياه المتبقية لأحد أقربائه من الناس. ويتابع ورغم هذا فالمياه متوافرة بكثرة في السعودية يشرب منها ملايين الحجاج والمعتمرين ويتوضأون بها، وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة ماء يتدفق بغزارة من مئات الصنابير المفتوحة على سعتها ليلا ونهارا ولم نسمع من المسؤولين نصيحة بعدم الإسراف في استخدام المياه لأنه لا خوف عليها فهي مياه مباركة لا مقطوعة ولا ممنوعة تأتينا من عيون الجنة وأنهارها والى جانب الملايين الذين يستخدمون المياه في الكعبة المشرفة فإن هناك أنابيب تحمل آلاف الأطنان إلى المدينة المنورة فضلا عن ملايين الزجاجات التي تعبأ بمياه زمزم وتوزع كهدية على الحجاج والمعتمرين عند مغادرتهم مكة عائدين إلى ديارهم.
ورغم فضل مياه زمزم وفقا لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ماء زمزم لما شرب له ) و قوله ( خير ماء على وجه الارض ماء زمزم فيه طعام الطعم وشفاء السقم ) الى جانب ان الرسول كان يحمل ماء زمزم في قرب وكان يصب على المرضى ويسقيهم الا ان بعض الناس يرون أن بركة مياه زمزم تكون في مكانها فقط، وبالتالي يرفضون حمل المياه معهم والعودة إلى بلادهم مكتفين بالشرب في الأراضي المقدسة، فيما يحرص البعض الآخر على حملها معه، ويوجد فريق آخر يشتري كفنه ويقوم بغمسه في مياه زمزم لكي تحل فيه البركة، اعتقادا أن من يكفن بهذا الكفن سوف يدخل الجنة.
وتقدم بئر زمزم والتي لا يتجاوز طولها 18 قدما و عرضها 14 قدما يوميا 5,18 لتر في الثانية الواحدة .
وتختلف عن غيرها في نسبة الكالسيوم و المغنيسيوم ولذلك فهي تنعش الحجاج المنهكين الى جانب احتوائها على مركبات الفلور التي تعمل على ابادة الجراثيم .
يشار الى ان دراسة اجراها أستاذ الجيولوجيا بمعهد الدراسات والبحوث البيئية - جامعة عين شمس بمصر - الدكتور محمد عزت المهدي تؤكد أن ماء زمزم ينفرد بخصائص تميزه عن جميع أنواع المياه في العالم. من بين هذه الخصائص التي أشارت إليها الدراسة:
أنه لا يتعفن ولا يتعطن، ولا يتغير طعمه أو لونه أو رائحته، وأنه في هذا مثل عسل النحل، الذي لا يتأثر بتعرضه للجو، مختلفا في ذلك عما يحدث لجميع أنواع المياه الأخرى، مثل مياه الأنهار والبحار والأمطار والمياه الجوفية، ويرجع ذلك إلى مكوناته الكيميائية، التي تمنع نشاط الجراثيم والبكتيريا والفطريات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ماء زمزم، من أعظم المياه المعدنية المستخدمة في العلاج والاستشفاء على مستوى العالم! ومن الأمور العجيبة في ماء زمزم، أنه حلو الطعم، رغم زيادة أملاحه الكلية، فلا يشعر من يشربه بملوحته العالية، ولو أن نسبة الأملاح الموجودة في ماء زمزم، كانت في أي ماء آخر، لما استطاع أحد أن يشربه! منال القبلاوي |